الرضيع عمار خضع لعملية جراحية ناجحة تكفل بها محسن تخلص الرضيع عمار كركود البالغ من العمر ثمانية أشهر من آلام الورم الخلقي الذي كان يثقل رأسه ويتزايد حجمه باستمرار، بعد خضوعه الأسبوع الماضي إلى عملية جراحية وصفها الطاقم الطبي ب" الناجحة " ، تكفل بها أحد المحسنين مباشرة بعد نشر استغاثة والده في 04 مارس الماضي عبر جريدة " النصر" . واسعة من المحسنين ، حيث تهاطلت المكالمات الهاتفية على مكتب مراسلنا بمدينة خنشلة من داخل الولاية وخارجها ، بما فيها الإتصالات المباشرة، لعرض مساعدتهم والمساهمة في تخفيف آلام هذا الرضيع وعائلته المعوزة التي عجزت عن علاج ابنها وتوفير أكثر من 20 مليون سنتيم الذي حددته إحدى العيادات الخاصة من أجل استئصال هذا الورم الخلقي الذي أصبح أكثر من حجم رأسه. كما اتصل المدير العام للصندوق الوطني للضمان الإجتماعي بمكتب " النصر" يطلب من والد الرضيع عمار إرسال ملفه الطبي إلى العاصمة للتكفل بحالة إبنه ، وذلك من خلال إيداعه على مستوى الصندوق الولائي الذي سيتولى عملية التحويل . وخلال فترة الإنتظار سارع أحد المحسنين من المدن المجاورة - رفض ذكر اسمه- وعرض التكفل بإجراء كافة مصاريف هذه العملية الجراحية ، بعد إطلاعه على وضعية الرضيع ، والإتصال بالطبيب الجراح ، الذي اتفق معه على إجرائها في أقرب وقت، وهو ما تم بالفعل . وقد خضع الصغير عمار لاستئصال الورم من رأسه في عملية جراحية أجريت له من طرف جراح مختص من ولاية تبسة على مستوى العيادة الكبرى بمدينة خنشلة ، حيث قمنا بزيارة خاصة للرضيع ولعائلته بعد مغادرته قاعة الإنعاش ، فعبر لنا والده حكيم عن فرحته الكبيرة وسعادته بهذا الفعل الخيري الذي خلص فلذة كبده من الآلام التي كانت يئن ليل نهار من أوجاعها، وهو يبتهل إلى الله أن يولي فاعل الخير ثوابا حسنا ، وأن يجزي كل من قدم يد العون له . كما قام فاعل الخير المتكفل بالعملية الجراحية بدوره بزيارة خاصة مع عائلته للإطمئنان على صحة الصغير عمار ،وهو ما أثر كثيرا على أفراد عائلته الذين لم يصدقوا أعينهم ، أمام هذا العمل الخيري الكبير ، الذي يؤكد أن بلادنا مازالت بخير بأمثال هؤلاء المحسنين الذين يسارعون للخيرات ، والذين كثيرا ما يظهرون في الشدة وفي أوقات التآزر والتلاحم. وفي اتصالنا بالطبيب الجراح الأستاذ بلمعطي الذي أجرى العملية الجراحية أكد لنا أن العملية ناجحة ، وأن الرضيع عمار يتماثل للشفاء بعد خضوعه للعناية الطبية المركزة على مستوى العيادة . كما أجمع العديد من الشبه الطبيين الذين يشرفون على متابعة وضعيته أنه في تحسن مستمر ، وقالت والدته التي ترافقه بالعيادة أن صغيرها عمار توقف عن البكاء الذي كان يؤرق لياليهم. والطفل عمار هو المولود الرابع لهذه العائلة بعد محمد نوفل وأمين وطفل ثالث توفي نتيجة البرد الشديد ، وحياة الترحال المفروضة عليها لعدم توفرها على سقف بيت يحميها ، ومعاناة طويلة من ظروف اجتماعية صعبة زادت قسوتها منذ دخول رب الأسرة في عطلة مرضية إثر حادث عمل في إحدى مؤسسات البناء والأشغال العامة، مما جعله يستنجد بالنصر من أجل مساعدته في إنقاذ إبنه ، بعد فشله في إدخاله مستشفى ابن رشد بعنابة لإجراء العملية مجانا ، رغم تنقله في العديد من المرات إليه كما أخبرنا ، فلم يجد إلا أن يستسلم ، خصوصا وأن ظروفه الاجتماعية لا تسمح له بالتنقل كثيرا.