سقوط البريقة وراس لانوف وبن جواد مجددا في أيدي المحتجين توالى سقوط المدن التي استرجع المحتجون السيطرة عليها منذ أول أمس بداية من أجدابيا الإستراتيجية ومرورا بالعقيلة والبريقة وراس لانوف ووصولا إلى بن جواد. فقد استرجعوا صباح أمس المصب النفطي في راس لانوف شرقا، بعد أن سيطرت عليه قوات القذافي يوم 12 مارس، وهي المنطقة التي تقع على بعد 370 كلم غرب بنغازي وعلى بعد 210 كلم من أجدابيا التي سقطت السبت في أيدي المحتجين، كما وصلوا إلى بن جواد على بعد 50 كلم من راس لانوف أيضا، فيما تواصل قوات القذافي الانسحاب نحو سرت مسقط راس العقيد الليبي. وقال صحفيون من رأس لانوف أن المحتجين دخلوا صباح أمس إلى المدينة التي انسحبت منها كتائب القذافي أول أمس حسب السكان، كما دخلوا أيضا إلى مدينة العقيلة، وأكد شهود عيان أن القوات الحكومية تركت المدينة منذ فجر أول أمس على متن نحو خمسين سيارة مدنية، وتركت وراءها ذخائر وآليات عسكرية خشية أن تتعرض لقصف طائرات التحالف الدولي، وأفادت مصادر لقناة "الجزيرة" بأنه تم الاستيلاء على راجمات صواريخ تابعة لكتائب القذافي بعد معارك معها في أجدابيا، كما أكد محتجون لمصادر صحفية أنهم قتلوا وأسروا عددا من عناصر كتائب القذافي أثناء المعارك التي جرت في الأيام الماضية. ومن جهته أشار الناطق باسم "جيش تحرير ليبيا" أحمد باني أنهم عرضوا يوم أمس على أفراد الكتائب الأمنية في أجدابيا تسليم أسلحتهم والاستسلام لكنهم رفضوا، مضيفا أن المدينة "محررة" بالكامل حاليا. وكان متحدث باسم النظام الليبي أعلن أن التحالف الدولي شن غارات جوية مكثفة على القوات الليبية المتمركزة على الطريق الممتدة بطول 400 كلم بين أجدابيا وسرت شرق ليبيا، وقال المتحدث العسكري أن الضربات الجوية تواصلت لساعات وبشكل مكثف مخلفة خسائر في صفوف العسكريين والمدنيين، واصفا الهجوم بأنه "لا أخلاقي وغير شرعي"، كما أفاد التلفزيون الليبي وشهود عيان وقع غرات جوية أيضا مساء السبت على مدينتي سرت وسبها. فيما أكد محتجون أن قوات القذافي خفّفت هجماتها على مدينة مصراتة التي يسيطرون عليها بعد قصف طائرات التحالف بعض من مواقع تلك القوات، وقد أعلنت القوات الفرنسية أن طائراتها الحربية دمرت خمس طائرات عسكرية ليبية وطائرتي هليكوبتر في قاعدة مصراتة الجوية أثناء استعدادها لتنفيذ هجمات خلال أمس الأول . ودعا المتحدث باسم الحكومة الليبية أمس إلى وقف "عاجل وفوري" للضربات الجوية، و إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول ليبيا، قائلا أن نظام القذافي أوقف الهجمات على المحتجين منذ عدة أيام. معتبرا أن قوات التحالف كثفت ضرباتها مع اقتراب القمة المقرر عقدها غدا الثلاثاء في لندن للبحث في مبادرة فرنسية- بريطانية بهدف إيجاد حل سلمي للنزاع الليبي، وأكد أنهم يهاجمون بهذه الكثافة فقط "لفرض حل سلمي معين " معتبرا انه "من المؤسف وضع حد لهذا العدد من الأرواح فقط للحصول على موقع أفضل خلال مفاوضات الثلاثاء".