حبس مختطفي أيمن بعنابة و جيرانه يتجمهرون أمام المحكمة الإعدام لقتلة الطفل بهاء الدين بتبسة مُحرر الطفل للنصر: وجدته مكبل اليدين والرجلين داخل خزانة حائطية أمر قاضي التحقيق لدى الغرفة الثانية بمحكمة عنابة الابتدائية أمس، بإيداع الأشقاء الثلاثة المتورطين في اختطاف الطفل (س- نذير 8 سنوات) الملقب بأيمن الحبس المؤقت، بعد الاعتداء عليه جنسيا نهاية الأسبوع الماضي، بشارع «ستراسبوغ» في حي عقبة لحصان المحاذي للمستشفى الجامعي ابن رشد بالقطاع الحضري الثالث. المتهمون وجهت لهم تهمة تكوين جمعية أشرار، واختطاف وتحويل قاصر، الاعتداء الجنسي، واستهلاك مؤثرات عقلية، فيما يتواجد شقيقهم الرابع في حالة فرار، و تتراوح أعمارهم ما بين 30 و 48 سنة. ولاحظت النصر أثناء تواجد الموقوفين في غرفة الحجز بمحكمة عنابة، جلوسهم بشكل عادي ومريح، دون أن يبدو على ملامحهم أي تأثر أو خوف. وعرف محيط محكمة عنابة صبيحة أمس، تعزيزات أمنية مكثفة ، بعدما تجمع العشرات من جيران الطفل أيمن رافعين لافتات يطالبون فيها بالقصاص بتسليط عقوبة الإعدام على المعتدين، مستنكرين تعرض أطفال أبرياء للاختطاف والاعتداء الجنسي، كما صدم الكثير من المارة بجوار المحكمة برواية المحتجين لتفاصيل القضية، واعتبروها سابقة في ولاية عنابة، مطالبين الجهات القضائية بتسليط أقصى العقوبات ليكون الجناة عبرة لم تسول له نفسه محاولة القيام بهذا العمل الشنيع مرة أخرى. وقائع القضية تعود إلى مساء الجمعة الماضي عندما، اكتشفت عائلة أيمن باختفائه في حدود الساعة السادسة مساء، وكانت تعتقد بأنه يلعب بجوار البيت كعادته، فشرع أفرادها في البحث عن الطفل مستنفرين كامل الجيران لكنهم من يعثروا له على أي أثر، إلى غاية حدود الساعة الثامنة ليلا، عندما كشف أحد الجيران بأنه شاهد الطفل رفقة أحد الأشقاء الثلاثة، قبل ذهابه إلى محل تجاري مجاور لبيع المواد الغذائية، فتأكدوا من صاحب المحل بأن الطفل جاء فعلا واشترى 3 قطع جبن، وحسب رواية الجيران فقد قام المتهم الرئيسي باستدراج أيمن بإرساله لشراء الجبن للكلب واللحاق به للمنزل للعب معه كونه يحب الكلاب، وهو ما حصل فعلا. و تحدث هشام (40 سنة) الذي تمكن شخصيا من تحرير الطفل من يد الجناة للنصر عن تفاصيل عملية الاختطاف، ، مشيرا إلى توجهه في البداية إلى منزل المتهمين مرتين، أين سأل عن أحد الأشقاء الذي شوهد رفقة الطفل فخاطبه شقيقه بأنه غير موجود، رغم أنه كان يسمع صوته في الداخل، رافضا دخوله للبحث في البيت، الذي هو عبارة عن منزل من طابق أرضي تحيط به حديقة، ما عزز من شكوكهم -حسبه- خاصة وأنهم مسبوقون قضائيا ومنحرفون. و ذكر الجيران أن الأشقاء الأربعة يقيمون بمفردهم في هذا المنزل بعد أن انفصل والدهم المتوفى عن أمهم قبل سنوات. وأضاف هشام وهو عون أمن بمستشفى ابن سينا، بأن أغلب الجيران أجمعوا في الأخير بأن الطفل موجود لدى المشتبه فيهم، فتوجه مع شخصين آخرين إلى بيتهم مرة أخرى في حدود الساعة التاسعة فحاول الدخول بالقوة فمنعوهم وكان أحد الأشقاء يقف عند الباب حاملا خنجرا، فسمحوا بدخول شخص تحت التهديد حيث قام بتفحص الغرف بتوجيه منهم لكنه لم يجد أي شيء، و وسط الجو المشحون واستنفار الجيران، قرر هشام الدخول بالقوة مع مجموعة من الشباب إلى المنزل، فشرعوا في عملية البحث، ليتفطن في الأخير إلى الخزانة الحائطية، فتوجه إليها مباشرة وسط مناوشات باستخدام الأسلحة البيضاء، وعند دخوله وجد أيمن مكبل اليدين والرجلين وفي حالة صدمة لا يتكلم، ورائحة الكحول والبول تنبعث منه، بعد أن قاموا بسكب سوائل على جسده، فتم إخراج الطفل وسط صدمة وذهول والديه والجيران من فظاعة العمل الشنيع. و في تلك الأثناء يضيف هشام تدخلت فرق الشرطة وقامت بتطويق المكان وتوقيف شقيقين، ومع تكثيف عملية البحث والملاحقة تمكن عناصر الشرطة القضائية من توقيف الفاعل الثالث فيما يزال الشقيق الرابع وهو أصغرهم في حالة فرار، و تحدثت بعض المصادر عن تواجده ببلدية سرايدي عند أخواله، أين تم إخطار مصالح الدرك الوطني العاملة ضمن إقليم لاختصاص، و التي كانت تقوم حتى مساء أمس بعملية بحث واسعة في المنطقة للقبض عليه. وقال رئيس مصلحة الشرطة القضائية لدى تنشيطه ندوة صحفية أمس، بأن تدخل مصالحه تم في حدود الساعة التاسعة والنصف ليلا بعد تحرير الطفل، حيث استطاع أفراد الشرطة توقيف اثنين، وبتكثيف جهود البحث ألقي القبض على المتهم الرئيسي بعد ساعتين من الزمن، وأضاف ذات المتحدث بأن عملية البحث انطلقت على إثر تلقي العائلة لمعلومات مفادها تعرض ابنهم للاختطاف باستخدام كلب مدرب، ليقوم خال الضحية رفقة سكان الحي بحملة بحث في المحيط، أسفرت عن إيجاده من قبل أحد الجيران في وضعية مزرية مكبل اليدين والرجلين مع تعرضه إلى اعتداء جنسي. وأوضح عميد أول للشرطة بأن المتهمين مسبوقين قضائيا ومعرفون بممارساتهم المشبوهة، وأشار بأن المتهم الرئيسي تُوبع بجناية اختطاف و تحويل قاصر وممارسة الفعل المخل بالحياء، و توبع الأشقاء الآخرون بتهمة المشاركة والتستر على الجريمة. وقامت عائلة الضحية أمس، بعرض أيمن على الطبيب الشرعي بالمستشفى الجامعي ابن رشد، لإثبات الاعتداء الجنسي الذي تعرض له، قبل تحويله على قاضي قسم الأحداث بمحكمة عنابة، لاستجوابه ومعرفة ما تعرض له بالتحديد، بحضور طبيب نفسي لتخفيف هول الصدمة عليه. وأكد أفراد من العائلة للنصر تعرض ابنها أيمن للاعتداء بوحشية ، قبل أن يقوم الجناة بسكب الخمر عليه والتبول على رأسه. تجدر الإشارة إلى أن الطفل أيمن قدم من بلدية سيدي عمار مع والدته إلى بيت جده، لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، حيث خرج كعادته إلى محيط البيت للعب مع الأطفال، ومع بداية غروب الشمس كان في طريق العودة إلى بيت جده لكن المتهم الرئيسي كان يترصده و قد استدرجه بذكاء دون أن يشعر إلى منزله المجاور، و قام بغلق فمه و تكبيل رجليه ويديه بحبل بمساعدة أشقائه والاعتداء عليه جنسيا. حسين دريدح اختطفوه و اعتدوا عليه ثم ذبحوه و رموه في حفرة قرب المنزل الإعدام لقتلة الطفل بهاء الدين بتبسة نطقت أمس، محكمة الجنايات بتبسة وسط أجواء مهيبة داخل قاعة الجلسات التي غصت عن آخرها بأهالي الضحية و المتعاطفين والفضوليين، بحكم الإعدام في حق المتهم الرئيسي بقتل الطفل بهاء الدين بعد اختطافه و الاعتداء عليه (د.م ) البالغ من العمر 44 سنة ، رفقة المتهمين (خ.ب) و (ف.ع) و (س.ف)، و هم الذين تمت متابعتهم بجناية الخطف والفعل المخل بالحياء بالعنف على طفل لم يكمل 8 سنوات من عمره، و بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، والتي راح ضحيتها الطفل البريء بهاء الدين. كما أدانت محكمة الجنايات المتهم الخامس في القضية (ب. ح) المتابع بجناية التستر وعدم التبليغ عن الجريمة و حكمت عليه ب 5 سنوات سجنا نافذا، و هو الذي لم يحضر جلسة المحاكمة لأنه كان غير موقوف، و أصدرت حكم الإعدام غيابيا على أحد المتهمين لا يزال في حالة فرار. مجريات المحاكمة تمت وسط حضور غفير للمواطنين وخاصة سكان بلدية الكويف، الذين تنقلوا بكثرة إلى المحكمة لمتابعة أطوار محاكمة مرتكبي الجريمة الشنعاء التي هزت مشاعر السكان، عندما اهتزت بلدية الكويف خلال شهر نوفمبر سنة 2013 ، على وقع العثور على جثة الطفل بهاء الدين بن طيبة، مذبوحا قرب مقبرة غيلان بمحاذاة خط السكة الحديدية، بطريقة بشعة، حيث أغمي على عدد من الذين رأوا الجثة، بعين المكان و منهم بعض أفراد أسرة الطفل، الذين لم يصدقوا ما حصل لابنهم البريء. و حسب ما دار أثناء المحاكمة أمس فقد خرج الطفل بهاء الدين المتمدرس بمدرسة غيلان، والبالغ من العمر 8 سنوات حينها، من المنزل العائلي مع منتصف النهار لاقتناء حاجات من أحد المحلات التجارية القريبة، إلا أنه لم يعد للمنزل في الوقت الذي كان من المفروض أن يعود فيه، مما دفع بأهله للخروج والبحث عنه في كل مكان. لكن من دون جدوى إلى أن تفاجأ الجميع بالعثور عليه جثة هامدة ، حيث تم إشعار والده الشرطي العامل بمقر أمن الدائرة وأفراد الأسرة الذين أصيبوا بصدمة كبيرة، حيث هرع الجميع إلى مكان الجثة التي تم نقلها إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى عالية صالح في تبسة، أين أمر وكيل الجمهورية، بفتح تحقيق حول الجريمة التي تحوّلت إلى حدث مؤلم لا زال سكان الكويف يتجرعون مرارته. و قد أنكر المتهم الرئيسي في القضية أمام المحكمة أمس قيامه بخطف الطفل و الاعتداء عليه ثم قتله، بينما قال متهم آخر أن (د.م) طلب منه خطف الطفل لصالحه مقابل 40 مليون سنتيم و ذكر أن المتهم الرئيسي أخبره بأنه ينوي نقل الطفل و تهريبه على تونس لاستغلال أعضائه. بعد العثور على جثة الطفل بدأت الأبحاث والتحريات لتوقيف الفاعلين بإشراف رئيس أمن الولاية شخصيا، أين تمكن عناصر أمن دائرة تبسة، من إلقاء القبض على المشتبه فيهم بقتل واختطاف القاصر بن طيبة بهاء الدين، الذي تم استدراجه من قبل المتهمين والاعتداء عليه ثم قتله ورميه في كيس داخل حفرة عمقها أكثر من 70سم على بعد أمتار من بيته العائلي. وقد لجأت الفرقة الجنائية إلى عدة آليات كالمحفوظات الموجودة على مستوى المصلحة للشواذ جنسيا بالمنطقة، حيث تمكنت بموجبها من استدعاء عدة أشخاص للتحقيق، حيث أنه و بتاريخ 20 نوفمبر تحصلت مصالح الأمن على معلومة تفيد بمكان تواجد الجثة، تلتها معلومة أخرى وردت إلى الشرطة تفيد بمشاهدة شخصين في مسرح الجريمة الأول عمره 23 سنة، ويتعلق الأمر بالمسمى (ف.ع) والثاني يدعى (ب.ج) عمره 24 سنة، وبعد إخطار النيابة تم استصدار إذن بالتفتيش وتوقيف المشتبه فيهما وخلال التحقيق معهما كشفا عن هوية مجرمين آخرين من المسبوقين قضائيا وهما شقيقان، و يتعلق الأمر بالمسمى (د. م ) و شقيقه (د.د) من المعروفين لدى مصالح الأمن بشذوذهم الجنسي. وقد استعانت الشرطة للوصول إلى المتهمين بعدة قرائن على غرار أخذ عينات بيولوجية من اللعاب والدم والحمض النووي»أ دي أن» و نقلها إلى المخبر الجهوي للشرطة العلمية بقسنطينة لغرض تقديم البصمة الوراثية و مقارنتها ببصمة الضحية، تبين للمحققين أن الجناة قاموا بخطف الطفل ثم الاعتداء عليه جنسيا وخنقه لاحقا والتخلص من جثته بعد الاحتقان والمسيرات التي جابت المدينة في تلك الفترة. و تم توقيفها بعد نصب كمين لهما وتحويلهما إلى مقر المصلحة للتحقيق، بعدها تم توجيه الاتهام للأربعة عقب مثولهم أمام النيابة العامة لدى محكمة تبسة، بارتكاب أفعال الحجز والاختطاف والاغتصاب، والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد. وكانت النيابة العامة خلال جلسة المحاكمة قد طالبت بتسليط عقوبة الإعدام على المتهمين الأربعة بالنظر لفظاعة الجريمة التي أودت بحياة الطفل بهاء ذي ال 8 سنوات، فيما التمس دفاع المتهمين من هيئة المحكمة إسعاف موكليهم بظروف التخفيف للبعض و طالب ببراءة البعض الآخر، بينما ثمن عدد من أهالي الضحية الذين حضروا جلسة المحاكمة الحكم الصادر ضد المتهمين الذين بإمكانهم تقديم طعن فيه إلى المحكمة العليا على أن يكون ذلك قبل 8 أيام من تاريخ صدور الحكم.