و التكنولوجيات الحديثة و العلوم، نشطوا فعاليات ملتقى وطني حول اللغة العربية بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة أول أمس، بأن وقف مشروع تعريب التدريس في الجامعة الجزائرية كسر المشروع الوطني و انعكس بالسلب على مستوى الطلبة، بسبب الانفصام اللغوي في الجامعة، خصوصا بالنسبة لكليات العلوم، مطالبين بأهمية الإسراع في وضع منهجية سليمة لبعث المشروع مجددا، اقتداء بكل جامعات العالم التي تعتمد لغتها الوطنية لغة أساسية للتدريس. الملتقى نظم في إطار الاحتفال باليوم العربي للغة الضاد، و عرف مشاركة مختصين من عديد التخصصات الجامعية، على غرار البروفيسور جمال ميموني أستاذ الفيزياء بجامعة عبد الحميد مهري و نائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء، الذي أشار خلال مداخلته إلى وجود صراع بين جبهتين من المعربين يمثلهم عبد الله شريط و أحمد طالب الإبراهيمي، و المفرنسين، على غرار كاتب ياسين و مصطفى الأشرف، وهو صراع قال بأنه ولد بعد الاستقلال و استمر إلى يومنا، ويعد السبب وراء وقف المشروع الوطني الخاص بتعريب التعليم قبل عشريتين من الزمن، و نتج عنه، حسبه، انفصام خطير في الجامعة الجزائرية. الباحث أوضح بأن هذا الانفصام يعد سببا أساسيا لتراجع مستوى طلبة العلوم الذين قال بأنهم يواجهون مشكلة حقيقية في الدراسة و النجاح بعد انتقالهم من الطور الثانوي الذي عربت فيه المواد العلمية، إلى الجامعة أين تدرس مختلف التخصصات بالفرنسية، و هو ما ينتهي عادة ب 70 في المئة من طلبة العلوم و التكنولوجيا بجامعة باب الزوار إلى الرسوب، بالمقابل تناهز نسبة الراسبين بجامعة قسنطينة 45في المئة، حسب دراسة، قال بأنها شملت طلبة من مختلف جامعات الجزائر و تناولت محور التخصص الأكاديمي و لغة التدريس و تحديات تعريب العلوم في الجزائر. و أضاف الباحث بأن المشكل لا يكمن فقط في اختلاف اللغة في الأطوار التعليمية، بل أيضا في الجامعات و في الغرب و الوسط تدرس الجامعات التخصصات العلمية بالفرنسية، و بالمقابل تعتمد جامعات الجنوب على اللغة العربية، وهو واقع وصفه بالكارثي، و قال بأنها مرحلة وصلت إليها الجامعة بسبب توقف مسار تعريب التدريس قبل عشريتين من الزمن، مؤكدا بأن قضية التعريب لا تمس مجال البحث العلمي، لكنها تخص أكثر جانب منهاج التدريس. بدوره تطرق رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد إلى مكانة اللغة العربية في المجتمع الجزائري، مشددا على دورها في خلق التنمية المستدامة، و تكريسها كلغة للتواصل مع المحيط الخارجي من خلال إدماج استخدامها أكثر في التكنولوجيات الحديثة، بالاعتماد على البحث المتواصل في الجامعات، مضيفا بأن العربية تعتبر لغة وطنية و جزءا من هوية الجزائر، و الوقت قد حان، كما قال، للنهوض بهذه اللغة وطنيا و ترقيتها أكثر، لكن بعيدا عن الانغلاق على الذات، مستشهدا في ذلك بأمم تطورت علميا و اقتصاديا، بفضل لغتها الأم كروسيا و الصين. الأستاذ زايدي سحنون عميد كلية التكنولوجيات الحديثة للمعلومات و الاتصال بجامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة، تطرق بدوره إلى تحديات تكريس استخدام اللغة العربية في برمجيات الكمبيوتر و تعميم استخدامها، موضحا بأن إدماج هذه اللغة أكثر و تكييفها بصورة أسرع و أشمل مع التكنولوجيات الحديثة، يساعدان على الحفاظ عليها و إعطائها مكانة أكبر في مجال الاستخدام و البحث في الجامعات، مؤكدا بأن الأمر يتطلب جدية مطلقة تساعد على تكثيف كل الجهود و تدفع بالباحثين و الطلبة على حد سواء، لتوسيع استخداماتهم للعربية و الاعتماد أكثر عليها في البحث و حتى في الاستخدام العادي للتكنولوجيات الحديثة.