أعدّت سلطات بلدية الخروب، على غرار باقي بلديات ولاية قسنطينة، مشروع برنامج خاص بالحدث الكبير الذي تنتظره عاصمة الشرق، وهو تظاهرة “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة “2015، والتي ستكون فرصة لإعادة النظر في كثير من المسائل التي تتوقّف عليها ترقية المنطقة بمدنها الجديدة، من خلال إعادة النظر في المشاريع الثقافية التي سطّرتها الدائرة والشروع في إنجاز العديد منها. أوّل هذه المشاريع؛ المشاريع الثقافية للنهوض بالبلدية التي عرفت خلال السنوات الفارطة ركودا في مجال الثقافة لقلة المنشآت الثقافية من جهة، والفراغ الثقافي من جهة أخرى، حيث طالبت السلطات من المسؤول الأول عن الولاية تخصيص مبالغ مالية معتبرة للنهوض بالبلدية، من خلال إعادة الاعتبار للعديد من المنشآت وإنجاز العديد من المشاريع الهامة، على غرار تخصيص مبلغ 250 مليون دينار لإنجاز مسرح ومكاتب بلدية بالخروبوالمدينةالجديدة “ماسينسا”، زيادة على تخصيص أزيد من 50 مليون أخرى لإنجاز مركز للتسلية العلمية، و100 مليون دينار لإنجاز مركز ثقافي بالمدينةالجديدة ماسينيسا. كما طالب المسؤولون بالبلدية، ضرورة إحياء مشروع المدينة النوميدية في ضريح “ماسينيسا” الذي يعدّ من أهم المعالم الأثرية بالوطن، استعدادا لتظاهرة “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية”، وهو المشروع الذي قال المير بأنّه وقع في تجسيده انحرافات كثيرة، ولم يكن مدروسا بالمقاييس العلمية اللازمة المتعلّقة بالمحافظة على التراث، إذ لم يتم في ذلك استشارة الأخصائيين في المجال، حيث قرّر والي الولاية خلال آخر زيارة تفقدية للبلدية، دراسة إمكانية طلب غلاف مالي من وزارة الثقافة قصد إحياء هذا المشروع، مؤكّدا أنّه سوف يعرض على وزارة الثقافة مسألة توفير غلاف مالي أكبر لمشروع المدينة النوميدية، إذا تطلّب الأمر. للإشارة، لقي مشروع القرية النوميدية ارتياحا كبيرا من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وقرّر أن يكون أحد المرافق السياحية والثقافية بالناحية الشرقية، خاصة وأنّ خبراء من “اليونيسكو” صنّفوا ضريح “ماسينيسا” إرثا عالميا، كما كان من المنتظر أن يجمع مشروع المدينة النوميدية متحفا نوميديا وقاعة للعروض ومسرحا في الهواء الطلق وفضاء للصناعات التقليدية، تضاف هذه المشاريع إلى ضريح الملك النوميدي “ماسينيسا” الذي امتد حكمه لأزيد من 50 سنة، ودافع بقوة عن سيرتا، غير أنّ هذه المشاريع بقيت محل جدل كبير بين القائمين على شؤون الثقافة وبين مسؤولي قطاع التعمير والبناء.