البلجيكي بروس يحمل آمال الكاميرونيين في العودة إلى الواجهة يعلق الكاميرونيون آمالا عريضة على التقني البلجيكي هيغو بروس، لإيجاد الوصفة السحرية الكفيلة بإعادة الأسود غير المروضة إلى سابق عهدتها، وتمكينها من استعادة عافيتها وأمجادها، لأن هذا المدرب الذي خرج من البطولة الجزائرية عبر أضيق الأبواب، عقب إقالته في مناسبتين من شبيبة القبائل ونصر حسين داي، حظي باهتمام الإتحاد الكاميروني، فتم التعاقد معه في فيفري 2016 نتيجة مشروع رسمه القائمون على التسيير المنظومة الكروية في الكاميرون، على أمل النجاح في تجاوز فترة الفراغ التي مرت بها، خاصة بعد نكسة في «كان 2015» بغينيا الإستوائية، إثر الإقصاء من الدور الأول، والتي كانت سببا في حدوث ثورة كروية في هذا البلد. إنتقال بروس إلى الكاميرون حمل معه أول تجربة لهذا المدرب على رأس منتخب، وجاء ذلك بعد الإستغناء عن خدمات الألماني فولكر فينكه في أكتوبر 2014، وفشل خيار المدرب المحلي ممثلا في ألكسندر بيلينغا، ولو أن بروس نجح في مهامه إلى حد الآن، بدليل سلسلة النتائج الإيجابية التي سجلتها الأسود تحت إشرافه، إذ أنه لم ينهزم في تصفيات «كان 2017»، وتأهل على حساب موريتانيا، جنوب إفريقيا وغامبيا. بالموازاة مع ذلك فإن بصمة بروس على أداء الكاميرون إتضحت جليا، بميوله إلى الخيارات الدفاعية، مقابل تراجع العطاء الهجومي، إذ انه لم يسجل سوى 7 أهداف على إمتداد التصفيات المؤهلة إلى «الكان»، بينما صمد الدفاع، و تلقى سوى هدفين في 6 مباريات، و أسلوب يختلف عن ذلك الذي عهده الكاميرونيون في السابق، لأن قوتهم كانت في الهجوم، في حين أن هشاشة الخط الخلفي كانت أبرز نقطة الضعف. كما أن هذا المدرب إستغل فرصة إنطلاق تصفيات المونديال للقيام بتغيير على التعداد، و ذلك من خلال التخلي عن الحارس المحنك كاميني، مع طفو مشاكل على السطح حالت دون حضور القائد السابق ستيفان مبيا، مقابل تجديد الثقة في بعض الركائز، في صورة المهاجم ستيفان أبو بكر المحترف بنادي بيسكتاش التركي، بعدما كان زميلا لبراهيمي في بورتو، إضافة إلى مهاجم نورمبيرغ الألماني إيدغارسالي و مدافع لوريون نيكولاس نكولو و زميله في نفس النادي موكاندجو، و لاعب شالك الألماني تشوبو موتينغو، و هي ترسانة كلها محترفة في أوروبا، حتى أن المحلي الوحيد الذي كان مدرجا في القائمة الموسعة الحارس مويسي بواتي لم يحضر إلى الجزائر، فأصبح التقني البلجيكي بروس يسعى للإستثمار فيها لتحقيق هدف المشاركة في مونديال روسيا. على صعيد آخر قد كانت أولى محطات الكاميرون في الرحلة بإتجاه روسيا سهلة، بعد الفوز على النيجر بثلاثية نظيفة، تم تسجيلها في ظرف 4 دقائق، فكانت مباراة العودة شكلية و إنتهت بالتعادل دون أهداف، قبل أن يتسلم بروس المشعل، إنطلاقا من لقاء موريتانيا، ثم في المباراة الودية أمام فرنسا، إضافة إلى اللقاء الرسمي الأخير ضد البورندي، ثم ودية أولمبيك مرسيليا. ويحوز منتخب الكاميرون على سجل ثري، على إعتبار أنه أكثر المنتخبات الإفريقية مشاركة في المونديال، بحضوره في 7 دورات، إنطلاقا من 1982، ليبقى أفضل إنجاز له، التأهل إلى ربع النهائي في مونديال إيطاليا 1990، ليكون صاحب الفضل الكبير في رفع عدد مقاعد القارة السمراء في العرس العالمي إلى 5، و لو أن «الأسود» لم تتمكن في باقي مشاركاتها من تخطي عقبة الدور الأول، كما كان عليه الحال في نسختي 2010 و 2014 على التوالي، الأمر الذي جعل حصيلتها في نهائيات كاس العالم 23 مباراة، حققت الفوز في 4، مع تلقي 12 هزيمة. من جهة أخرى فإن المنتخب الكاميروني يبقى من المنشطين التقليديين لدورات «الكان»، برصيد 17 مشاركة، نجح خلالها في التتويج باللقب القاري في 4 مناسبات، آخرها في طبعة 2002، لتكون لهذه الحصيلة إنعكاسات على وضعيته في سلم الترتيب العالمي، لأنه كان قد إحتل الصف 11 عالميا في فيفري 2006 و كذا في أكتوبر 2009، لكنه تقهقر إلى المركز 59 عالميا و 11 قاريا، و هذا في التصنيف الصادر في سبتمبر المنصرم.