اشتكى عشرات المواطنين في عدد من الولايات من إصابة لحوم أضاحيهم بتعفن مجهول المصدر، ومن تغير لون بعضها إلى اللونين الأخضر والأزرق مع انبعاث روائح كريهة منها، سيما في ثاني أيام العيد، تماما مثلما حدث السنة الماضية، ما اضطر هؤلاء المواطنين – كما ذكروا- للتخلص منها، فيما أخذ كثيرون قطعا متعفنة إلى المصالح البيطرية وإلى مكاتب جمعيات حماية المستهلك للتبليغ والبحث عن الأسباب الكامنة وراء ما حدث سيما بعد أن تأكد السنة الماضية وأن السبب يتعلق بتطعيم الأغنام بهرمونات وعقاقير التسمين. وأكدت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك بأنها قد تلقت عدة شكاوى منذ مساء أول أمس السبت عبر مكاتبها في 20 ولاية من خلال الصور التي نشرها المتضررون عبر صفحات التواصل الاجتماعي وعبر صفحة المنظمة والتي تبرز قطعا من اللحوم المتعفنة، كما أكد مواطنون لمندوبي النصر في عديد الولايات تعرض أجزاء من لحوم أضاحيهم للتعفن ولتغير اللون وحتى تلك التي تم وضعها مباشرة في المجمد بعد القطع، فيما أكد البعض الآخر أن ‘' كل الجزرة ‘' قد تعفنت'' ولم يسلم من لحمها أي جزء. وقال رئيس منظمة حماية المستهلك الدكتور مصطفى زبدي للنصر أن المنظمة تلقت 200 شكوى موثقة بالصور أثبت أصحابها تغيّر لون لحوم أضاحيهم وانبعاث روائح كريهة منها، رغم أن بعضهم قام بحفظها في المجمد ولكن دون أن يعرفوا السبب الحقيقي لهذه الظاهرة التي تتكرر للعام الثاني على التوالي.وفيما وقف صحفيو النصر على عدد من الحالات، التي اشتكى أصحابها فقد أكد الدكتور زبدي أن ممثلي منظمته قد تأكدوا بأنفسهم من وجود لحوم متعفنة على النحو الذي حدث السنة الماضية، سيما في الجزائر العاصمة والبليدة ووهران وتبسة وسوق اهراس وقسنطينة وسكيكدة، فيما لم يتسن – حسب مصدرنا- التأكد من الحالات المسجلة في ولايات أخرى وصلت منها شكاوى موثقة بالصور وبتاريخ يوم التعفن، بسبب بعد المسافة. من جهتهم أكد عدد من المواطنين لمندوبي النصر الذين تعرضت لحوم أضاحيهم للتعفن جهلهم مصدر التعفن باعتبار أنهم قاموا بشراء الكباش من أماكن مختلفة وغير رسمية ولا يعلمون حقيقة ولاياتها الأصلية سوى من ألواح ترقيم السيارات، معترفين بأنهم ضربوا النصائح التي قدمتها لهم الجهات المختصة، الداعية إلى ضرورة التعرف على مسار الكباش ومكان إقامة أصحابها. وكانت التحقيقات التي قامت بها عناصر الدرك الوطني لمعرفة أسباب فساد لحوم الأغنام المضحى بها خلال عيد الأضحى للسنة الماضية، قد تحدثت عن تسبب هرمونات النمو لتسمين أضاحي العيد في تعفنها، وفي هذا الصدد كان وزير الفلاحة الأسبق عبد السلام شلغوم قد أكد أن نتائج التحقيق حول تعفن لحوم أضاحي العيد قد توصلت إلى أن جرعات زائدة من المكملات الغذائية التي قدمت لعدد من رؤوس المواشي كانت سببا في هذه الظاهرة، وقال شلغوم في ندوة صحفية كان قد نشطها خلال زيارة ميدانية إلى ولاية قسنطينة « أن كل النتائج والتحاليل التي تم الحصول عليها إلى اليوم في إطار التحقيق الذي أجرته وزارة الفلاحة حول تعفن لحوم الأضاحي وبالأساس تلك التي قامت بها مختبرات الدرك الوطني والمخبر المركزي البيطري كشفت بالإجماع أن جرعات زائدة من المكملات الغذائية أضيفت إلى الأعلاف».وبعدما أكد أن هذه الظاهرة لم تكن لها آثار على صحة الإنسان أشار الوزير آنذاك إلى أن المضاربين «لا يترددون في استخدام تقنيات تسمين مشتبه بها.