حنون: لابد من مخرج سياسي للحركية التي تعرفها البلاد قالت لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال أن الحركية المطلبية التي تعرفها البلاد تتطلب مخرجا سياسيا يتمثل في استدعاء انتخابات حرة تفرز مجلسا تأسيسيا أو مجلسا وطنيا سيدا يستطيع تحديد صلاحيات الرئيس، وتعيين حكومة تكنوقراطية، وصياغة دستور جديد للبلاد، وانتقدت أحزاب التحالف الرئاسي التي رفضت فكرة المجلس التأسيسي قائلة أن مبرراتهم خاطئة وغير مؤسسة، وأن ذلك لا يعني القطيعة مع ما شيّدناه منذ الاستقلال. ترى لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال أن الحركية المتنوعة التي تعرفها بلادنا في الوقت الحاضر على كافة المستويات تبحث عن منافذ، ومعنى هذا –حسبها- الوصول إلى سياسة جديدة، وآفاق جديدة تقطع بنا العلاقة كلية ببقايا مراحل المأساة الوطنية وإملاءات صندوق النقد الدولي. و يعني المخرج السياسي أيضا بالنسبة للأمينة العامة لحزب العمال كما جاء في الندوة الصحفية التي نشطتها أمس بالمقر الوطني للحزب بالعاصمة عقب اختتام دورة المجلس الوطني الدعوة لانتخابات حرة من اجل انتخاب مجلس تأسيسي أو مجلس وطني سيد، فالتسمية لا تهم بقدر ما تهم الصلاحيات التي ستعطى لهذا الأخير، بحيث يمكنه تعيين حكومة تكنوقراطية، وتحديد صلاحيات رئيس الجمهورية وصياغة دستور للبلاد يتفق حوله الجميع. وأضافت المتحدثة في هذا السياق أن الجانب السياسي عندنا لا يزال جامدا مقارنة بالمجالين الاجتماعي والاقتصادي، وان الأحداث المتسارعة تجاوزته، لذلك فإنه لا مناص من مؤسسات تواكب ما يجري في بلادنا وحولنا، وبعبارة أخرى فإن المطالب المرفوعة من قبل شرائح وفئات اجتماعية عديدة لا بد أن تؤول إلى نتيجة. وعليه فإن انتخابات مسبقة لمجلس وطني حقيقي يسبقها تعديل الدستور أمر أصبح مستعجلا حسب الأمينة العامة لحزب العمال، لأن ذلك وحده كفيل بتقديم إجابة عن كل ما يدور في الساحة الوطنية والإقليمية واستباق الأمور وإلا فسوف تتعرض بلادنا لضغوط خارجية ومشاكل كبيرة، فإذا كانت الأوضاع في بلادنا تختلف حقيقة عما هي عليه في تونس أو مصر وغيرها، فإن ذلك لا يعني أننا في معزل عما يدور حولنا. و لاحظت المتحدثة أن الحركية المطلبية التي تعيشها البلاد تحمل مؤشرات ثورية لكن بطريقة سلسة، و رئيس الجمهورية له صلاحيات التدقيق في الإصلاحات التي يجب الذهاب إليها وفي الإعلان عنها - تضيف المتحدثة. وعادت لويزة حنون إلى مسألة المجلس التأسيسي وحل البرلمان الحالي منتقدة موقف أحزاب التحالف الرئاسي من المسألة الأولى، قائلة أن المبررات التي قدموها مثل التنكر لكل ما بني منذ الاستقلال والقفز نحو المجهول غير مؤسسة وخاطئة، لان ذلك لا يعني القفز على كل ما شيدناه منذ الاستقلال، وثانيا فالأمر يختلف عما كان سنة 1963 لأن المجلس التأسيسي آنذاك لم يكن حقيقيا، أما من يعتبر هذه الخطوة قفزا نحو المجهول فإن البقاء في الوضع الحالي هو بعينه القفز نحو المجهول وليس العكس، وانتقدت هنا أيضا ما جاء على لسان وزير الداخلية بخصوص عدم حل البرلمان قائلة أن ذلك ليس من صلاحياته، وان رئيس الجمهورية وحده من يملك هذه الصلاحية. كما ردت على ما قاله الأمين العام للآفلان بخصوص عدم وجود دواعي لحل البرلمان الحالي بالقول كل دواعي حل البرلمان قائمة اليوم، فقد أصبح رمزا للفساد، والمتاجرة ببطاقة النائب والعزوف، و فاقد للشرعية والديمقراطية، وهو بهذه الصفات لا يمكنه تعديل الدستور آو القيام بأي دور آخر. وفي ردها عن سؤال حول صحة مشاركتها في المشاورات التي يجريها رئيس الجمهورية مؤخرا قالت حنون أنها غير معنية بها، لكن حزب العمال في اتصال وتواصل دائم مع رئيس الجمهورية ومع الرئاسة سواء عن طريق الرسائل والحملات أو بالمشاورات. وفي سياق حديثها عن الأوضاع الإقليمية في الساحة العربية والتدخلات الأجنبية فيها تحدثت حنون عن خبر مفاده أن ممثلا عن حلف "الناتو" زار مؤخرا ولاية جيجل لبحث إمكانية إقامة قاعدة للحلف هناك وقالت أنها قرأت هذا الخبر في الصحف محذرة من مثل هذه الخطوات، وتمسكت بالاتحاد العام للعمال الجزائريين كحليف دائم لحزب العمال. على المستوى الخارجي أدانت حنون بشدة العدوان الامبريالي الأجنبي ضد ليبيا ودعت إلى وقفه، مثمنة موقف الدولة الجزائرية الرافض لأي تدخل أجنبي هناك. محمد عدنان