يرى التقنيون الذين تحدثت إليهم النصر أمس بأن الخسارة في لوزاكا بثلاثية كاملة أمام منتخب زامبي شاب، يصعب هضمها وتعتبر ضربة قاضية للمنتخب الذي رهن نسبة جد عالية من حظوظه في ضمان ثالث مشاركة على التوالي في المونديال.وحمل محدثونا الفيدرالية الجزائرية والناخب الوطني مسؤولية «المهزلة» بالنظر للظروف التي أحاطت بالمواجهة وطريقة التحضير لها، كما لم يستثنوا اللاعبين الذين ظهروا في فورمة متواضعة لا تعكس الإمكانات التي يتمتعون بها، ولا سمعة الكرة الجزائرية على الصعيد القاري، وطالب المتدخلون بضرورة الوقوف عند «الخروج المبكر» للخضر من سباق التصفيات، من خلال تشريح الوضع واستخلاص الدروس والعبر، على أمل إعادة بناء منتخب قوي يعيد لكرتنا هيبتها وقوتها، واجمعوا على أن خيار تغيير المدرب في الظرف الراهن ليس الحل الأمثل للوضعية الصعبة التي يمر بها الخضر. نورالدين - ت الدولي السابق لخضر بلومي المنتخب الوطني فقد هويته وقوته منذ رحيل حليلوزيتش أعرب النجم السابق للكرة الجزائرية لخضر بلومي عن تأسفه لتجرع الخضر مرارة الخسارة في موقعة لوزاكا، التي رهنت الحظوظ وأخرجت منتخبنا من سباق التأهل إلى مونديال روسيا، مؤكدا بأن كتيبة الخضر فقدت هيبتها وقوتها منذ رحيل الناخب السابق وحيد حليلوزيتش بعد «ملحمة» البرازيل. بلومي الذي تحدث إلينا أمس بغصة في الحلق، قال بأن المجموعة «تفككت» والمنتخب فقد هويته وأسلوب لعبه، ما جعل التعثرات تتوالى منذ لقاء الكاميرون فنيجيريا وأخيرا زامبيا، واستطرد صانع ألعاب الخضر السابق:» لقد صار اللاعبون يلعبون «على هواهم» كما أن الناخب الوطني صار يعتمد على لاعبين جدد يتم إقحامهم في التشكيلة الأساسية دون سابق معرفة بإمكاناتهم وقدراتهم، ما يجعلني أجزم بأن المنتخب الوطني يعاني أزمة داخلية، أثرت سلبا على مردوده الفردي والجماعي وأفقد التشكيلة الوطنية منهجية اللعب، والأخطر أنني أرى بأننا عدنا إلى سياسة البريكولاج». وبخصوص فقدان المنتخب لهويته، أردف صاحب الكرة الذهبية الإفريقية مطلع الثمانينيات:» المنتخب صار يشبه نوادينا المحلية في طريقة التسيير والعمل، فاللاعب الجديد على الناخب أن يتابعه عن كثب في فريقه ويختبره جيدا مع المجموعة في مباريات ودية قبل أن يمنحه الفرصة لحمل القميص الوطني في اللقاءات الرسمية، أما ما يحدث حاليا فبعيد جدا عن أسلوب عمل منتخب بحجم الجزائر». ولدى استفسارنا عن مغامرة لوكاس ألكاراز بإقحام الوافد الجديد إلياس حساني في محور دفاع الخضر في أول ظهور له وفي مباراة لا تقبل الخطأ، قال محدثنا:» لا يمكن بأي حال اتهام اللاعب الذي أدى واجبه فوق الميدان، لكن كان على الناخب أن يحترم عمله، وعلى المسؤولين احترامه وعدم التدخل في مهامه بعدم فرض بعض اللاعبين عليه، وكما قلت سابقا اللاعب الدولي يتابع في ناديه ويمنح الفرصة في اللقاءات الودية لتقييم مردوده رفقة المجموعة، وفي هذه الحالة أرى أن الناخب الوطني غامر بالاعتماد على حساني في مباراة زامبيا، والغريب أنها ليست المرة الأولى التي يعمد فيها ألكاراز إلى مثل هذه الخرجة، فقد فعلها في لقاء الطوغو، عندما أقحم الوجه الجديد يوسف عطال»، و أردف بلومي عند تطرقه إلى خيارات ربان الخضر:» باستثناء غياب محرز لأسباب خاصة، أرى أن الناخب اعتمد على خيرة اللاعبين، لكن طريقة اللعب في المنتخب تطرح أكثر من علامة استفهام» وأضاف:» التحضير البسيكولوجي لموقعة لوزاكا لم يكن في المستوى، فالمعنويات متدنية و ليس هكذا نحضر مباراة حاسمة ففي ظل الرطوبة والحرارة التي تميز أدغال إفريقيا كان لزاما علينا عدم التنقل عشية المباراة ودون خوض أي لقاء ودي هناك وضد منافس إفريقي، وعليه فالمشاكل عديدة ومتشعبة ولا يتحمل المسؤولية الناخب الوطني لوحده، وأعود و أؤكد أن المنتخب فقد هويته منذ رحيل حليلوزيتش». وخلص بلومي إلى ضرورة استخلاص الدروس والابتعاد عن سياسة البريكولاج، وعلى المسؤولين استغلال فترة أربع سنوات التي تفصلنا عن مونديال 2022 لتكوين فريق وطني قوي وعماده اللاعبين المحليين، في صورة الشاب عطال الذي أعطى المثال على مدار الشوط الثاني، من خلال مهاراته وحرارته في اللعب. وعن رأيه بخصوص مستقبل المنتخب، بالمفاضلة بين الرهان على عامل الاستقرار أو محو كل شيء والعودة إلى نقطة الصفر، قال:» شخصيا أنا لا أملك سلطة القرار، ولا يمكنني اقتراح الحلول المناسبة، كما أن تغيير المدرب ليس حلا لأننا تحت إشراف رابع مدرب في ظرف وجيز (غوركوف و راييفاتس و ليكنس و ألكاراز)، و برأيي الحل يكمن في إقامة جلسات للحوار وتشريح الوضع للخروج بنتائج ملموسة». حاوره: نورالدين - ت المدرب المغترب جيلالي بهلول للنصر المنتخب ضحية المؤامرات و حرب المصالح الشخصية قال المدرب المغترب جيلالي بهلول، بأن المنتخب الوطني ضحية المؤامرات وحرب المصالح الشخصية، مضيفا خلال الحوار الذي خص به النصر، بأنه ضد فكرة التخلي عن ألكاراز في الوقت الحالي، كما تحدث بهلول عن رأيه في أداء المنتخب الوطني أمام زامبيا، وأمور أخرى تكتشفونها في هذا الحوار. أنا ضد فكرة التخلي عن ألكاراز في الوقت الحالي *ما رأيك في السقوط المدوي للخضر في زامبيا ؟ شخصيا لن أوجه أصابع الاتهام للاعبين والناخب الوطني لوكاس ألكاراز، بعد الهزيمة المذلة التي تلقيناها في زامبيا، على اعتبار أن الانتقاد أسهل شيء في عالم كرة القدم، ولكني سأعود إلى المشكل الحقيقي، الذي يعاني منه الخضر مؤخرا، والمتمثل في غياب إستراتيجية عمل واضحة على مستوى الفيدرالية، فالجميع يعلم بأن المنتخب الوطني يدفع ضريبة المؤامرات التي تحدث، كما أنه ضحية حرب المصالح. *هل يعقل بأن مشكل المنتخب الوطني أكبر مما يتصوره البعض ؟ أجل مشكلة المنتخب الوطني أعمق بكثير، على اعتبار أن هناك أشخاص يضعون مصلحتهم الشخصية، قبل المصلحة العامة للكرة الجزائرية، التي لن ترى النور مجددا، لو تستمر الأوضاع على ما هي عليه،...أنا أتمنى محاسبة من تلاعبوا بمشاعر الملايين من الجزائريين، خاصة وأن كرة القدم تحظى بمكانة خاصة لدينا. لن أوجه أصابع الاتهام للاعبين و ألكاراز *ما رأيك في خيارات لوكاس ألكاراز في لقاء زامبيا ؟ رغم أنني لن ألومه على المهزلة التي حصلت في لقاء زامبيا، كون المسؤولية جماعية، ولكن يجب أن نقر بأن خياراته كانت محل تساؤلات كبيرة جدا، خاصة بعد أن أشرك لاعب مثل إلياس حساني كأساسي، أنا اعتبر تلك الخطوة بمثابة انتحار، خاصة وأن هذا اللاعب الشاب يفتقد للخبرة، ولعب أولى مبارياته بقميص المنتخب الوطني. *لماذا تدهور أداء المنتخب الوطني مؤخرا؟ هناك عدة أسباب، ولكن التفريط في الناخب السابق كريستيان غوركوف كان له الأثر السلبي، حيث عدنا إلى نقطة الصفر، أنا لن انتقد براهيمي على أنانيته، ولن أوجه أصابع الاتهام للخط الخلفي، أو المدرب ألكاراز، على اعتبار أن الأمور أعمق بكثير. لا أزال أتحسر على التفريط في كريستيان غوركوف *هل أنت مع خيار الإبقاء على ألكاراز أو إقالته ؟ أنا مع الإبقاء على ألكاراز، ومنحه الوقت الكافي، خاصة وأن تجربة وحيد حليلوزيتش لا تزال في الأذهان، حيث تسبب في إقصائنا من الدور الأول في نهائيات «الكان»، ولكن بعد سنتين قادنا لإنجاز باهر بالتأهل إلى المونديال والمرور إلى الدور الثاني، أنا مع الاستقرار، كونه السبيل الوحيد للنهوض بالمنتخب الوطني من جديد. *هل من كلمة أخيرة ؟ لو نتخلى عن ألكاراز سنجلب من؟؟، لا أعتقد بأن المشكلة تكمن في هوية الناخب الوطني، بل هي أعمق بكثير، و إن أردنا أن تتحسن الأوضاع يجب أن نجلس على طاولة النقاش من أجل تحديد المشاكل، والبحث عن حلول لها في أقرب الآجال. حاوره: مروان. ب الدولي السابق ياسين بزاز لم يكن من حق اللاعبين الخسارة بنتيجة مذلة أمام منتخب بحجم زامبيا يرى الدولي السابق ياسين بزاز، بأن الناخب الوطني لوكاس ألكاراز يتحمل المسؤولية الأكبر في الإخفاق أمام المنتخب الزامبي، بالنظر إلى خياراته الفنية الخاطئة، مضيفا بأنه لم يكن من حق اللاعبين الخسارة بتلك النتيجة المذلة أمام منتخب زامبي يفتقد للخبرة، كما تحدث بزاز عن رأيه في مباراة حملاوي، وأمور أخرى. *ما رأيك في النتيجة المذلة التي سقط فيها المنتخب الوطني أمام زامبيا ؟ لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن نخسر بثلاثية كاملة أمام زامبيا، خاصة وأننا عقدنا آمالا عريضة على رفاق براهيمي، من أجل العودة بالفوز، الذي كان سيبقي على حظوظهم قائمة في التأهل إلى مونديال روسيا، ولكن حقيقة الميدان كانت مغايرة، حيث ظهرنا بوجه شاحب، ما جعلنا نتلقى ثلاثية كاملة، عجلت بخروجنا من سباق التصفيات، لقد تفاجأت للمردود المخيب للتشكيلة الوطنية، كونها لم تكن في يومها، وتركت المبادرة للفريق المنافس، الذي عبث بدفاعنا، وقام بتلقيننا درسا في كرة القدم. مباراة حملاوي شكلية وأتمنى منح الفرصة لعناصر جديدة في المستقبل *بصراحة هل كنت تتوقع الخسارة بثلاثية في مباراة مصيرية بالنسبة للخضر ؟ الكل كان يعلم بأن مباراة زامبيا مصيرية بالنسبة لنا، وعلى ضوء نتيجتها سيتحدد مستقبلنا في تصفيات المونديال، ورغم ذلك لم تقدم العناصر الوطنية المستوى المطلوب، حيث كانت غائبة على كافة الأصعدة، ما جعلها تتلقى صفعة قوية من المنتخب الزامبي الشاب، الذي لم يكن يتصور لاعبوه للحظة واحدة بأنهم قادرون على تجاوزنا بثلاثية كاملة، يجب أن نقر بأن مستوانا في تقهقر مستمر، ولو نواصل على هذا المنوال ستكون الكارثة. *ما رأيك في الخيارات الفنية للناخب الوطني لوكاس ألكاراز ؟ لوكاس ألكاراز يتحمل المسؤولية الأكبر في هذا الإخفاق، حيث كانت خياراته الفنية محل تساؤلات كبيرة، فكيف له أن يغامر بلاعب شاب مثل حساني في مباراة مصيرية بهذا الحجم؟!، لقد كان من الأجدر عليه التفكير مليا قبل إشراك حساني في هذا المنصب الحساس، أنا لا أحمل اللاعب مسؤولية النتيجة العريضة، على اعتبار أن الجميع قد شارك في هذه المهزلة. *ألا تعتقد بأن المنتخب الوطني فقد الثقة منذ فترة ؟ لم يكن من حق اللاعبين الخسارة بتلك النتيجة المذلة أمام منتخب زامبي يفتقد للخبرة، على اعتبار أن غالبية لاعبيه شباب، ولا يمتلكون الرصيد الكافي من المباريات الدولية، مقارنة بعناصر منتخبنا الوطني، التي كنت أنتظر أن تصنع الفارق بعامل التجربة الذي تمتلكه،.. لقد خيبوا ظننا، رغم أن الحظوظ لم تكن كبيرة في التأهل. * كيف ترى لقاء الإياب في حملاوي، وهل تتوقع ردة فعل منتخبنا الوطني ؟ مباراة قسنطينة هذا الثلاثاء ستكون شكلية، بعد أن رهنا حظوظنا في التنافس على تأشيرة التأهل إلى المونديال المقبل، أنا أتمنى أن يمنح الناخب الوطني الفرصة لبعض العناصر الجديدة، خاصة وأنه سيكون مطالبا بالبحث عن حلول أخرى، تحسبا للاستحقاقات المقبلة التي تنتظرنا، يجب النهوض بالكرة الجزائرية في أسرع وقت ممكن. ألكاراز يتحمل المسؤولية وإشراك حساني أساسيا كان مغامرة *من وجهة نظرك أين تكمن الحلول للنهوض بالكرة الجزائرية من جديد ؟ يجب أن نفكر في المستقبل من الآن، ولن يكون لنا ذلك سوى من خلال الاهتمام بالتكوين، كونه السبيل الوحيد من أجل تدعيم المنتخب الوطني بأسماء في المستوى، أنا ضد الاستنجاد بلاعبي البطولة الوطنية في الوقت الحالي، على اعتبار أن المستوى ضعيف، ولكن مع مرور الوقت، وتسخير الإمكانات للأندية سنكون قادرين على تشكيل منتخب جيد قادر على المنافسة قاريا.