راييفاتس أصر على الرحيل بعد اللقاء و روراوة اجتمع بالركائز في الفندق لتوضيح الرؤية كشف مصدر من داخل المكتب الفيدرالي للنصر بأن الطلاق الذي حصل مع التقني الصربي ميلوفان راييفاتس كان بدبلوماسية كبيرة من رئيس الفاف محمد روراوة، و ذلك بعد وقوفه على حالة الإنسداد التي عايشتها المجموعة منذ إنطلاق التربص الأخير، خاصة فيما يتعلق بالتواصل داخل المنتخب بين المدرب و اللاعبين، الأمر الذي جعل فسخ عقد راييفاتس ضرورة حتمية. مصدر النصر أشار في هذا الصدد إلى أن مؤشرات الطلاق مع راييفاتس كان قد لاحت في الأفق مباشرة بعد نهاية مباراة الكاميرون، في غرف تغيير الملابس، لأن روراوة كان قد تفاجأ بوجود التقني الصربي في حالة إنهيار نفسي عند إلتحاقه بغرف تغيير الملابس، حيث كان رئيس الفاف مرفوقا ببعض أعضاء المكتب الفيدرالي، الأمر الذي فجر موجة غضبه، على إعتبار أن راييفاتس حسب تأكيد مصدرنا كان يذرف الدموع، و قد طلب من الرجل الأول في الإتحادية الإعتذار على الإنسحاب من منصبه. و إستنادا إلى ذات المصدر فإن روراوة قرر الإنسحاب من حجرات تبديل الملابس من دون الحديث مع اللاعبين، لكنه بالموازاة مع ذلك طلب من المترجم كريستيان سيفيتش تهدئة أعصاب راييفاتس، و محاولة إقناعه بعدم التسرع في إتخاذ القرار. على صعيد آخر يضيف نفس المصدر بأن رئيس الفاف و بعد مغادرته الملعب كان قد تلقى إتصالا هاتفيا من أحد أعضاء المكتب الفيدرالي المكلفين بمتابعة شؤون المنتخب، أشعره فيها بموجة الغضب التي عمت وسط اللاعبين في غرف تغيير الملابس، و مطالبتهم المدرب راييفاتس بالرحيل، مع إقدام عنصرين على مهاجمته لفظيا، و إنتقاد الخيارات التي راهن عليها ضد الكاميرون، و بالتالي تحميله مسؤولية التعثر المسجل، و هي المكالمة التي دفعت برئيس الفاف إلى التوجه مباشرة من ملعب تشاكر إلى مركز سيدي موسى، أين سارع إلى عقد جلسة سرية مع أربعة من ركائز "الخضر"، و يتعلق الأمر بكل من سفيان فغولي، ياسين براهيمي و الحارس رايس مبولحي، إضافة إلى القائد كارل مجاني. مصدر النصر أوضح في سياق متصل بأن روراوة طالب اللاعبين بضرورة وضع مصلحة المنتخب فوق كل إعتبار، فكان الإجماع على أن إشكالية التواصل بين المدرب و اللاعبين طرحت بحدة منذ تولي راييفاتس مهمة تدريب "الخضر"، و ذلك بسبب عدم القدرة على فهم اللغة، فضلا عن العجز عن مسايرة الريتم الذي ينتهجه في التدريبات، و حتى تسيير المباريات، بإعتماده طريقة عمل لم تتعود عليها العناصر الوطنية، الأمر الذي جعل رحيل التقني الصربي يكون مطلب ممثلي اللاعبين، و لو أن رئيس الفاف يستطرد نفس المصدر سعى إلى تشريح هذه الوضعية بمساءلة كل عنصر حول سر التمسك بهذا المطلب، و علاقة ذلك بالخيارات التكتيكية، خاصة بعد الزوبعة التي أثيرت حول براهيمي و فغولي و غضبهما من راييفاتس، على خلفية عدم إدراجهما ضمن التشكيلة الأساسية. و ختم مصدرنا حديثه عن هذه القضية بالتأكيد على أن روراوة كان قد إقتنع بإستحالة بقاء ميلوفان راييفاتس على رأس العارضة الفنية للمنتخب حتى قبل الجلوس معه على طاولة المحادثات في اليوم الموالي، رغم أن المدرب الصربي كان بدوره قد أيقن بأنه لم يعد قادرا على مواصلة العمل في الجزائر، بسبب العجز عن إيجاد قناة للتواصل الجيد مع اللاعبين، سيما فيما يتعلق بطريقة شرح الخيارات التكتيكية و كذا نظام تسيير المقابلة، و تقديم التوجيهات للتشكيلة من على دكة البدلاء، و هو ما عبد الطريق لفسخ العقد بالتراضي، مادام راييفاتس قد أصر على الرحيل، لتكون عواقب هذه الوضعية إنسحاب التقني الصربي، بعد إتفاقه مع رئيس الفاف على الحصول على تعويض مادي بسيط.