قتل صباح أمس متظاهران يمنيان وأصيب 15 آخرون بالرصاص وجرح العشرات عندما حاولت قوات الأمن تفريق اعتصام لهم في تعز جنوب العاصمة صنعاء وهو ما أكده شهود عيان ومصادر طبية من عين المكان . وقد شنّت قوات الأمن هجوما في الصباح الباكر على المعتصمين في شارع جمال بمدينة تعز التي تبعد 250 كلم جنوب صنعاء، واستخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لإخلاء مئات الأشخاص منذ مساء أول أمس الأحد في الشارع الرئيسي حيث نصبوا خياما هناك، كما قال مصدر من المستشفى الميداني وشهود عيان لوكالة "فرانس برس "إن قتيلا آخر سقط خلال مواجهات عنيفة احتجاجا على مقتل أحد المتظاهرين في وقت سابق. وأضافوا أن عدد الجرحى الذين أصيبوا بالرصاص الحي بلغ 15 شخصا بينهم ثلاثة في حال الخطر، وأدّى تدخل قوات الأمن إلى صدامات بقيت متواصلة بشكل متقطع صباح أمس الاثنين بحسب شهود. وأول أمس الأحد قتل شخصان وأصيب أربعة آخرون بجروح بالرصاص أثناء تظاهرة مدرسين في تعز، حيث نفذ آلاف المدرسين اعتصاما أمام الإدارة المحلية للتربية بتعز للمطالبة برفع الأجور وتأجيل امتحانات آخر السنة بالنظر إلى الاضطرابات التي شهدتها الدروس منذ بداية الانتفاضة الشعبية في اليمن نهاية جانفي الماضي. وأكد مصدر أمني بحسب ما أوردته مساء الأحد وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، مقتل شخصين في صدامات مع قوات الأمن التي تدخلت لرفع الحصار على الإدارة المحلية للتربية كما قال، وأضاف أنه أصيب سبعة من الشرطة بجروح في ذات الأحداث، كما قتل يوم السبت تلميذان كانا يشاركان في تظاهرة لتأجيل امتحانات آخر السنة برصاص قوات الأمن في بلدة المعافر في محافظة تعز بحسب شهود، وتعد تعز ثاني أكبر المدن اليمنية وقد تحولت إلى مركز الاحتجاجات على نظام الرئيس علي عبد الله صالح. وعلى الصعيد السياسي، تراوح المبادرة الخليجية لحل الأزمة في هذا البلد مكانها في الوقت الحالي دون معطيات جديدة، وأعربت المعارضة عن أملها بموقف عملي من دول مجلس التعاون الخليجي بسبب "مرواغات" النظام، محذرة في الوقت ذاته من تدهور "خطير" في أوضاع البلاد. كما أكد اللقاء المشترك وشركاؤه إدانة المناورات والمراوغات التي لجأ إليها النظام بشأن التوقيع على اتفاق" تتضمنه مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربي لحل الأزمة المستعصية، وأضاف أن المعارضة تأمل في اتخاذ موقف عملي تجاه تلك المناورات والمراوغات، لا سيما وأن الأوضاع تتدهور بشكل خطير في وقت لم يعد النظام قادرا على حل أي مشكلة بعد أن أصبح بقاؤه المشكلة وفقد شرعيته كما أضافوا .