شهد حي مناخ فرنسا ببلدية وادي قريش، بالعاصمة، في ساعة مبكرة من يوم أمس اشتباكات عنيفة بين سكان بيوت طوب بنيت حديثا في حديقة عمومية وقوة شرطة أرسلت لتأمين عملية التهديم ما أدى إلى إصابة حوالي 40 من المحتجين ورجال شرطة بجروح متفاوتة الخطورة كما تم اعتقال بعض المحتجين أطلق سراحهم لاحقا. و قال سكان بالحي أن الاشتباكات اندلعت في الصباح الباكر عند قيام أعوان شركة الكهرباء بقطع التيار الكهربائي و الغاز، عن الحي تمهيدا لعملية التدمير التي كانت مقررة قبل أيام.و وفق شهادة احد أبناء الحي فان سكان الحي كانوا على جاهزية منذ أيام.لمقاومة قرار تهديم سكناتهم التي انتهوا حديثا من تشييدها لحل أزمة السكن الخانقة التي عانوا منها ،و اعترف احد سكان الحي انه تم قبل ليلة جمع الحجارة والطوب و الحجارة فوق البيوت تحسبا لهذا اليوم. و قال احد المواطنين لماذا انتظروا حتى أتممنا بناء هذه البيوت وأنفقنا أموالنا وبعضنا عليه ديون ثم جاؤوا لهدمها.وقال شهود عيان أن رجال الشرطة تمكنوا من تحييد شبان كانوا جهزوا قنابل حارقة لاستعمالها في استهداف رجال الشرطة.و امتلأت الطريق بالحجارة و أنواع المقذوفات ، وسجل هدوء حذر عند الظهر و لم تسجل إلا بعض المناوشات بين أطفال ومراهقين ورجال الشرطة.و تحدث شاب آخر بحنق شديد أن السكان "عازمون على مواصلة احتجاجاتهم و النزول إلى باب الوادي للاعتصام أمام مقر الدائرة، و جاهزون لتصعيد حركتنا إلى غاية حل مشكلتنا بشكل نهائي و ناجع". كما أكد شاب آخر، أن حي "مناخ فرنسا"الذي شيد في منتصف الخمسينات لم يستفيد من أي برنامج لإعادة الإسكان، و لم يتم ترحيل و لا فرد منه".وأشار احد الذين هدمت بيوتهم إلى أنه اضطر للمغامرة بعائلته حيث كان بيت في شقة من غرفتين تضم شقيقه المتزوج وشقيقاته ووالديه.و يشتكي السكان من أن برامج السكن التي استفادت البلدية منها لم تشملهم حيث عادت الأولية لسكان البيوت الهشة، و البيوت القصديرية المنتشرة في هذه البلدية التي تعتبر من أفقر بلديات العاصمة، وأحد بؤر التوتر فيها في ظل انتشار ظاهرة البطالة.و توجه وفد عن الدائرة الإدارية لباب الوادى لمحاورة المحتجين، والبحث عن حلول ومنع امتداد الاحتجاجات إلى أحياء أخرى في ظل تهديدات المحتجين بالنزول إلى حي باب الوادي الذي كان مطلع جانفي الماضي مسرحا لاحتجاجات عنيفة. ج ع ع