دعوة لتسجيل أدوية جديدة و بدء تطبيق العلاج المناعي في الجزائر دعا أمس دكاترة و باحثون شاركوا في فعاليات الأيام الدولية الثالثة عشرة للأورام السرطانية بقسنطينة، مسؤولي قطاع الصحة في الجزائر إلى التعجيل بتسجيل بعض الأدوية الجديدة لعلاج السرطان، و الشروع في تطبيق العلاج المناعي الحديث في بلادنا، بهدف التقليل من نسب الإصابة بالمرض و إطالة فترة حياة المرضى، خصوصا وأن هذا النمط العلاجي الجديد يعد من أحدث التقنيات التي أثبتت نجاعتها عبر العالم في السنوات الأخيرة. الأيام الدولية للأورام السرطانية، التي تختتم فعالياتها اليوم بفندق « ماريوت» بقسنطينة، من تنظيم الجمعية الجزائرية لعلم الأورام، وقد جاءت في طبعتها الثالثة عشرة لمناقشة مستجدات العلاج في العالم، حسبما أوضحته البروفيسور آسيا بن سالم عضو الجمعية، مشيرة إلى أن أنواعا جديدة من الأدوية المفيدة التي تم تطويرها في أكبر مخابر العالم، أثبتت فائدتها الكبيرة في علاج السرطان و تخفيف أعراضه، لكنها غير معتمدة لحد الآن في الجزائر، و ما يحوز منها على رخصة الاستغلال المؤقتة قليل جدا، بالمقابل لا تزال أدوية كثيرة قيد التسجيل، حيث دعت البروفيسور بن سالم بهذه المناسبة، مسؤولي قطاع الصحة إلى التعجيل بتسجيلها لتحقيق تكفل أفضل بالمرضى، الذين يقدر عددهم سنويا بحوالي 45 ألف حالة جديدة، من بينهم 350حالة سجلت هذه السنة فقط بمستشفى ديدوش مراد بقسنطينة. و قالت المختصة، بأن التركيز اليوم منصب على تقنية العلاج المناعي، التي تعتبر من أحدث ما توصلت إليه الابتكارات العلمية في مجال مكافحة السرطان، مشددة على أن الإسراع في اعتمادها في مستشفياتنا ، يعد حاجة ملحة من شأنها أن تقلص نسب الإصابة و تعطي نتائج أفضل، في ما يخص التعافي من المرض و تحسين نوعية حياة المرضى، الذين يكلف علاجهم ملايير الدولارات سنويا، خصوصا ما يتعلق بالسرطانات النادرة كسرطان الجلد، الذي لا يزال علاجه بعيدا عن المستوى المطلوب في بلادنا، بالرغم من الإمكانيات الكبيرة التي توفرها الدولة سنويا للتكفل بالمرضى في إطار مخطط علاج السرطان، و هو برنامج ساهم ، كما أكدت، في التخفيف من تبعات الارتفاع المحسوس في أسعار الأدوية الذي شهده العالم ككل مؤخرا، كما حال دون تسجيل فترات انقطاع أو ندرة. بدوره قدم البروفيسور حمودة بوسان من تونس، مداخلة معمقة حول هذه التقنية الحديثة في العلاج و التي أقرتها الوكالة الأمريكية للدواء، مفيدا بأنها تقنية جد مفيدة ، لكنها أيضا جد مكلفة، فجلسة العلاج الواحدة تكلف حوالي 8 آلاف أورو، ويتميز العلاج المناعي، كما قال، بآثار جانبية أقل بكثير من آثار العلاج الكيميائي و العلاج بالأشعة ، و يستخدم في علاج سرطان الجلد والمثانة والرئة و الثدي، فهو يقوي مناعة المريض ويرفع نسبة الشفاء ويخفّض الآثار الجانبية إلى أكثر من 20 بالمئة، ما يضاعف، على حد تعبيره، الحاجة إلى بدء تطبيقه في كافة دول المغرب العربي التي تسجل فيها حالات إصابة بالأورام السرطانية بين فئات عمرية لا تتعدى 20 إلى 25 سنة،وذلك بزيادة قدرها 5 بالمئة سنويا، علما بأن أغلب هذه الحالات هي وراثية، كما أضاف. تجدر الإشارة إلى أن فعاليات الأيام الدولية الثالثة عشرة للأورام السرطانية، كانت قد انطلقت أول أمس بفندق ماريوت بقسنطينة، بمشاركة أطباء وباحثين من كافة ولايات الوطن، و الولاياتالمتحدةالأمريكية و تونس و فرنسا و النيجر و المغرب و السعودية، و ستختتم اللقاءات الطبية اليوم، حيث من المنتظر أن يضع المشاركون جملة من التوصيات، من شأنها ضبط آلية لتطوير سبل مكافحة المرض و الحد من انتشاره. هدى طابي