يحمل الصوم في ثناياه ثنائيات الترغيب والترهيب، البشارة والإنذار، الرغبة والألم؛ لأن الصائم يتحرك بين دوافع وحوافز، فهو من جهة يقبل الصوم طوعا، مبتيغا بذلك مرضاة الله تعالى والاستجابة لأمره ونيل ثوابه، ومن جهة ثانية تدفعه غرائز شتى اعتاد إشباعها ورغبات جامحة تحاول الانفلات مما تعده قيودا تحول بينها وبين الاستمتاع والرفاه، وقد كشفت عن ذلك أحاديث نبوية كثيرة عندما تحدثت عما يمكن أن نسميها ثلاثيات المغريات والمبشرات والتحذيرات. إعداد: د .عبد الرحمان خلفة ففي باب المغريات نجد أن شهر رمضان يغري الصائمين بما أودع الله تعالى فيه من فضائل وبركات وخيرات ليست في غيره من الشهور، منها: عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ) متفق عليه ويَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ) . وفي أحاديث أخرى : (وصفدت الشياطين)، و روى الترمذي وصححه الألباني رحمه الله أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ ). أما مبشرات رمضان فإن الله تعالى بشّر عباده الصائمين بمغفرة الذنوب وتعظيم الثواب فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) متفق عليه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ) رواه مسلم. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ : الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، قَالَ فَيُشَفَّعَانِ ). وأما التحذيرات: فإننا نجد الأحاديث تحذر من كل ما من شأنه أن يفسد الصيام، كالرفث والصخب والكذب وشهادة الزور أثناء الصيام، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (....فإِذا كان يومُ صومِ أحدِكم فَلاَ يرفُثْ ولا يصْخَبْ فإِنْ سابَّهُ أَحدٌ أو قَاتله فَليقُلْ إِني صائِمٌ) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْل فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ) البخاري، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ حَظٌّ مِنْ صَوْمِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَالْعَطَشُ ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ حَظٌّ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ وَالنَّصَبُ ) أحمد وابن ماجه وهو حسن الإسناد. أنوار مشكلات المواطنة بين مقتضيات التعدد وهوية الانتماء(3) لابد من حساب اعتبار مفهوم المواطنة في حد ذاته، بين الغرب والعرب، ذلك أن المواطنة في الغرب هي تحييد الدين مطلقا عن الدولة والسياسية، بمعنى يصبح الدين عبارة عن طقوس رمزية في دور العبادة فقط، ويصبح القانون وحده الذي يدير هذه المجتمعات، ولا مكان للدين والطائفة في التشريع القانوني، لكن الاجتماع المواطني عندنا عربيا يستمد جزءا كبيرا من تركيبته عن طريق الدين والمخيال العقيدي، لذلك نشوء الطائفة كتنظيم جديد في الدولة هو مزاحمة فعلية لمرجعية تلك الدولة، فمثلا لو يسمح للتشيع في الجزائر بالتنظيم والمأسسة سنصبح مثل لبنان عندما تمأسس فيها حزب الله فأصبح يشكل منافسا حقيقيا للدولة الأم، وهذا يساهم في صناعة صراع حقيقي وأحيانا يصل للسلاح. في اعتقادي مادام الخيار المذهبي والعقيدي هو من ضمن المخيال الجمعي للمجتمع لابد من مراعاة ما قلته سابقا، وهذا لا يدعونا لتقديس المرجعية في الدولة، فالمراجعة للتراث عموما أصبح ضروريا أكثر من أي وقت مضى، ولابد من التقريب بين المذاهب وتجاوز الخلافات القاتلة، لكن لابد من احترام خيارات الشعوب وحفظ أمنها الاجتماعي، فالطائفة تاريخا وحاضرا لم تجلب لنا سوى الدماء. كما أنه لا يُسمح أن يتم مأسسة المذهب السني في إيران لأنه يشكل خطرا تنافسيا، كذلك لا يسمح للتشيع في البلاد السنية. فاحترام خيارات الشعوب ضروري، وهذا كله لا يمنع من حرية القناعات الشخصية الطائفية، وحرية ممارستها شريطة أن لا تصبح أقلية تتوغل عن طريق الجماعة والمأسسة في المجتمع لتفرض نفسها في خيارات مستقبلية. د.إسماعيل نقاز أستاذ بكلية العلوم الاجتماعية، جامعة وهران 2. مالك شبل إن الإسلام من خلال نصوصه التأسيسية الأولى "القرآن والسنة" جاء ثريا ومفتوحا على اجتهادات متعددة إلى درجة أنه في كل عصر يتم تأويل بعض النصوص حسب مستجداته، على عكس "لإسلاموية"، وهي الحركات الإيديولوجية التي نشأت مع ضعف الدولة الوطنية، التي بقي فيها الإسلام كقوة يمنعها من التفكك في كثير من الأحيان، ومن هنا يعود للتأكيد أن المشكلة الأساسية تكمن في الإسلاموية لا في الإسلام ، كل السجالات والجدل الديني والفكري القائم إنما صدى لقضايا فرضت علينا من بلدان أسياوية، لكم أن تنظروا لقضية البرقع...، هو لباس ثقافي في منطقة معينة يسعى البعض لتعميمه على أنه الزي الإسلامي"لقد جعلني هذا الخطاب العقلاني في نظر البعض ممن لم يفهم أفكاري عدوا للدين، غير أني أقول أني عدو بعض المسلمين وليس عدو الإسلام". عالم الكتب التعليم الديني بين التجديد والتجميد يرى الباحث مصطفى عطية جمعة جودة صاحب قراءة في «التعليم الديني بين التجديد والتجميد» أن هذا الكتاب يجمع في نصه وطريقة تأليفه بين: سرد سيرة حياة أحد علماء الأمة الإسلامية المبرزين في العصر الحديث، وهو الدكتور طه جابر العلواني، وذكر لمحات عن تكوينه العلمي والفكري، ومسيرته المهنية ما بين أقطار العالم الإسلامي، وبلدان العالم الغربي؛ وبين الرؤى والإشارات العلمية، والتربوية، والمستقبلية للتعليم الديني في العالم الإسلامي، وإلى جانب ذلك كله يطرح رؤية واسعة شاملة لمستقبل التعليم الديني الإسلامي، وسبل التجديد فيه. فتاوى هل يجوز القيام بفريضة الحج مع العلم أن لدي قرض في بنك بفائدة لدى شرائي سيارة سياحية لم يتم تسديده بعد؟. الجواب: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ الحج ركن الإسلام الخامس، وفرض من الفرائض التي علمت من الدين بالضرورة، يجب على المسلم البالغ، العاقل، الحر، المستطيع فمن لم تتحقق فيه هذه الشروط فقد سقط عنه، والاستطاعة تتحقق في صحة البدن وأمن الطريق وملك الزاد والراحلة، فإن وجد مالا يكفي للزاد والراحلة وهو محتاج إليه لدين عليه، لم يلزمه، وفيما يخصك أيها الأخ الكريم فإن كنت ملتزما بدفع القرض حسب الاتفاقية المبرمة ولم تتماطل جاز لك الإقدام على أداء فريضة الحج ما لم يكن ذلك على حساب القرض الذي في ذمتك ولم تعترض عليه الجهة القارضة. لقد أديت فريضة الحج هذه السنة والحمد لله ولكن أثناء الإحرام ارتكبت محرمتين استوجب علي الكفارتين وسؤالي هو هل يجوز لي دفع ثمن الكفارتين نقدا إلي أخي المحتاج؟ بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ حظر الشارع الحكيم على المحرم أشياء وأوجب على من احتاج إلى ارتكاب محظور من محظورات الإحرام غير الوطء، ذبح شاة أو إطعام ستة مساكين أو صيام ثلاثة أيام على الخيار لما جاء عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه مر بكعب بن عجرة زمن الحديبية فقال :" قد أذاك هوام رأسك" قال نعم فقال النبي عليه الصلاة والسلام - :" احلق ثم اذبح شاة نسكا، أو صم ثلاثة أيام، أو أطعم ثلاثة أضع من تمر على ستة مساكين" هذا وقد أفتى العلماء المعاصرون بجواز إخراج قيمة الشاة والإطعام نقدًا لعموم المنفعة على أن تذبح الشاة بمكة، وتدفع قيمة الفدية حيث شاء الحاج بشرط أن تكون لمستحقها. هل يجوز لبس الحزام وقت الإحرام ؟ إذا كان لبس هذا الحزام من أجل أن تحفظ فيه الأموال و الوثائق فلا بأس. هل الصلوات التي تصلى في أيام التشريق في منى تقصر أم لا ؟ نعم تقصر الصلاة في منى سواء في أيام التشريق أو في اليوم الثامن و العاشر. ما حكم استعمال المرأة حبوب منع الحمل من أجل اتمام مناسكها خشية العادة الشهرية؟ يجوز استعمال المرأة حبوب منع الحمل ومنع نزول دم العادة الشهرية من أجل إتمام مناسك الحج والعمرة ولا حرج في ذلك.