قتل أمس ما لا يقل عن 17 شخصا في مواجهات عنيفة بين متظاهرين يمنيين خرجوا للمطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح وقوات الأمن والشرطة في مدينة تعز اليمنية جنوبي البلاد، إضافة إلى سقوط عشرات الجرحى. وقال الدكتور صادق الشجاع رئيس المستشفى الميداني، لوكالة فرانس برس أن أكثر من عشرة أشخاص قتلوا بالرصاص الحي في البداية قبل أن ترتفع الحصيلة إلى 17 قتيلا مشيرا أيضا إلى إصابة العشرات أيضا بإصابات مختلفة ، وأضاف الشجاع أن الحالة سيئة جدا مع استمرار قوات الأمن والجيش بإطلاق النار لتفريق المتظاهرين الذين خرجوا في يوم غضب بعشرات الآلاف في المدينة التي تشهد مواجهات دامية لليوم الثاني على التوالي . وذكر مصدر آخر بالمستشفى أن مئات أصيبوا في الاشتباكات معظمهم نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع. من جهة أخرى قال شهود عيان في مدينة الحديدة أن مسلحين بملابس مدنية فتحوا النيران على محتجين. وأفاد مصدر طبي بالمدينة أن 50 شخصا أصيبوا معظمهم نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع. على صعيد آخر ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس أن الولاياتالمتحدة بدأت سرا في الدعوة إلى تنحي الرئيس اليمني علي عبد الله عن منصبه، في إشارة على تحول سياسة واشنطن تجاه حليف لها منذ فترة طويلة. وقالت مصادر لم تفصح عن هويتها في الحكومتين الأمريكية واليمنية للصحيفة أن إدارة الرئيس باراك أوباما تعتقد الآن أن صالح لا يستطيع تنفيذ إصلاحات وأن قبضته على السلطة أصبحت ضعيفة. ولم ينتقد المسؤولون الأمريكيون الزعيم اليمني علانية حيث كان ينظر إليه كحليف رئيسي في الجهود الأمريكية لمحاربة الإرهاب حتى مع تحول الاحتجاجات المطالبة باستقالته إلى أعمال عنف. لكنهم بدأوا من وراء الكواليس في الدفع لتشكيل حكومة انتقالية في اليمن، حسبما ذكرت الصحيفة. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، سعت أحزاب المعارضة اليمنية لإنهاء الاضطرابات من خلال طرح خطة يستقيل صالح بموجبها من منصبه وينقل صلاحياته لنائب الرئيس، إلا أن صالح طالب أول أمس الأحد بإنهاء الاعتصامات المستمرة منذ أسابيع وقال أنه لن يجبر على التنحي.