ضبطت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أمس، الإجراءات التنظيمية الخاصة ببطولات الهواة تحسبا للموسم الكروي (2017 / 2018)، والتي تقرر بموجبها تحديد تاريخ 08 سبتمبر القادم، موعدا لإعطاء إشارة انطلاق بطولة وطني الهواة، على أن تعقب بعدها بأسبوع، بجولة رفع الستار على منافسة ما بين الجهات، لتكون الانطلاقة في الأقسام الجهوية يوم 22 من نفس الشهر، بينما تقرر تأخير بداية الموسم في الرابطات الولائية إلى غاية الأسبوع الأول من شهر أكتوبر المقبل. رفع التعداد إلى 30 و زيادة كوطة الشبان و "الكهول" وعرفت الإجراءات التنظيمية للموسم الجديد، بعض التغييرات في النصوص القانونية بالمقارنة مع المواسم الفارطة، خاصة فيما يتعلق بالتعداد، لأن الأندية الهاوية على اختلاف مستوى نشاطها، أصبح من حقها الحصول على 30 إجازة في صنف الأكابر، وذلك بإضافة 5 رخص، كما أن عدد اللاعبين الذين يتجاوزون 30 سنة، ارتفع من 3 إلى 5 في كل فريق، مقابل إدراج شرط آخر في هذا الشأن، يخص العناصر الشابة، إذ يبقى كل فريق ملزما بضم 10 لاعبين أعمارهم دون 23 عاما. وجاء هذا الإجراء موازاة مع التعديل الذي أدخلته الفاف على الفئات العمرية الواجب الانخراط بها، بالتنسيق مع المديرية الفنية الوطنية بقيادة فضيل تيكانوين، لأن مواليد سنة 1998 تم إدراجهم في صنف الأكابر، رغم أن هذه الفئة لم تقض سوى موسما واحدا في الأواسط، والتدابير الاستثنائية التي تقرر اعتمادها، أجبرت الفاف على رفع تعداد الأكابر، وكذا «كوطة» اللاعبين الشبان من الإجازات المسموح بها، لأن المواسم السابقة عرفت بقاء هذا الإجراء مجرد حبر على ورق، سيما شرط ضم 7 لاعبين شبان في صنف الأكابر، لأن هذه التعليمة لم تجد طريقها إلى التطبيق على أرض الواقع. نظام جديد للأصناف الشبانية و الانخراط بالمبتدئين إجباري وفي سياق متصل قررت الفاف زيادة عدد الأصناف الواجب الانخراط بها خلال الموسم الكروي (2017/2018)، لأن فرق وطني الهواة أصبحت مجبرة على المشاركة ب 6 فئات، وذلك بزيادة صنفين مقارنة بالموسم الفارط، لكن الإشكال الذي يبقى مطروحا يخص نظام تسيير البطولة، في ظل تصاعد المطالب لاعتماد بطولة تشرف عليها الرابطة الوطنية لكرة القدم هواة، موزعة على أفواج تراعي التقسيم الجغرافي، على خلفية الإقصاء الذي عانت منه بعض الفرق خلال الموسمين المنصرمين، واكتفائها بالمشاركة في بطولات مصغرة تنظم على مستوى الرابطات الجهوية. وفي هذا الإطار كشف مصدر من الفاف للنصر، بأن هذه القضية تم تشريحها على مستوى المديرية الفنية الوطنية في اجتماع عقد نهاية الأسبوع الماضي، حيث تم اقتراح تنظيم بطولة وطنية تشرف عليها الرابطة الوطنية للهواة، وتخص بالأساس 3 فئات عمرية لأقل من 19 و17 و16 سنة، بينما تبقى فئة أقل من 15 سنة (الأصاغر)، ملزمة بالمشاركة في بطولة تنظمها الرابطات الجهوية، في حين يكون الانخراط بصنف أقل من 14 سنة (المدارس) إجباريا في الرابطات الولائية، بعدما كان في سابق المواسم اختياريا. هذا الإجراء تم اعتماده ايضا بالنسبة لفرق ما بين الرابطات والجهوي الأول والثاني، لأن المشاركة الإجبارية بفريق المدارس في الرابطة الولائية رفع من عدد الأصناف الواجب الانخراط بها إلى 5، لكن بدرجة أقل مقارنة بأندية وطني الهواة، لأن فئات الأواسط والأشبال والأصاغر، ستكتفي بتنشيط بطولات ذات طابع جهوي. أما بخصوص فرق الشرفي فإن الوضع لم يتغير بالنسبة للأصناف الواجب الانخراط بها، لأن الفاف راعت الظروف الصعبة التي تمر بها أندية القاعدة، و قررت الإبقاء على 4 فئات إجبارية من بينها الأكابر، مع ترك صنف المدارس إختياريا. والملفت للانتباه أن الاتحادية لم تحدد آجال الإمضاءات الخاصة باللاعبين الشبان، وترك مسؤولية إتخاذ هذا القرار للرابطات المعنية، وذلك بمراعاة خصوصية كل منطقة، ليبقى القاسم المشترك بين جميع الهيئات، هو عدد الإجازات المرخص بها في كل صنف، والذي تم رفع حده الأقصى إلى 35 رخصة، مع ضبط الحد الأدنى عند عتبة 20 إجازة لكل فئة، وهذا لتفادي مشكل الغياب عن المنافسة، مادام المكتب الفيدرالي كان في اجتماعه الأخير قد وافق على اقتراح المديرية الفنية الوطنية، القاضي بالعودة إلى اعتماد عقوبة خصم نقطة من رصيد الأكابر، نظير غياب كل فئة من الشبان عن لقاء رسمي في البطولة. تمديد آجال الانخراط و الإمضاءات إلى منتصف سبتمبر على صعيد آخر عدلت الفاف تواريخ إيداع ملفات الانخراط، لأن الأندية الهاوية تعاني من مشاكل إدارية تحول دوما دون انخراطها إداريا في الآجال المحددة، وهو الأمر الذي أخذته الاتحادية في الحسبان هذا الموسم، باعتماد تواريخ مختلفة من قسم لآخر، إذ أن فرق وطني الهواة وما بين الرابطات ملزمة بترسيم انخراطها قبل 15 أوت 2017، وذلك بإيداع الملف الإداري وإجمالي القيمة المالية، وأي تأخر إلى غاية النصف الثاني من شهر أوت المقبل، سيكلف الفريق المتأخر غرامة مالية بقيمة 5 ملايين سنتيم، مقابل إلزام الرابطتين المعنيتين برفض أي ملف إنخراط مع حلول شهر سبتمبر تفاديا لأي إشكال، على غرار الموسم الفارط مع إتحاد البرج في وطني الهواة. أما بالنسبة لفرق الجهوي والشرفي فإن المهلة القانونية المحددة للإنخراط إداريا ستمتد إلى غاية أواخر شهر أوت 2017، مع إعتماد فترة إضافية إلى غاية منتصف سبتمبر، تقابل بغرامة بمبلغ 2 مليون سنتيم، سيما وأن هذه المهلة تتزامن وانطلاق المنافسة بالتصفيات الجهوية لكأس الجمهورية. إلى ذلك قررت الفاف تغيير الآجال المحددة لإمضاءات اللاعبين في بطولات الهواة، وذلك بهدف منح فرص إضافية لجميع اللاعبين لتجريب حظهم في جميع المستويات، لأن مهلة الإمضاءات في فرق وطني الهواة وما بين الجهات، ستمتد من الفاتح جويلية إلى غاية 31 أوت 2017، مع إضافة 15 يوما بالنسبة لأندية الجهوي والشرفي، مقابل اعتماد آجال إضافية تعاقب بغرامة تأخير حسب المستوى، في إجراء من شأنه أن يقلص من المشاكل التي ظلت تتخبط فيها الرابطات طيلة المواسم الفارطة، والتي كانت تجبر الفاف على اعتماد آجال إستثنائية تتناقض ومحتوى التدابير التنظيمية المنشورة مسبقا. من جهة أخرى أبقت الفاف على قرار اعتماد إجازة اللاعب الهاوي لموسم واحد، ما يعني إعفاءه من ورقة التسريح في «الميركاتو» الصيفي، لكنها منحت بالموازاة مع ذلك الحق لكل فريق بإعارة عنصرين في فترة الانتقالات الشتوية، شريطة الانضمام إلى أندية الرابطة المحترفة الثانية، لأن التحويل المباشر من الهواة إلى الرابطة المحترفة الأولى يبقى ممنوعا في «الميركاتو» الشتوي. قراءة: صالح فرطاس توفيق بوضياف (رئيس نادي التلاغمة) مواليد 1998 ضحايا هذه الإجراءات بسبب عزوف النوادي الهاوية عن التكوين أكد رئيس نادي التلاغمة توفيق بوضياف بأن مواليد سنة 1998 كانوا ضحايا التدابير التنظيمية التي اعتمدتها الفاف تحسبا للموسم الكروي الجديد، موضحا بأن الأغلبية من هذه الفئة ستضطر لتعليق الحذاء بسبب انعدام ثقافة التكوين على مستوى جل الأندية: «من غير المنطقي الإدراج المباشر لهؤلاء الشبان في صنف الأكابر، بعد تجربة قصيرة مع الأواسط لم تتعد موسما واحدا، فضلا عن توفر أندية وطني الهواة على فئتين عمريتين من الأواسط الموسم المنقضي، ما يضع مصير قرابة 50 شابا في كل ناد على كف عفريت، والظفر بإجازة مع الأكابر أمر جد مستبعد». بوضياف أشار في تصريح للنصر، إلى أن الفاف اضطرت إلى الأخذ في الحسبان برنامج المديرية الفنية الوطنية، والذي تم ضبطه وفق الاستحقاقات القادمة لمنتخبات الفئات الشبانية، على الصعيدين القاري والعالمي: «لكن عواقب ذلك كانت التضحية الحتمية بفئة عمرية، لأن التباين صارخ بين مستوى لاعب الأواسط في موسمه الأول، وضمه الرسمي إلى الأكابر، في ظل وجود شرط تحديد عدد الإجازات المرخص بها». وأكد محدثنا على أن الفاف كان من الأجدر بها تجميد القرار القاضي بحصر التعداد الرسمي لكل فريق، وترك الباب مفتوحا أمام الأندية الهاوية لضم أكبر عدد ممكن من اللاعبين، لأن هذا الإجراء كان كفيلا بمنح فرص إضافية لمواليد سنة 1998، بالتوقيع على إجازات في وطني الهواة أو ما بين الرابطات، والاحتكاك بمستويات أعلى تحسبا للمستقبل. وأضاف بوضياف بأن شرط إدراج 10 لاعبين من الشبان في التعداد الرسمي لكل فريق من الهواة لن ينعكس بالإيجاب على «كوطة» هذه الشريحة، على اعتبار أن السن المحدد للشبان العشرة لا يتجاوز 23 سنة: «وهو ما يعني الاحتفاظ بالعديد من العناصر التي قضت 4 مواسم في الأكابر، مادام مواليد 1994 مازالوا معنيين بهذا الإجراء». وختم بوضياف بالتأكيد على أن التضحية بهذه الفئة قابلته الفاف بالرفع من عدد اللاعبين المسموح بضمهم من شريحة أكثر من 30 سنة: «التكوين لا يمكن أن يكون بعناصر لم تتمكن من نيل فرصتها في النوادي المحترفة، لأن مشكل المال وعلاوات الإمضاء يبقى مطروحا مع هذه المجموعة من اللاعبين، في حين أن تزكية الشبان كفيلة بتجسيد المعنى الحقيقي للنادي الهاوي، وذلك بتوفير الفضاء الذي يسمح للشاب بتطوير قدراته ومؤهلاته الفردية تحسبا لمشوار كروي واعد». حاوره: ص / فرطاس العمري خليف (رئيس إتحاد تبسة) نزكي تعديل نظام الشبان شريطة إعتماد بطولة بمستوى أعلى اعتبر رئيس إتحاد تبسة العمري خليف الإجراءات الجديدة التي اعتمدتها الفاف، خطوة إيجابية من شأنها أن تقلل من معاناة الفرق الهاوية، خاصة من الناحية الإدارية، مؤكدا على أن تمديد آجال الانخراط وإمضاء اللاعبين إلى غاية نهاية أوت وحتى منتصف سبتمبر، يساير الظروف التي ظل المسيرون يصطدمون بها في مثل هذه الفترات: «الموسم المنصرم وجدنا أنفسنا مجبرين على ضبط التعداد في ظرف 48 ساعة دون معاينة اللاعبين، وهذا بسبب الآجال المحددة من طرف المكتب الفيدرالي، والتي كانت تسبق انطلاق البطولة بأكثر من شهر، لكن التعديل الجديد يضعنا أمام الأمر الواقع، لأن كل مسير يتوفر على الوقت الكافي للتفاوض مع اللاعبين، أو حتى إخضاعهم لاختبارات ميدانية». وأوضح محدثنا بأن قضية الأصناف الشبانية كانت من أبرز النقاط المطروحة للنقاش خلال الموسمين المنصرمين: «لم ننل حظنا في المشاركة بفئة الأواسط في البطولة التي نظمتها رابطة وطني الهواة، وتساءلنا عن المعايير التي تم بموجبها اختيار الفرق التي نشطت هذه البطولة ذات الطابع الوطني، مقابل تهميش كلي للأندية التابعة لإقليم رابطة عنابة الجهوية، ما أرغمنا على المشاركة في بطولة جهوية، كان فيها المستوى الفني ضعيفا، بوجود عديد الفرق من الجهوي، رغم أن فئة الأواسط تبقى الخزان الرئيسي لفريق الأكابر، وعليه فإننا نطالب بضرورة تنظيم بطولة خاصة بأندية وطني الهواة، واعتماد نفس المجموعة إذا اقتضى الأمر، لتمكين الأندية من الحرص على التكوين، والاهتمام أكثر بالأصناف الشبانية، لأننا نعمل على توفير إمكانيات للشبان، إلا أن تواضع مستوى المنافسة يحول دون جني ثمار سياسة العمل المنتهجة». وخلص خليف إلى القول بأن زيادة عدد الفئات الواجب الانخراط بها سيساهم بصورة مباشرة في تطوير مستوى الشبان، في ظل توفر ولاية تبسة على مرافق رياضية لإحتضان المباريات الرسمية وكذا أماكن التدريبات، لكن شريطة اعتماد بطولات تراعي معيار الانتماء، وذلك بالتمييز بين وطني الهواة والجهوي، خاصة في صنفي الأواسط و الأشبال.