في الوقت الذي أحرزت فيه عديد البلدان تقدما كبيرا في مجال التداول على العارضة الفنية للمنتخب الأول وتغيير إستراتيجيتها في عملية اختيار التقنيين الذين توكل إليهم مهمة الإشراف على المنتخب بتبني إستراتيجية الاعتماد على اللاعبين السابقين، لا زالت الأسماء التي صنعت ماضي الكرة الجزائرية المجيد تعاني في الخفاء، فلا أحد تقريبا في الفاف إلتفت إليها، ولو يحدث ذلك فلن يعمر طويلا في المنتخب على غرار ما حدث لماجر، جداوي، فرڤاني وغيرهم، كأنهم لم يسبق وأن تقمصوا الألوان الوطنية، وكأن سعدان كما قال أحدهم هو المدرب الوحيد المؤهل "فطرة" لتدريب المنتخب الوطني. بلومي، قريشي، منصوري، وغيرهم ومن خلال هذه الفرصة التي منحتهم إياها "الشروق " يوجهون نداء آخر للمسئولين على الفاف والرياضة الجزائرية معلنين فيه استعدادهم للعمل في المنتخب الوطني، ومؤكدين أنهم قادرون على تولي أي مهمة من أجل المساهمة في بناء تشكيلة قوية تعيد للكرة الجزائرية هيبتها المفقودة وللاعب السابق قيمته الحقيقية التي أراد البعض أن يتناساها أو يدخلها متحف التاريخ حتى تنطفئ شمعتها في صمت لتبقى مجرد أسماء لا أحد انتفع بها ولا أحد استفاد من معارفها وكفاءاتها التي لا تقدر بثمن. * جداوي "لا يكفي أن تكون لاعبا كبيرا حتى تشرف على المنتخب الوطني" * اعتبر عبد الغني جداوي المدرب السابق للمنتخب الوطني في 2001 أن جيل 1982 و1986 قدموا كثيرا لكرة القدم الجزائرية كلاعبين لكن مهمة تدريب المنتخب الوطني تحتاج إلى خبرة وتجربة في المجال، ولكي تدرب منتخبا وطنيا يجب قبل ذلك الإشراف على نواد أو التدرج في الأصناف المختلفة للمنتخبات الوطنية قبل الوصول إلى الفريق الأول الذي يمثل الجزائر، * وقال جداوي "لا يكفي أن تكون لاعبا كبيرا حتى تنجح في مسيرتك كمدرب خاصة في المستوى العالي أو المنتخبات الوطنية، ووجهة نظري بأن لاعبي جيل 1982 وحتى 1986 برزوا كلاعبين وحققوا إنجازات لكرة القدم الجزائرية، لكن لا يكفي ذلك حتى نسلمهم المنتخب الوطني الأول. وليحدث ذلك يجب لهم تفجير إمكانياتهم في تدريب الفرق أو حتى التدرج في تدريب الفئات المختلفة للمنتخبات الوطنية ليثبتوا عن جدارتهم لإدارة المنتخب، فعلى سبيل المثال المسلك الذي اعتمده الاتحاد الفرنسي بتعيين اللاعب السابق لوران بلان على رأس المنتخب وجاء اختيارهم له على أساس نجاحاته مع فريق بوردو ." * * جمال مناد الأقرب لتدعيم العارضة الفنية للخضر * وأضاف نفس المتحدث بأن جمال مناد يتجه في الطريق الصحيح مقارنة باللاعبين الآخرين، ويحقق نجاحات مهنية من خلال تدريبه للعديد من الفرق في البطولة الجزائرية. وقال جداوي "جمال مناد يخطو خطى كبيرة نحو تدعيم العارضة الفنية للمنتخب الوطني، وهو يثبت ذلك من خلال نجاحه في تدريب العديد من فرق القسم الوطني الأول على غرار تجربته الحالية مع شبيبة بجاية، وأصبح يكتسب سمعة جيدة في عائلة التدريب، ويمكنه أن يكون مساعدا أول لسعدان لما لا، فربما تكون الاتحادية اتصلت به في هذا الخصوص". * * نورالدين قريشي : "لا أمانع في العمل كمساعد لسعدان" * عبر نورالدين قريشي المدافع المحوري السابق للخضر في مونديال 1982عن استعداده للعمل مع الناخب الوطني رابح سعدان كمساعد، في حالة الاحتفاظ بالشيخ على رأس العارضة الفنية. ولا يمانع أن يكون يده اليمنى ولا حتى اليسرى، المهم بالنسبة له هو استثمار خبرته و كفاءته في تطوير المنتخب الوطني الجزائري الذي تنتظره مواعد كروية جد مهمة "أنا لست ضد بقاء سعدان أو ذهابه، المهم لي هو المنتخب الوطني، الذي هو بحاجة ماسة إلى التجديد في هذه المرحلة الحساسة بعد المونديال، يجب إحداث ديناميكية على مستوى العارضة الفنية من خلال تدعيمها بمساعدين. وأنا شخصيا جاهز للعمل إلى جانب سعدان ووضع يدي بيده لتطوير الفريق الوطني بغض النظر عن الماضي، باعتبار أن سعدان رفض التحاقي بالمنتخب قبل كاس أمم إفريقيا ." * وأضاف نور الدين قريشي أن العمل في المستوى العالي يستلزم بالنسبة للمدرب وحتى المساعدين تكوين جيد كذلك خبرة في ميادين كرة القدم، مثلا هنالك العديد من الأسماء للاعبين من جيل الثمانينات التي تلقت تكوينا في المدارس الكروية المعروفة في أوروبا كمركز كلار فونتان الفرنسي بإمكانها العمل في المنتخب الوطني "هنالك العديد من اللاعبين السابقين من جيل ال82 بإمكانهم تدعيم العارضة الفنية خاصة منهم الذين تلقوا تكوينا في أعلى مستوى، ومن خريجي مدرسة كلار فونتان الفرنسية المعروفة بتكوينها لمدربين كبار حققوا انجازات عظيمة في كرة القدم، وأنا احد خرجي هذه المدرسة، بالإضافة إلى ثلاثة لاعبين من جيلي، وبهذا التكوين والخبرة التي اكتسبناها في ميادين كرة القدم كلاعبين سابقين، بإمكاننا تقديم الجديد للفريق الوطني خاصة في الوقت الحالي الذي يحتاج له إلى لمسة شبابية". * * قال إن جيله لم يأخذ فرصته : لخضر بلومي: "حان الوقت لتسليم المشعل لجيل 82 " * قال اللاعب الدولي السابق للمنتخب الوطني لخضر بلومي أنه حان الوقت لتسليم المشعل لجيل 1982 : »لقد حان الوقت لتسليم مشعل كرة القدم لجيلنا المتمثل في لاعبي منتخب 82 « صرح بلومي. واعتبر صاحب الكرة الذهبية الإفريقية لسنة 1980، أنه من حق الجيل الذي يمثله أن يتداول على المسؤوليات، سواء إدارية أو فنية، مؤكدا أنه يعتبر الوريث الشرعي لجيل منتخب جبهة التحرير الوطني. * من جهة أخرى، أوضح لخضر بلومي أن لاعبي جيله يعانون من التهميش، حيث أكد أنهم لم تمنح لهم الفرصة لإثبات كفاءاتهم على جميع المستويات، لتدريب المنتخبات الوطنية، وحتى على مستوى الفرق الوطنية، وفي ذات السياق، إنتقد اللاعب الأنيق الإعتماد على المدربين والتقنيين المتخرجين من المعاهد الرياضية بدل اللاعبين السابقين، معتبرا أن هؤلاء بإمكانهم طبعا مساعدة اللاعبين السابقين. * واعتبر لخضر بلومي أن الكثير من زملائه من لاعبي منتخب 82 يملكون تجربة كبيرة من خلال ما عاشوه فوق الميادين كلاعبين وإحتكاكهم بأكبر المدربين، موضحا أن جيله يملك الكفاءة الضرورية لتقديمها للأجيال القادمة من الشبان، وكذا الرغبة في المساهمة في بناء مستقبل كرة القدم الجزائرية. * * صالح عصاد: "جيل 82 همشوه ولم يأخذ فرصته" * أكد اللاعب الدولي السابق صالح عصاد أن جيله من لاعبي منتخبا 1982 و1986 تعرضوا للتهميش، ولم يتحصلوا على أي فرصة لإثبات أنفسهم فوق الميدان. حيث اعتبر اللاعب السابق لنادي باريس سان جيرمان * ومولوز الفرنسيان أنه كان الأجدر الإعتناء بهذا الجيل الذهبي من اللاعبين من خلال تحويلهم إلى التكوين والقيام بتربصات مباشرة بعد توقفهم عن اللعب، لكنهم لم يتحصلوا على هذه الفرصة، وأحيلوا بدل ذلك على التقاعد الإجباري ودفنوا في مقبرة النسيان. * وفي ذات السياق، أشار صاحب »الغراف« أن الجزائر لم تستثمر في جيل 82 ، بالرغم من أن أي بلد في العالم كان يحلم أن يكسب منتخبا مثل منتخبنا آنذاك، موضحا أن هذا الفريق الذي لعب مرتين نهائيات كأس العالم، وشارك في كأس أمم إفريقيا في أربع مناسبات، وكان يزخر بالمواهب ولاعبين لعبوا لأحسن الفرق الأوروبية. * في الأخير، قال عصاد أنه عوض منح لاعبي هذا الجيل فرص حقيقية للعمل والبروز، بعكس ذلك فإنه حصر إهتاماماته فقط ببعض التفاهات. * فوزي منصوري ل"الشروق": لا أحد التفت إلينا وكأننا لم نتقمص يوما الألوان الوطنية * صرح المدافع الأيسر السابق للخضر فوزي منصوري أنه وبقية زملائه لتشكيلة الثمانينات ينتابهم إحساس وكأنه لا يوجد غير سعدان كمدرب في الجزائر بإمكانه قيادة سفينة المنتخب الوطني، طالما أن المسؤولين على الكرة والفاف عندنا في الجزائر يجددون فيه دائما الثقة. * وأضاف محدث الشروق أن اللاعبين أنفسهم طرحوا هذا الإشكال في عديد المناسبات بينهم ولا أحد منهم على حد قوله يملك الإجابة إلى درجة أن هؤلاء أصيبوا بحالة إحباط شديد وهم الذين يشاهدون السمعة التي يحظى بها اللاعبون السابقون في أوروبا خصوصا في فرنسا وهولندا، داعيا الفاف والوزارة على حد سواء إلى تنظيم لقاء موسع لجميع اللاعبين السابقين لاسيما الذين تقمصوا الألوان الوطنية بين 82 و86 ليعلموهم بصفة رسمية أنهم ليسوا أهلا للإشراف على المنتخب الوطني وليسقطوا من حساباتهم بصفة نهائية أمل الالتحاق يوما بالعارضة الفنية. * وحسب اللاعب الدولي السابق فإن اللاعبين السابقين سبق وأن طلبوا في عديد المناسبات العمل في المنتخب وأعلنوا مرارا استعدادهم لمد يد المساعدة، غير أن الأبواب ظلت موصدة في وجههم. * "لقد سبق لماجر أن أشرف على الخضر، لكن لم يمنحوه الوقت الكافي لإبراز مؤهلاته الكبيرة، نفس الشيء بالنسبة لجداوي الذي رغم أنه قام بعمل كبير إلا أنهم سارعوا لإبعاده". * وقال أن الكفاءات موجودة في الكرة الجزائرية أمثال مناد ، قريشي، قندوز وغيرهم من الذين عملوا في الميدان ولازالوا يعملون، خاصة جمال مناد الذي لازال يعمل في الميدان، مشيرا أن المسؤولين على الكرة لم يمنحوا اللاعبين القدامى الذين تنقلوا إلى جنوب إفريقيا ولو فرصة بسيطة للالتقاء باللاعبين والتحدث معهم قليلا وكأنهم لا يساوون شيئا. * * قادرون على تقديم التجربة والثقة وأشياء كثيرة * وبخصوص الجديد الذي بمقدور جيل القدامى منحه للاعبين في حال منحهم فرصة العمل لفائدة المنتخب، أجابنا فوزي منصوري بأن ثمة أشياء كثيرة قد نفيد بها الفريق، نذكر منها كما قال التجربة والثقة بالنفس لا سيما فيما يتعلق باللاعبين المحترفين الذين عادة ما يتخوفون من المنتخب ويحسون بنوع من التهميش وضروري جدا كما قال أن يكون ضمن طاقم الخضر الجديد أحد الوجوه المحترفة التي سبق وان عاشت مع المنتخب الوطني وتعرف مثل هذه الأمور والتخوفات حتى تضع اللاعب في حالة ارتياح تام. * وختم محدثنا كلامه قائلا أنه في حال عدم الاستعانة باللاعبين القدامى كمدربين رئيسيين، أظن أنهم قادرون على العمل كمساعدين وهم أحسن على حد قوله من المساعدين الموجودين حاليا.