عادت مخيلة الحارس نسيم بن خوجة خلال حوار مع النصر، للأيام الزاهية التي قضاها متألقا داخل الملاعب، وخاصة تجربته مع وفاق سطيف الذي تحول له بعد مشوار مميز مع جمعية الخروب، وقال بن خوجة الذي جاء للدنيا نتاج زواج مختلط بين جزائري وسيدة روسية أنه فخور جدا بوالدته وأصولها، معيبا في الوقت ذاته على بعض المزايدين من اتخذوا من الوطنية سجلا تجاريا ووصلت بهم الوقاحة حتى التشكيك في وطنية أبناء المهجر. حاوره: مروان. ب أين تتواجد الآن وكيف تقضي شهر رمضان؟ أتواجد بمقر سكني ومسقط رأس والدي ببجاية، حيث أقضي رفقة العائلة شهر رمضان، وأحاول الاستماع معها قدر المستطاع بنفحات هذا الشهر الفضيل، الذي أضاعف فيه من العبادة والتقرب من المولى عز وجل. هل أنت متابع لبرنامج تلفزيوني معين؟ لست من هواة البرامج التلفزيونية، كما أنني لا أمتلك الوقت الكافي خلال شهر رمضان لمتابعة أي شيء، في ظل انشغالي بصلاة التراويح، التي أحرص على عدم تضييعها. باخرة المنتخب انحرفت نحو المجهول ! ما هي أكلتك المفضلة في رمضان؟ لا أمتلك طبقا مفضلا، وأتناول أي شيء أجده فوق مائدة الإفطار، غير أنني لا أتخلى عن «الشوربة»، التي أتلذذها أكثر خلال أيام شهر رمضان. لعبت في عدة فرق، لكن يبدو أن تجربتك مع الوفاق تبقى الأغلى؟ هذا صحيح، لقد قضيت أوقاتا رائعة مع فريق وفاق سطيف الذي كان يتسيد آنذاك المنافسة وحقق عدة ألقاب في ظرف زمني قصير. كيف التحقت بوفاق سطيف وكيف تقيم تجربتك معه؟ كنت أنشط رفقة جمعية الخروب في الرابطة الأولى، أين واجهنا وفاق سطيف في مباراة قوية، انتهت بالتعادل الإيجابي (3/3)، غير أنني أنقذت مرماي من عدة أهداف محققة، ما جعل مسؤولي النسر السطايفي يسعون لضمي، حيث تعاقدوا معي قبل نهاية الموسم الكروي، عن طريق المناجير رشيد رجراج، لأقضي مع الوفاق بعدها أحلى وأروع أيامي، أين توجت بعدة ألقاب، كما كنت قريبا من الالتحاق بالخضر، لولا الإصابة، التي ألمت بي في آخر المطاف، ليتبخر الحلم الذي راودني منذ الصغر بالدفاع عن ألوان بلدي الجزائر. هل أنت راض عن مشوارك الرياضي؟ دوما نبحث عن المزيد، ولا نكون راضين بما وصلنا إليه من نجاح، وبالتالي كنت أمني النفس في التألق أكثر خلال مشواري الكروي، ولكن الإصابة أعاقتني، وحرمتني من الوصول إلى كافة أهدافي، كما أنني أسأت الاختيار في إحدى الأوقات، وهو ما جعلني لا أبلغ ما كنت أصبوا إليه، ورغم ذلك أبقى فخور بما قدمته، كوني كنت عند مستوى تطلعات الأندية الكثيرة التي حملت ألوانها، على غرار جمعية الخروب ووفاق سطيف وأهلي البرج، وغيرها من الفرق التي تشرفت باللعب لها. الدم الروسي يسري في عروقي وسأشجع بلد والدتي في المونديال ما تعليقك على ظاهرة شتم أمهات حراس المرمى؟ لا أحد يرغب في أن تشتم والدته، فما بالك بشخص يتعرض إلى هذه المضايقات غير المقبولة خلال أداء عمله، أنا أستنكر هذه الظاهرة، التي تفشت بشكل رهيب في ملاعبنا، وأتمنى من جماهيرنا الغالية أن تكف ألسنتها عن إيذاء حراس المرمى، وصدقني من كثرة ما عانينا نحن الحراس من هذه الظاهرة، أصبح يخيل لي أن من يشتم والدة حارس مرمى مثل من ارتكب جريمة. أنت مرتبط بالجزائر رغم أن والدتك أجنبية، ورأيت النور خارج إقليمها، هل ذلك يعود للأب، الذي رباك على القيم الجزائرية وأصر عليها؟ ولدت بروسيا بلد والدتي، ولكنني قدمت للجزائر بعد سنة واحدة، وبالتالي تربيت على القيم الجزائرية، والفضل في هذا يعود إلى والدي الاثنين، خصوصا أمي الروسية، التي حرصت على أن أنشأ نشأة جزائرية، بحكم ارتباطها الشديد بأبي. ألم يشكل لك اسمك الأجنبي مشاكل خلال تجربتك الكروية في الجزائر؟ لا أبدا، كون أوراقي الصادرة عن المصالح القنصلية لم تتضمن هذا الاسم الأعجمي، الذي استخدمه سوى بمسقط رأس أمي بروسيا، عندما أكون بحاجة إلى بعض الوثائق المهمة، كما أود التنبيه إلى أنه طيلة مسيرتي الكروية في الجزائر اكتفت الجماهير الجزائرية بمناداتي بنسيم، في ظل جهلها بلقب الثاني، الذي لا أخجل به، بل على العكس تماما فخور به كفخري باسمي العربي. هناك من يشكك في وطنية بعض المغتربين، كما أن هناك من يرفض دفاع ممن يمتلكون ألقابا أعجمية على غرار كارل مجاني وغريغوري لحسن عن المنتخب الوطني، ما رأيك؟ من الغباء التفكير بهذه الطريقة، لأن هناك مغتربين متعلقين ببلدهم الأصلي أكثر حتى ممن نشأوا بالجزائر، لا يجب المزايدة بخصوص موضوع الوطنية لأنها أكبر من الجميع، كما لا يجب أن ننسى ما قدمه مزدوجو الجنسية للمنتخب الوطني، حيث كانوا سببا مباشرا في عودته إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب دام لسنوات طويلة، بعدما استغلت الجزائر والفاف مخلفات قانون البهاماس، علينا أن نتجاوز مثل هذه الأمور، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، كما علينا أن لا ننظر إلى أسماء من يحملون ألوان المنتخب، بقدر ما نركز على عطائهم فوق أرضية الميدان. افتخر باسمي الروسي لكنه غير مدون في وثائقي الجزائرية شيء ندمت عليه في الحياة ؟ صراحة، لم أندم على أي قرار اتخذته في حياتي، بل لدي بعض الآمال والرغبات، التي أسعى لتحقيقها، وفي مقدمتها التكفل بزيارة الوالدين إلى البقاع المقدسة، من أجل أداء فريضة الحج، أنا لن أنسى فضلهما، خاصة الوالدة الكريمة التي دعمتني كثيرا، وتحدت كل شيء للوقوف إلى جانبي. ما هي أحسن ذكرى في مشوارك الرياضي؟ لدي الكثير من الذكريات الجميلة، خاصة مع فريق وفاق سطيف، الذي توجت معه بألقاب عديدة، دون أن أنسى تجاربي الناجحة مع كافة الفرق التي حملت ألوانها، والتي أشكرها بالمناسبة على الثقة التي وضعتها في شخصي، ما جعلني أبصم على هذا المشوار الحافل. ماذا عن المحطة الأسوأ؟ لن أنسى لحظة تعرضي للإصابة الخطيرة، التي اضطرتني لإجراء عملية جراحية مستعجلة، خاصة وأنني كنت أتأهب للالتحاق بتربص المنتخب الوطني، غير أن الأمور انقلبت رأسا على عقب، لأجد نفسي بعدها مجبرا على الابتعاد فترة طويلة عن أجواء المنافسة، ما أثر على مشواري الاحترافي، الذي انحرف إلى وجهة أخرى. لا يجب حصر وطنية الفرد في طبيعة اسمه هل أنت متابع لحارس ستراسبورغ الفرنسي أليكسندر أوكيجة المرشح بقوة للالتحاق بالمنتخب، ما رأيك في مستواه، وهل يستحق دعوة الخضر في الوقت الحالي؟ صراحة لا أعرفه، ولم أتابع أي مباراة له مع ناديه، ولكنني سمعت عنه الكثير من الأخبار الجيدة، ما قد يمكنه من الحصول على دعوة الخضر مستقبلا، اعتقد بأن بإمكان أوكيجة الدفاع عن الألوان الوطنية، كونه ينشط في بطولة جد محترمة، ولو لم يكن حارسا جيدا، لما شارك كأساسي مع ستراسبورغ في أغلب مباريات الموسم المنقضي. من تراه الحارس الأنسب للخضر في الوقت الحالي؟ أنا....(يضحك)، لا أمزح فقط. بكل جدية ودون إدراج العاطفة رايس وهاب مبولحي وعز الدين دوخة الأنسب لحراسة مرمى المنتخب الوطني حاليا، بالنظر إلى إمكاناتهما الكبيرة، فضلا على تألقهما خلال الموسم المنقضي، ما جعلهما محل إشادة واسعة في السعودية، خاصة بالنسبة للأول الذي يبقى الحارس الأحسن بامتياز. الوطنية ليست سلعة وأمقت كل من يزايد بها ما رأيك في فلسفة وإستراتيجية الناخب الوطني رابح ماجر؟ لم أفهم بعد فلسفة الناخب الوطني رابح ماجر، ولم أتعرف بعد على الأهداف التي يصبوا إليها، ولكنني أتمنى له كل التوفيق، ولما لا ينجح في إعادة المنتخب الوطني إلى سابق عهده، رغم أن المأمورية لن تكون سهلة، كون الباخرة قد انحرفت نحو المجهول. ما رأيك في تتويج شباب قسنطينة بلقب البطولة؟ شباب قسنطينة ناد عريق يستحق فوزه بلقب البطولة هذا الموسم، ولكنني أتمنى أن أراه بطلا لإفريقيا، لأن أنصاره من ذهب، وأي لاعب يحلم بحمل ألوان فريقهم، الذي أبهرنا باحتفالات باهرة، ستظل خالدة في التاريخ، على اعتبار أنها الأولى من نوعها في الجزائر. من هو أحسن لاعب جزائري في الوقت الحالي؟ دون مجاملة، نجم ليستر سيتي الانجليزي رياض محرز أحسن لاعب جزائري، ويكفي العودة إلى الألقاب الفردية، التي فاز بها قبل سنتين من الآن للتأكد من ذلك، كما أنني معجب بشدة بما يقدمه لاعب شبيبة الساورة بورديم، الذي يسير بخطى ثابتة، ليكون أحسن خليفة للمايسترو عبد المؤمن جابو، الذي أصنفه في خانة أفضل اللاعبين الجزائريين في الوقت الحالي. مبولحي الأنسب لحراسة عرين المنتخب وماذا عن فريقك المفضل محليا وخارجيا ؟ أنا من محبي نادي إنتر ميلان الإيطالي، وأما على المستوى المحلي فأشجع قطبي الكرة في بجاية «الموب» و»الجياسمبي»، اللذين أتمنى لهما كل التوفيق الموسم المقبل، ولما لا ينجحان في إسعاد الجماهير العريضة التي تتابعهما بشغف كبير. من ستشجع في نهائيات كأس العالم المقبلة؟ سأناصر المنتخب الروسي، لأنني أملك جنسية هذا البلد، وثانيا لا تنسوا بأن الدم الروسي يسري في عروقي، بحكم أن والدتي روسية، كما سأشجع أيضا كافة المنتخبات العربية، التي أتمنى أن تشرفنا في المحفل الكروي المقبل، وتكرر إنجاز الخضر في مونديال البرازيل الماضي. الألقاب تليق بالسنافر ومكانتهم الحقيقية مع كبار القارة ما رأيك في إنجازات زيدان وبن زيمة مع ريال مدريد ؟ ما عساني أن أقول لكم، لقد كتب زيدان وبن زيمة التاريخ مع أكبر ناد في العالم، كما أن إنجازاتهما، من المستبعد أن يبصم عليها أشخاص آخرون مستقبلا، نحن فخورون بما حققاه، لأن أصولهما جزائرية مثلنا، رغم اختيارهما لفرنسا رياضيا.