عائلة مريضة تودع شكوى بالإهمال المؤدي إلى الوفاة واصل أمس الأطباء الأخصائيون بمستشفى ابن سينا بأم البواقي، احتجاجهم لليوم الثالث على التوالي تنديدا بالوضع المزري الذي يتخبط فيه المرفق الصحي، وحالة الانسداد بينهم وبين الإدارة الحالية، منددين توقيف طبيب جراح وتوجيه جملة من الاستفسارات للأطباء المنضمين للفرع النقابي، ومن جهة ثانية باشرت الشرطة بأمر من نيابة المحكمة الابتدائية تحقيقات مكثفة في قضية تتعلق بتهمة الإهمال الواضح المؤدي لوفاة مريضة بالمستشفى. ممثلو الأطباء المنتمون للنقابة الوطنية للأطباء الأخصائيين للصحة العمومية، كشفوا للنصر بأن الوضع يزداد تعقيدا يوما بعد آخر وموعد تقديمهم استقالة جماعية اقترب في حال لم تتدخل الوصاية لإيجاد مخرج جذري للقضية العالقة، وبين المحتجون الذين حملوا لافتات بشعارات متفرقة أبرزها التي حملها عمال المستشفى والتي تضمنت عبارة «أطباء وعمال ابن سينا معا لإنقاذ المستشفى»، بأن الشرطة توسطت بينهم وبين الإدارة ، حيث اتصلت بهم وطلبت منهم التنقل لمقر ديوان الوالي، ليكشف لهم رئيس الديوان بأنه ضبط لهم موعدا مع مدير الصحة، غير أن الأخير –كما قالوا- لم يأت بالجديد، وتحدث في لقائه بهم عن عموميات دون أن يتخذ القرار المناسب، ووعد فقط بإيجاد حلول في أمر مستعجل. وكشف المحتجون بأنهم فوجئوا أمس بقرار مدير المستشفى بتوقيف الطبيب الجراح، الذي رافق المريضة المتوفية لمستشفى محمد بوضياف وبادر لإجراء عملية جراحية غير أن الإدارة رفضت، مؤكدين بأن مدير المستشفى قام ليلة أمس الأول بطرد طبيب مختص في التخدير والإنعاش لمرافقته مريضة ليلا تعاني من أعراض خطيرة، وهي التي توفيت صباح أمس في غياب المناوبة الطبية، مبينين بأنهم تلقوا استفسارات جديدة تتعلق بتحطيمهم أغراضا بالمستشفى وتهديدهم للمدير وهو ما لم يحصل حسبهم. وبين المحتجون بأن سبب غلقهم لمقر الإدارة في اليوم الثاني للاحتجاج، هو توجههم للمدير قصد الاستفسار عن سبب توجيه استفسارات لهم، غير أنه وبعد رفضه استقبالهم أغلقوا باب الإدارة، وعن قرار استقالتهم جماعيا فبين المحتجون بأنهم وقعوا عريضة استقالة جماعية تضم نحو 30 توقيعا وهي التي احتج سكان بالمدينة وطالبوهم بالعدول عنها، وسيقومون بتقديمها للجهات الوصية في حال تواصل الوضع على حاله. مدير الصحة الدكتور بادة حاج إبراهيم رفض الرد على الاتهامات التي وجهها الأطباء المحتجون، واكتفى بالقول بأنه أوفد لجنة للتفتيش وتقصي الحقائق، من جهتها عناصر الأمن الحضري الأول باشرت تحقيقات مكثفة مع عائلة الفتاة المتوفية المسماة (ب.ش.س) 22 سنة، بعد أن تقدم أهلها بشكوى لوكيل الجمهورية، وهي الشكوى التي نحوز نسخة منها وكشفوا فيها بأن ابنتهم راحت ضحية إهمال من طرف إدارة مستشفى ابن سينا ومستشفى محمد بوضياف، واستمعت الشرطة لإيفادات أهل الفتاة في انتظار أن تشمل التحقيقات أطرافا على صلة بالقضية.