تجميد مشروعي المدينة النوميدية و المسرح الجهوي بالخروب أكد رئيس بلدية الخروب بقسنطينة أمس للنصر، أن الحكومة قررت تجميد مشروعي المدينة النوميدية و إنجاز المسرح الجهوي، اللذين كانا مبرمجين خلال تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، مرجعا ذلك لظروف التقشف التي تعيشها البلاد و التي عصفت بعديد المشاريع غير المجدية، رغم رصد غلاف مالي لأحد المشروعين من طرف وزارة الثقافة. رئيس البلدية أوضح أن مصالحه كانت قد قدمت اقتراحا يتعلق بإعادة الاعتبار للموقع الأثري ضريح ماسينيسا بأعالي المدينة، خاصة أن المعلم الذي استفاد من عديد عمليات التهيئة، تدهورت وضعيته بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، و أصبح مرتعا للمنحرفين بعدما كان قبلة للعائلات و مواكب الأعراس، و ذلك بسبب الإهمال و غياب المرافق بهذا الموقع، مضيفا أن الاقتراح قوبل بالموافقة من طرف وزارة الثقافة التي خصصت 20 مليار سنتيم لإعادة ترميم الموقع الأثري و تهيئة الحظيرة و الساحة المخصصة للزوار، في شكل مدينة أثرية تليق بعظمة ضريح ماسينيسا كشاهد على الحقبة النوميدية التي عايشتها المنطقة، كما كان الموقع، حسب المير، مبرمجا لاحتضان العديد من النشاطات الثقافية بمناسبة عاصمة الثقافة العربية، حسب الأجندة التي ضبطتها الوزارة، لكنها لم تتم. و أضاف البروفيسور أبركان أن المشروع كان يضم أيضا إنجاز مسرح جهوي على الهواء الطلق بذات الموقع، خاصة أن بلدية بحجم مدينة الخروب تفتقر لمثل هذا الصرح الذي يمكن استغلاله في عرض مسرحيات أو تنظيم مهرجانات و غيرها، و هو الجزء الثاني من المشروع الذي لم يتم إعداد الدراسة الخاصة به، بسبب قرار الحكومة و السلطات الولائية بتجميده و سحبه من برنامج تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، على خلفية أزمة تراجع أسعار النفط التي انعكست سلبا على إنجاز العديد من المشاريع، من خلال اتخاذ قرار يقضي بتجميد غير المجدية منها. و تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن المديرة الولائية لديوان استغلال الممتلكات الثقافية كانت قد صرحت سابقا للنصر، بأن الموقع سيخضع لتحسينات هامة تتعلق بإعادة ترميم الضريح وفق أسس علمية و فنية تراعي الحفاظ على هويته التاريخية و المواد التي أنجز بها ، إضافة إلى إنجاز مسرح على الهواء الطلق و تحصين السياج الخارجي و تسخير أعوان أمن، مع تهيئة أماكن لراحة الزوار و أخرى لركن المركبات، و هو المشروع الذي تم تجميده من طرف الحكومة حسب رئيس البلدية، رغم اختيار أرضية المسرح و موافقة وزارتي الثقافة السابقتين على العملية، بالنظر إلى الصعوبات المالية التي تعرفها البلاد. و لا يزال ضريح ماسينيسا يعرف إهمالا و عزوفا من طرف السياح، حيث أصبح مكانا لتردد المنحرفين و للممارسات غير الأخلاقية، فيما تعجز العائلات عن إيجاد موقع للتنزه، في ظل غياب أماكن ملائمة.