افترق فريقا اتحاد عنابة وشبيبة سكيكدة، على نتيجة التعادل في «ديربي» ميّزه تشنج الأعصاب، خاصة من جانب أنصار «الطلبة»، الذين لم يهضموا تعثر فريقهم داخل الديار، فصبوا جام غضبهم على اللاعبين والطاقمين الفني والإداري، قبل أن تبلغ موجة الغضب ذروتها، بإقدام بعض الأنصار على اجتياح أرضية الميدان على دفعات، مما تسبب في توقيف اللعب لمدة 12 دقيقة. المقابلة، جرت بحضور قرابة 45 ألف متفرج، وآمال العنابيين في تحقيق الفوز كانت كبيرة، سيما وأن «السكيكدية» لم يكونوا في أحسن أحوالهم، وقد كانت بداية اللقاء على وقع سيطرة طفيفة لأشبال مواسة، حيث كاد كموخ أن يفتتح مجال التهديف في الدقيقة التاسعة، بتسديدة قوية، إلا أن الحارس بوقاسم أخرج الكرة إلى الركنية. إلى ذلك، فقد اعتمد المدرب المؤقت للشبيبة بوهني، في غياب بوغرارة المعاقب، على المرتدات السريعة، والتي كادت أن تؤتي ثمارها في هجمة أنهاها غنواز بقذفة أجبرت المدافع العنابي على التدخل لإنقاذ فريقه من هدف، وكان ذلك في الدقيقة 18. بعد ذلك انخفض ريتم اللعب، مع انحصار الصراع على الكرة في وسط الميدان، وهو ما حال دون تسجيل فرص سانحة للتهديف، باستثناء الفرصة التي صنعها كموخ في الدقيقة 44، بتوزيعة صوب زياية، الذي اصطدمت كرته الرأسية بالعارضة الأفقية. المرحلة الثانية، عرفت تكثيف العنابيين من عملهم الهجومي، وقد كاد مصطفاوي أن يفتتح باب التسجيل في الدقيقة 50، بعد عمل فردي ختمه بتسديدة من خارج منطقة العمليات جانبت إطار المرمى بقليل، في الوقت الذي أدار فيه الحظ بظهره للمهاجم زياية، بدليل أن القائم الأيمن للمرمى، ناب عن حارس الشبيبة بوقاسم في صد كرة المهاجم القالمي في الدقيقة 58. منعرج اللقاء كان في الدقيقة 67، بعد التدخل العنيف الذي قام به المدافع السكيكدي حداد على ربيح، وهي اللقطة التي قابلها الحكم بوكواسة باشهار بطاقة حمراء مباشرة، لكن هذا النقص العددي لم يكن كافيا لترجيح كفة العنابيين، وسط تصاعد غضب الأنصار، لأن تشكيلة مواسة لم تستغل هذا العامل، وظلت الفعالية غائبة، في ظل تراجع الضيوف كلية إلى منطقتهم، وهو «السيناريو» الذي جعل بعض الأنصار يجتاحون أرضية الميدان، مع التدخل السريع لأعوان الأمن، الذين تحكموا في زمام الأمور، وقد بقي لاعبو الفريقين فوق المستطيل الأخضر طيلة فترة التوقف، التي دامت 12 دقيقة، وقد تسبب رمي المقذوفات في تعرض لاعب الشبيبة غرنود لإصابة على مستوى الرأس، لتبلغ موجة الغليان الذروة بعد احتساب الحكم بوكواسة 4 دقائق فقط كوقت بديل، قبل أن ينتهي اللقاء في روح رياضية عالية بين لاعبي وأنصار الفريقين، لكن باحتجاجات عارمة على الحكام، لتنجح شبيبة سكيكدة في إحراز أول نقاط خارج الديار هذا الموسم.