قسنطينة تودع الكوميدي رشيد زيغمي إلى مثواه الأخير ووري أمس الأول الخميس، جثمان الفنان رشيد زيغمي الثرى بالمقبرة المركزية بقسنطينة، وسط حضور غفير من فناني المدينة و محبيه فضلا عن أصدقاء المرحوم، كما شيعت السلطات الرسمية ممثلة في الوالي والهيئات العسكرية والأمنية والقضائية، الفقيد إلى مثواه الأخير. تغطية لقمان قوادري * تصوير: الشريف قليب و تنقل المئات من المواطنين، فضلا عن رفقاء المرحوم في المسار الفني إلى بيته الكائن بحي الشهداء بقسنطينة، أين قدموا العزاء لأهل فقيد الكوميديا الجزائرية، حيث كان الجميع يتحدث عن مناقب رشيد وروحه المرحة وأخلاقه العالية ويتحسر على ما فات من أيام جمعتهم مع الفنان، كما قال أقاربه وجيرانه بأنه تعالى على المرض ولم يكترث له طيلة فترة مكوثه بالمستشفى وظل يقاومه بالدعابة والمرح والدعاء إلى الله عز وجل. وصلى الجمع الغفير على المرحوم صلاة الجنازة بمسجد الحي عمر بن الخطاب، ثم نقل بعدها إلى المقبرة المركزية، وسط أجواء من الحزن والاسى، أين كان في استقبال الجثمان جموع أخرى من محبي الفنان والسلطات المدنية والعسكرية، كما أبن أحد الأئمة بعد دفن الجثمان الفنان بكلمات مؤثرة، أثرت كثيرا في الحاضرين إذ لم يتمالك العديد منهم نفسه وذرف الدموع، حيث ذكر الإمام بفضائله، وقال بأن المرحوم كان قد أدخل الفرحة والسرور في نفوس العائلات الجزائرية، في أوقات صعبة كانت تعيشها البلاد، ليتفرق بعدها الجمع ولسان حالهم يقول أرقد بسلام وستبقى مبستما، راسخا في أذهاننا، فلن ننساك أبدا يا من صنعت البهجة في قلوب الجزائريين. قالوا عن الفنان المرحوم وزير الثقافة عز الدين ميهوبي رشيد رقم متفرد يصعب تعويضه قال وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، خلال أدائه لواجب العزاء لعائلة المرحوم، بأن أقل ما نقوم به كحكومة وقائمين على قطاع الثقافة، هو توديع هذه القامة العملاقة من قامات الكوميديا والمسرح المبدع رشيد زيغمي، وفقدانه كما صرح يعد خسارة كبيرة للوسط الفني والثقافي، وخير دليل على ذلك يبرز ميهوبي ،الحضور والتعاطف الكبيريين لمحبيه سواء في حياته أو بعد مماته. وأضاف الوزير، بأن المرحوم نجح في أسر قلوب الناس بروحه المرحة و العفوية، التي مكنته من قضاء أزيد من 40 سنة، حاملا للكثير من الأفكار الجملية للمجتمع التي نقلها بأسلوبه المتميز، كما عاد ميهوبي إلى الحديث عن المرحوم خلال زيارته له الأخيرة قبل وفاته، حيث قال بأنه كان على قدر كبير من التعالي على المرض، و لم يفقد روحه المرحة والدعابة، لكن مشيئة الله كانت أقوى وأكبر، مشيرا إلى أنه قدم التعازي باسم الوزير الأول والحكومة كما يقدمها أيضا للعائلة الفنية الكبيرة، مردفا بأن "رشيد فنان ورقم متفرد يصعب تعويضه ومن ينظر إلى رصيده يدرك قيمة ما ترك وأملنا ان شاء الله أن نفيه حقه من الذكرى والوفاء.» وأكد ميهوبي، بأن الوزارة ستبقى بجنب العائلة، وهي مستعدة لتقديم المساعدة لها، في أي وقت وهذا يعد كما قال من صميم "دورنا"، مبرزا بأن رئيس الجمهورية دائما ما يقدم لهذه الفئة من المبدعين والفنانين، قيمة خاصة لأن عددهم قليل وطالما أكد على التكفل بهم. صديق المرحوم الفنان النوي الطيب نطالب ببث عمله الأخير "شكون معايا" تكريما لروحه أفاد صديق المرحوم والفنان النوي الطيب، بأن بث آخر عمل للفنان رشيد زيغمي يعد أحسن تكريم لذكراه، حيث أنه مات وفي نفسه حرقة كبيرة على مشاهدة إنتاجه الأخير. و ذكر المتحدث، بأن رشيد شارك في سلسلة فكاهية بعنوان «شكون معايا»، من إنتاج المعهد الدولي للإبداع و سيناريو عجابي عزيز، وإخراج مهدي عبد الحق، ، حيث ذكر بأنه مثل معه في العديد من المشاهد بكل من المدينة الجديدة علي منجلي وحي بن تشيكو، أين كان رشيد يؤدي أدواره وهو مريض متحملا للآلام، كما كان يرتاح بين الفينة والأخرى ويبدو متعبا، لكن كل ذلك لم يثنه عن أداء عمله. الفنان نور الدين بشكري كان مثالا في الأخلاق والحضور قال الفنان والمسرحي نور الدين بشكري، بأن المرحوم رشيد يعد فقيد الشعب والعائلة الفنية الجزائرية، ولم يكن محبوبا بفنه وأعماله الفنية، فقط بل كان مثالا في الأخلاق والسلوك والحضور، وخير دليل الجموع الغفيرة التي قدمت لأداء واجب التعزية، مضيفا " أتذكر كثيرا الأيام الجميلة، التي قضيناها مع بعض و مناقب الفنان وروحه المرحة وفكاهته، وكان دائما ما يأتي بالسبق بالنكت الأخيرة». الممثل عنتر هلال مات رشيد وهو يطمح لتقديم الأفضل أخي وصديقي رشيد تعلمت وعملت معه منذ أزيد من 50 سنة، مسيرته الفنية حافلة وناجحة، كان محبا ومتواضعا ومساعدا للجميع، الجزائروقسنطينة خسرتا الرجل، صحيح أنه مات لكنه مازال حيا في قلوبنا وأذهاننا، أتذكره في آخر محطة في 2011 في سلسلة أعصاب وأوتار، أين سألني هل نحن قدمنا كل شيء للجمهور والشعب الجزائري، فسألته عن رأيه فقال نحن لم نقدم شيئا ومازال ينقصنا الكثير. سليم خرشي الشهير ب «روكي البزانسي» كان فكاهيا وصادقا مع الجمهور ومع أصدقائه وصف الفنان سليم خرشي المعروف في الساحة الفنية باسم روكي البزانسي، يوم وفاة رشيد بالذكرى والفاجعة الأليمة، فقد كان فكاهيا مع الجمهور ومع المجموعة أيضا، زارني مؤخرا في فرنسا وتحدثنا طويلا،.. «لقد عملنا مع بعض في سنوات الجمر والأسى وأدخلنا البهجة في نفوس العائلات الجزائرية في عز الأزمة الأمنية خلال فترة تمثيلنا لفيلم ريح تور، أين عملنا بجهد وصدق كبيرين، كانت أياما لا تنسى قضينا فيها الليالي والأيام الملاح، وسيظل رشيد راسخا في ذهني ما حييت بروحه الطيبة وأخلاقه المتميزة».