أماطت الندوة الصحفية التي نشطها الناخب الوطني جورج لينكس اللثام عن الشخصية القوية التي يمتلكها، وكانت كافية لامتصاص الضجة الإعلامية الكبيرة التي أعقبت قرار اختياره من طرف رئيس الفاف محمد روراوة لقيادة الخضر خلفا للصربي ميلوفان راييفاتس، لأن الطريقة التي تواصل بها ليكنس مع رجال الإعلام جعلته يسرق الأضواء، كونه شذ عن المألوف وتحدث بكل موضوعية و واقعية، ورد على أسئلة الصحافيين بأسلوب مبسط، فيه الكثير من المزاح، وكأن العلاقة بين الطرفين وطيدة، رغم أنه خرج من الجزائر ولم يعد على مدار 13 سنة. أسلوب لينكس في التواصل مع الصحافة مكنه من قلب الموازين ، مادامت الانتقادات الإعلامية التي طالته و روراوة بخصوص الصفقة المفاجئة التي أبرمت نهاية الأسبوع الفارط تحولت إلى مدح وثناء، وكأن التقني البلجيكي الذي لم يكن قبل 4 أيام يحظى بالإجماع في الوسط الجزائري أصبح يصنف في خانة «المكسب» الثمين للمنتخب، كونه استغل خرجته الإعلامية الأولى لوضع البصمة وبصورة جلية على مقومات شخصيته القوية، بعدما اضطر سابقه راييفاتس إلى الانسحاب بسبب مشكل التواصل الذي طرح بحدة، ليس فقط في طريقة تعامله مع الإعلاميين، بل حتى مع اللاعبين، إلى درجة أن الفاف عمدت إلى الاستعانة بمترجم، ومنحته منصب مدرب مساعد، للتخلص من مشكل اللغة، إلا أن العناصر الوطنية أقرت بعدم قدرتها على التأقلم مع أسلوب التواصل مع الصربي، بوساطة مترجم فرانكو صربي، لتكون العواقب طلاق بالتراضي وسط ضجة كبيرة حول الدوافع الحقيقية التي كانت وراء فسخ العقد. ولعل ما ينصب ليكنس في خانة المكسب الثمين للنخبة الوطنية في الوقت الراهن المعطيات التي أصبحت سائدة داخل بيت الخضر في الآونة الأخيرة، حيث طفا على السطح مشكل التواصل، مع الحديث أيضا عن غياب الإنضباط وسط اللاعبين، لكن ليكنس سارع إلى الرد على هذا الإنشغال، بعد تلقيه سؤالا من أحد الإعلاميين أمس في هذا الخصوص، وأكد بأن الانضباط يبقى سلاحه الوحيد، وأن تحميل اللاعبين للمسؤولية يعد أمرا حتميا مع السعي لخلق روح المجموعة من جديد، والبحث عن تلاحم كبير بين كل العناصر. نجاح ليكنس في تقديم أوراق إعتماده للصحافيين على أساس أنه التقني الذي باستطاعته تخليص الخضر من مشكل التواصل الذي طرح مؤخرا، وكلف المنتخب تعثرا أمام الكاميرون في إفتتاح تصفيات مونديال روسيا، يوحي بأن التشكيلة الوطنية وجدت الربان القادر على قيادتها إلى بر الأمان، لأن المنتخب يمتلك مقومات «العالمية» بضمه عناصر لها مهارات فنية فردية عالية، لكن الإشكال الذي أصبح مطروحا يتعلق بالانضباط وروح المجموعة، وهما عاملان أكد ليكنس بأنهما يتصدران خارطة الطريق التي يعتزم إنتهاجها.إلى ذلك فإن التقني البلجيكي ذهب إلى فتح الباب أمام الإعلاميين بالتأكيد على أنه يتواصل معهم في إطار منظم بكل عفوية وموضوعية: « لقد طلبوا مني قول..... لكنني أقول ...»، و هو ما كان كافيا لوضع نقطة النهاية للمشاكل التي كانت تثار في كل مرة بين الإعلاميين والناخب الوطني، انطلاقا من سعدان، مرورا بخليفته بن شيخة، ثم البوسني حليلوزيتش، والفرنسي غوركوف، فكانت قضية الصربي راييفاتس بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، بعدما طرحت قضية اللغة والمترجم، ليصبح ليكنس بعد 4 أيام فقط من تعيينه « الساحر» الذي يراهن الجزائريون على لمسته النفسية والبسيكولوجية في التواصل مع اللاعبين لإعادة الروح للمنتخب.