يعقد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم اليوم في العاصمة السودانية الخرطوم و على هامش نهائيات بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين جمعيته العمومية العادية ال33 و التي يتضمن جدول أعمالها العديد من المسائل الهامة للكرة الإفريقية على رأسها الانتخابات الاستثنائية الخاصة بتمثيل القارة السمراء في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للعهدة الممتدة ما بين 2011 و 2015 بعد شغور مقعدين الأول شغله جاك برنارد أنوما الذي انتهت عهدته و الثاني شغله أموس ادامو من نيجيريا الذي أقصي من منصبه على خلفية اتهامه من قبل الفيفا بتلقي رشاوى في قضية اختيار منظما مونديال 2018 و 2022. و يتنافس على المقعدين ستة مرشحين يتقدمهم رئيس الاتحاد محمد روراوة الذي يتطلع إلى الانضمام إلى الثلاثي العربي المتواجد حاليا في تنفيذية الفيفا القطري محمد بن همام و الأردني الأمير علي بن الحسين عن قارة آسيا و المصري هاني أبو ريدة عن القارة السمراء. و في حال تحقق هذا فانه سيكون سابقة عربية على هذا المستوى الهام من التمثيل في اكبر هيئة كروية كما انه في حال فوز روراوة سيكون أول جزائري يشغل هذا المنصب غير أن هذا الهدف لن يكون سهلا بالنظر إلى المنافسة الشرسة التي سيلقاها روراوة نظرا لثقل بقية المرشحين خاصة الجنوب الإفريقي داني جوردان رئيس لجنة تنظيم مونديال جنوب إفريقيا 2010 و نجم منتخب زامبيا الأسبق و رئيس اتحادها الحالي كالوشيا بواليا و العاجي جاك أنوما الذي يعمل للحفاظ على مقعده و الحاج ابراهيما غالاديما الذي ينافس لتعويض مواطنه المتهم أموس ادامو الذي رفض استئنافه من قبل الفيفا و بالتالي رفض أيضا ترشحه و سيكوتو باتل من السيشل. و بالنظر إلى المعطيات المتوفرة فان روراوة – 64 سنة -إلى جانب جوردان يعتبر الأوفر حظا للفوز بأحد المقعدين لأسباب عديدة بداية بالحملة الانتخابية التي قام بها منذ إعلانه عن ترشحه حيث قام بزيارات لعدد من العواصم الإفريقية على غرار دار السلام و نيروبي حيث التقى برئيسي الاتحادين التنزاني و الكيني لإقناعهما بالتصويت لصالحه كما كان له لقاء مباشر مع ثلاثين رئيس اتحاد إفريقي دعاهم لحضور مباراة الإياب من نهائي كاس أبطال شمال إفريقيا في الجزائر في كانون الأول المنصرم و هو متواجد في السودان منذ انطلاق بطولة "الشان" لمواصلة حملته و يراهن روراوة على أصوات الاتحادات العربية و الاتحادات الفرانكفونية. و في هذا الصدد أكد كل من رئيس الاتحادين المصري سمير زاهر و المغربي علي الفهري أن منح صوتهما للجزائر ضمانا لتواجد عربي مكثف في الفيفا غير أن حملة روراوة المكثفة في الخرطوم ضمنت له حسب مصادر مقربة منه نصف عدد أصوات الاتحادات الإفريقية التي ستنتخب اليوم و عددها 54 صوتا مما يعني أن روراوة ضمن على الأقل المركز الثاني و مما يزيد من حظوظ رئيس الفاف لتحقيق الحلم الجزائري و العربي هو العلاقة الطيبة التي تربطه منذ سنوات مع أطراف تتحكم جيدا في خيوط الانتخابات و تجيد لعبة الكواليس و إقامة تربيطات تسمح له بكسب اكبر عدد من الأصوات في مقدمتهم رئيس الاتحاد الإفريقي الكامروني عيسى حياتو و المصري هاني أبو ريدة العضو الحالي في تنفيذية الفيفا و أيضا مع رئيس الاتحاد الأسيوي بن همام الذي اختير ليكون مراقب هذه الانتخابات. و فضلا عن هذه المعطيات فان الاتهامات التي وجهت لحياتو و اتحاده تجبره على إدخال أسماء تتمتع بمصداقية و سمعة و لن يجد أفضل من روراوة و جوردان لإعادة بعض الهيبة و البريق المفقودين و تلميع صورته مجددا. و من جهة أخرى يرى العارفين بمسيرة روراوة أن الأخير لا يدخل أي سباق انتخابي قبل أن يضمن الفوز به و يستشهدون على كلامهم بما حدث في انتخابات الاتحاد الجزائري و الاتحاد العربي و حتى تنفيذية الكاف و هي الهيئات التي يشغل فيها روراوة مناصب هامة منذ مدة فهو رئيس الاتحاد الجزائري منذ فبراير 2009 و نائب رئيس الاتحاد العربي و عضو تنفيذية الاتحاد الإفريقي منذ 2004 و يحظى أيضا بدعم مطلق من قبل الحكومة الجزائرية بالنظر إلى الخدمات الجليلة التي قدمها للكرة الجزائرية . و تعتبر هذه المرة الثالثة التي تستضيف فيها الخرطوم الكونغرس العام للكاف بعد أعوام 1970 و 2007.