إنجاز محطات هجينة ضروري لحل مشكلة الكهرباء بالجنوب قال معيوف بلهامل مدير مركز الطاقات المتجددة أنه يجب على السلطات العمومية أن تشرع في إنجاز محطات كهربائية هجينة على نطاق أوسع لرفع العرض الوطني للكهرباء لا سيما بمناطق الجنوب الكبير، ولكن في إطار إستراتيجية جدية وبراغماتية وتدريجية وفقا "لرزنامة صارمة" لصالح كافة المنطقة. واعتبر بلهامل في حديث ل"وكالة الأنباء الجزائرية" أن محطة حاسي الرمل تجربة "نموذجية" في الجزائر تتمثل ميزتها الرئيسية في استعمال الطاقة الشمسية كوقود لأول مرة بالإضافة إلى الغاز الطبيعي المستعمل بشكل واسع والذي حقق اليوم نجاحا من حيث التطبيق، وأضاف أنه بالنظر إلى توفر هذه الطاقة ونوعيتها يصبح هذا النوع من المحطات الهجينة مع الغاز الطبيعي جد مستقطب في مستقبل هذا الفرع ببلدنا، مشيرا في نفس الوقت إلى أن حصة الطاقة الشمسية ستكون أكبر بكثير في البرنامج بالنسبة للمحطات المقبلة المبرمجة. وأكد بلهامل في هذا الصدد، أنه تمت برمجة محطتين أخريين لسنة 2013 ويتعلق الأمر بمحطة المغير بولاية الوادي بشرق البلاد ومحطة النعامة بولاية البيض بغرب البلاد، كما سيتم إنجاز أربعة محطات أخرى في الفترة الممتدة بين 2016-2020 بطاقة 300 ميغاواط لكل واحدة منها مع طاقة إضافية تقدر ب 1200 ميغاواط، إلى جانب برنامج يمتد إلى غاية 2030 بطاقة 600 ميغاواط سنويا ابتداء من 2013. وبخصوص تخصيص فصل واسع للطاقات الشمسية (الحرارية والصفائح الفولطية) وأقل من ذلك لطاقة الرياح في البرنامج الوطني للطاقات المتجددة، قال بلهامل أنه تم إيلاء الأولوية للطاقات الشمسية وطاقة الرياح بدرجة أقل لأسباب واضحة ، وهو أنه بالنسبة لطاقة الرياح ينبغي –كما قال- إعداد خارطة واضحة لسرعة الرياح وتجريب تجاوب الآلات في الظروف الواقعية كون طاقة الرياح تتعلق كذلك بالطوبوغرافيا و كذا أبعاد أخرى يجب حصرها. وأضاف أنه في مجال الجيو حراري فمن المحتمل إطلاق مشروع نموذجي مع شركة اسلندية مختصة في هذا المجال لها تجربة لا بأس بها في انجاز منشآت إنتاج الكهرباء انطلاقا من الجيو حراري، مشيرا إلى أن هناك طموحات حقيقية لإدخال هذه التكنولوجيا الجديدة التي تستغل دارات حرارية حركية ذات وحدتين مواتية للجزائر. وذكر أن مركز تطوير الطاقات المتجددة قد أعد خريطة أولية كما تم رصد مئتي مصدر في الجزائر قد يسمح بتوليد الكهرباء والحرارة من مصدر جيوحراري، كما سيتم بحث الطاقة الهيدروكهربائية باهتمام كبير في الوقت المناسب والتي قد تم تأجيلها ضمن البرنامج الوطني بسبب عدم توفر المياه وهو مشكل الذي تم التغلب عليه تقريبا اليوم على حد قوله. وقال بلهامل أنه من الأفضل للجزائر أن تبرم شراكات مع شركاء أجانب مثل ألمانيا واسبانيا وفرنسا التي أبدت اهتمامها بالقدرات الوطنية في مجال الطاقات المتجددة، من أجل وضع برنامجها الخاص بالطاقات المتجددة أو إدماج مشاريع ومبادرات تم إطلاقها في هذا المجال على سبيل "ديزرتيك" و المخطط الشمسي المتوسطي. وأوضح بلهامل أن لهذه البلدان قاعدة وخبرة تكنولوجية في مجال الطاقات المتجددة ولكن ليس لها اليوم سوق اقتصادية حقيقية وترغب في إيجاد فرص شراكة مع بلدان مثل الجزائر وهو الأمر الذي قال أنه طبيعي. وفي هذا الخصوص، قال المتحدث أن المبادرة الألمانية "ديزرتيك" عرفت دعما من قبل الجزائر وتبقى بالنسبة "لنا جد طموحة ومستقبلية ويبقى تجنيد استثمارات هامة وإنتاج ونقل هذه الطاقة نحو ألمانيا كأهم بلد ملتزم في هذا المشروع مرهونا ببعض الشروط المسبقة ينبغي حصرها وتوضيحها بشكل أفضل". و بخصوص المبادرة الفرنسية المتعلقة بالمخطط الشمسي المتوسطي قال بلهامل أنه حتى وإن كانت هامة من الناحية التقنية فهي تبقى مرتبطة أكثر باعتبارات سياسية معقدة يصعب حلها على المدى القصير، وأوضح أن هاتين المبادرتين ستستغرقان وقتا كبيرا واقترح في الوقت ذاته الحل الجزائري من خلال إقامة شراكة شفافة لا خاسر فيها البلدان المهتمة بالمشروع حسب المصادر التي تريد تجنيدها. و يمكن لمشاركتها أن تكون كاملة أو جزئية في البرنامج الوطني لتطوير الطاقات المتجددة الذي تم إطلاقه مؤخرا. ق.و