رحبت العديد من عواصم العالم أمس بإعلان مقتل أسامة بن لادن، معتبرة أن تصفية زعيم القاعدة '' انتصارا'' في مكافحة الإرهاب في العالم، فيما حذرت البعض منها من أن تصفية بن لادن لا تعني نهاية التهديد الإرهابي. وقد اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن مقتل بن لادن أكبر انتصار في محاربة تنظيم القاعدة، فيما أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرا إلى مواطنيها في الخارج بتوخي الحذر خشية تعرضهم لاعتداءات للأخذ بالثأر، مشيرة إلى أنه سيتم تشديد الحراسة والأمن على سفاراتها في جميع أنحاء العالم. كما اعتبر الاتحاد الأوروبي مقتل بن لادن "نتيجة مهمة" لمكافحة الإرهاب من شأنها أن تجعل العالم "أكثر أمنا"، وقال رئيس الاتحاد هيرنان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزي مانويل باروزر في بيان "أنها نتيجة مهمة لجهودنا التي هدفت إلى تخليص العالم من الإرهاب". ولم تتأخر بريطانيا في التعبير عن ارتياحها لمقتل أسامة بن لادن حيث اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في بيان أن "نبأ مقتل بن لادن يشكل مصدر ارتياح كبير لشعوب العالم"، مضيفا أن بن لادن "كان مسؤولا عن ابشع الفظاعات الإرهابية في العالم '' اعتداءات 11 سبتمبر (2001) والكثير من الاعتداءات الأخرى التي حصت أرواح آلاف الأشخاص بينهم الكثير من البريطانيين". الترحيب بمقتل بن لادن جاء أيضا من باريس حيث اعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مقتل بن لادن "الحدث الكبير في محاربة الإرهاب في العالم"، وهو الحدث الذي كان الوزير الفرنسي للخارجية آلان جوبي سباقا للإشادة به عندما اعتبر نهاية زعيم القاعدة "انتصارا للديموقراطيات كافة التي تحارب آفة الإرهاب البشعة". ومن جهتها وصفت ألمانيا خبر مقتل بن لادن "بالنبأ السار لكل المسالمين والذين يفكرون بحرية في العالم"، وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن مقتل بن لادن "انتصار لقوى السلام"، وذهبت إيطاليا في نفس الاتجاه حيث قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني في بيان أن مقتل بن لادن "نصر للخير على الشر وللعدالة على الوحشية"، فيما هنأت إسرائيل الرئيس الأمريكي من خلال بيان لوزيرها الأول بنيامين نتانياهو بعد نشر خبر هذا الحدث على ما وصفته '' بانتصار للعدالة والحرية القيم المشتركة للبلدان الديموقراطية التي قاتلت جنبا إلى جنب الإرهاب". من جهته، أشاد الكرملين بإعلان مقتل بن لادن وأعلنت وسائل إعلام محلية ترحيب روسيا في بيان للكرملين '' بالنجاح العظيم الذي حققته الولاياتالمتحدة في حربها على الإرهاب في العالم" معتبرا ''أن روسيا كانت من أولى الدول التي واجهت الأخطار التي يحملها الإرهاب العالمي وهي تعرف حق المعرفة ما هو تنظيم القاعدة''. كما أعربت العديد من الدول الأوروبية والأسيوية والإفريقية على غرار إسبانيا، النمسا، هولندا، بولونيا وجمهورية التشيك واليابان وأستراليا وكينيا عن ترحيبها بمقتل '' العدو الأول لأمريكا''. كما صدرت ردود فعل أخرى عربية وأخرى إسلامية مرحبة بمقتل زعيم القاعدة، حيث عبرت السعودية عن أمل المملكة بأن يشكل القضاء على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ''خطوة نحو دعم الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب وتفكيك خلاياه والقضاء على الفكر الضال الذي يقف وراءه''، ''خصوصاً أن شعب المملكة من بين أكثر الشعوب التي استهدفها هذا التنظيم الإرهابي بجرائمه وإزهاقه للأرواح البريئة التي حرمها الله إلا بالحق، وترويع الآمنين وزعزعة أمن واستقرار المجتمع. ومن بغداد أعرب المتحدث باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، في بيان له عن دعم الحكومة العراقية للجهود الدولية في مكافحة الإرهاب، موضحاَ أن حكومته تشعر بالسرور والراحة لنجاح القوات الأمريكية بقتل زعيم القاعدة . وفي صنعاء أيضا رحب مسؤول في الرئاسة اليمنية رفض الكشف عن هويته بمقتل بن لادن معربا عن أمله في أن يشكل ذلك "بداية النهاية للإرهاب"، فيما اعتبرت السلطة الفلسطينية '' مقتل زعيم تنظيم القاعدة "مفيد لقضية السلام" وقال غسان الخطيب المتحدث باسم السلطة الفلسطينية أن "التخلص من بن لادن مفيد لقضية السلام في شتى أنحاء العالم ولكن المهم هو التغلب على الخطاب والأساليب العنيفة التي طبقها وشجعها بن لادن وآخرون في العالم." وعلى طرف نقيض استنكر رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة والقيادي في حركة حماس إسماعيل هنية ما وصفه "اغتيال" زعيم القاعدة أسامة بن لادن، مدينا السياسة الأمريكية "القائمة على سفك الدم العربي والإسلامي". أما إيران فقد قالت بأن مقتل بن لادن يعد انتصارا لأمريكا أما توقيت العملية فياتي لتبرير احتفاظها بقواعدها في افغانستان وأعربت عن أملها في ''أن يساهم هذا الحدث في إرساء السلام والأمن في المنطقة" وأكدت على لسان وزير ها للخارجية إدانتها الشديدة للإرهاب''، معتبرة أنه بعد مقتل بن لادن "لم يعد للولايات المتحدة وحلفائها أي مبرر لنشر قوات في الشرق الأوسط بحجة محاربة الإرهاب". ومن كابول أعتبر الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أن زعيم تنظيم القاعدة دفع ثمن "أفعاله"، داعيا ''متمردي طالبان'' إلى "استخلاص الدروس" من مقتل بن لادن والى "وقف القتال" ولم يتأخر الرئيس التركي عبد الله غول بدوره عن التعبير عن ارتياحه لمقتل بن لادن مضيفا أن "الطريقة التي تمت تصفيته فيها يجب أن تكون مثالا لكل العالم"، ملمحا إلى قادة إرهابيين في العالم.