قالت مصادر متطابقة أن المساعي السعودية الأمريكية والأوروبية متواصلة من أجل إقناع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي مازال يرقد في المستشفى العسكري بالرياض، بعد إصابته في الهجوم على قصره مطلع الشهر الجاري، بعدم العودة إلى اليمن وتأمين انتقال سلمي للسلطة وفق مبادئ المبادرة الخليجية، التي تتضمن إعطاء ضمانات للرئيس ولأركان نظامه وعائلته، بعدم الملاحقة أو المحاكمة حتى لا يستمر الفراغ السياسي في اليمن، ولمواجهة مطالب ثورة شباب الداعية لتشكيل مجلس انتقالي يحكم البلاد مؤقتا..ووفقا للمصادر الخليجية المتابعة للوضع اليمني وللاتصالات الجارية، فإن ما تسعى إليه هذه الاتصالات حاليا هو الضغط على أفراد عائلة الرئيس صالح ''المتمسكين بوراثة الحكم والمتحكمين بالقدرات العسكرية الأقوى في اليمن (ابنه احمد رئيس الحرس الجمهوري، وأخواه من والدته علي صالح ومحمد صالح وأبناء الأخير عامر ويحي وطارق)، لوقف إطلاق النار، والسماح للرئيس بالنيابة اللواء عبد ربه منصور هادي بممارسة صلاحياته والدخول إلى القصر الرئاسي.ويبدو – حسب ذات المصادر - أن دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن المساعي والاتصالات الجارية، وتكون قد عرضت على الرئيس وعائلته اللجوء إلى أبوظبي. كما يبدو يبدو بحسب ذات المصادر أن ما يهم الرئيس حاليا وعائلته أن لا يرث حكمهم عائلة "الأحمر " خصوصا اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية الذي انشق على الرئيس وانضم للمعارضة. وتمت الإشارة في سياق متصل إلى أن ثمة ورقة ضغط قوية يتم إشهارها حاليا في وجه الرئيس اليمني لإقناعه بالتنحي عن الحكم مقابل ضمان أن يحتفظ بثروته (والتي تقدر على الأقل ب27 مليار دولار) وأرصدة يحتفظ بها في العديد من البنوك العالمية . وفيما واصلت السلطات اليمنية اعتقال عدد من الأشخاص الذين يشتبه في مشاركتهم في محاولة اغتيال الرئيس صالح، بعد أن كانت قد اعتقلت خمسة أشخاص في وقت سابق، أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في ختام اجتماع لوزراء خارجية دول المجلس في جدة مساء أول أمس أن المجلس مستعد لاستئناف وساطته في الأزمة اليمنية إذا ما طلب منه الفرقاء اليمنيون ذلك.وقال الزياني خلال مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع أن الدول الأعضاء في مجلس التعاون، باستثناء قطر التي سبق لها وان انسحبت من الوساطة، "مستعدة دائما لمواصلة هذه المبادرة إذا طلب منها ذلك كل الأطراف" في اليمن. من جهة أخرى، أكدت مصادر محلية وأمنية أن مسلحين مجهولين دخلوا فجر أمس مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج جنوبي اليمن، وقاموا باقتحام مبنى البنك المركزي ومعسكر الأمن المركزي ومباني حكومية أخرى واشتبكوا مع حراس تلك المنشآت، وقتلوا جندياً وأصابوا ثلاثة آخرين.وأضافت المصادر أن المسلحين البالغ عددهم حوالي 35 شخصا، دخلوا المدينة دون مقاومة من القوات الحكومية المنتشرة في مداخل المدينة، وهو ما فسره السكان المحليون على أنه "تواطؤ من المسؤولين المحليين، وجزء من مخطط للنظام بهدف إقحام القاعدة في الأمر لصرف نظر الولاياتالمتحدة والغرب عن مطالب المحتجين برحيل النظام ولتخويفهم من تنظيم القاعدة".ويأتي هذا الهجوم بعد إعراب مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية عن قلقهم من أن تؤدي الاضطرابات الجارية في اليمن إلى "تعزيز الصلة بين المسلحين المرتبطين بالقاعدة في العالم العربية وجماعة "الشباب" الإسلامية الصومالية".وقال دانيال بنجامين منسق شؤون مكافحة الإرهاب "إن المتمردين ينشطون علنا شيئا فشيئا، وتمكنوا من السيطرة على مناطق في البلاد.وعلى صعيد آخر، أكد بيان لاتحاد الغرف التجارية اليمني أن البلاد تمر بشلل اقتصادي لم تعهده من قبل جراء توقف النشاط الصناعي والزراعي والنفطي الناجم عن تدهور الخدمات وحصار المدن وتحويلها إلى ساحة حرب وانعدام الوقود. وحذر رجل الأعمال اليمني توفيق الخامري من انهيار اقتصادي شامل في مقدمته انهيار قيمة العملة الوطنية.وكان وزراء في الحكومة اليمنية قد أعلنوا أن خسائر اليمن منذ بدء الاحتجاجات تجاوزت ستة مليارات دولار. كما حذر تقرير حكومي من انتهاء احتياطي البلاد من العملة الصعبة خلال أقل من عام بسبب مشتريات المحروقات بعد توقف إنتاج النفط في البلاد بشكل تام عقب تفجير أنبوب النفط الرئيسي في مأرب وإضراب عمال شركات النفط العاملة في حقول نفط الجنوب.