تقرير اللجنة الوزارية يؤكد أن اختلاط الماء بقنوات الصرف سبّب انتشار التيفوئيد بعنابة أكد مصدر طبي مساء أمس للنصر، أن اللجنة الوزارية التابعة لوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، والتي قامت بالتحقيق في انتشار وباء التيفوئيد بعنابة، كشفت في تقريرها النهائي بأن سبب هذه الكارثة الوبائية يعود بالدرجة الأولى إلى اختلاط الماء الشروب بمحتوى قنوات الصرف الصحي، وذلك بناء على زيارة المعاينة التي قادت مفتشين اثنين من مديرية الوقاية بالوزارة الوصية إلى حي الريم الواقع غرب مدينة عنابة. وقد وقفت اللجنة الوزارية على الانكسارات المسجلة على مستوى قنوات الصرف الصحي بهذا الحي، إضافة إلى اكتشاف تسربات من القناة الرئيسية التي يتزود منها السكان بالماء الشروب، الأمر الذي جعل موفدي الوزارة يسارعون إلى أخذ عينات من خزّان الماء المتواجد بضواحي الحي، وإخضاعها للتحاليل البكتريولوجية التي أظهرت احتواء التركيبة الكيميائية للمياه الموجهة للشرب على فيروس " السالمونال" المسبّب لحمى التيفوئيد. وحسب ذات المصدر فإن اللجنة الوزارية أكدت في تقريرها أن المصالح الطبية بمستشفى الحكيم ضربان بعنابة اتخذت كافة الإجراءات الوقائية المنصوص عليها في التعليمة رقم 1126 المؤرخة في 17 نوفمبر 1990، والمتعلقة بكيفية التكفل بحمى التيفوئيد، وأن تسجيل عدد الحالات بمصلحة الأمراض المعدية يعود بالدرجة الأولى إلى اختلاط الماء الشروب بقنوات الصرف الصحي على مستوى حي الريم، الذي كان بمثابة البؤرة الوحيدة لانتشار الداء، لأن مفتشي الوزارة قاما خلال زيارة المعاينة التي دامت يومين بالوقوف على الحالة الصحية لجميع الحالات بمصلحة الأمراض المعدية سواء منها المؤكدة أو المشتبه فيها، إضافة إلى إجراء معاينة دقيقة لوضعية شبكة المياه وقنوات الصرف الصحي بحي الريم، لتكون نتائج التقرير تأكيدا على أن سبب الكارثة الوبائية يكمن في اختلاط الماء الموجه بالشرب بقنوات الصرف. تقرير اللجنة الوزارية جاء بعد أيام قليلة من سعي مؤسسة "سياتا " لتوزيع المياه وتطهيرها بعنابة لتبرئة ذمتها من المسؤولية في تسجيل عدة حالات من حمى التيفوئيد دفعة واحدة خاصة بحي الريم، لأن المؤسسة المعنية كانت قد أشارت في بيان رسمي أصدرته، على سلامة المياه الموجهة للشرب بحي الريم، وعدم احتواء تركيبتها الكيميائية على الفيروس المسبب لداء التيفوئيد. وقد أكد للنصر أمس المكلّف بالإعلام على مستوى "سياتا" عنابة رؤوف جبالي، بأن المؤسسة لم تتلق أي تقرير نهائي بشأن أسباب ظهور عدة حالات تيفوئيد بحي الريم، لكن التقرير الذي تحصلت عليه مديرية الصحة بالولاية من الوزارة الوصية أثبت وجود فيروس "السالمونال" في مياه الخزان الرئيسي الذي يتزود منه سكان حي الريم. وفي سياق متصل أكد ذات المصدر بأن خمسة مرضى ممّن أثبتت التحاليل الطبية إصابتهم بحمى التيفوئيد، لا زالوا تحت المراقبة الطبية بمصلحة الأمراض المعدية بمستشفى الحكيم ضربان، لأن حالتهم جعلت الطاقم الطبي يقرّر تمديد فترة إخضاعهم للمراقبة، في الوقت الذي غادر فيه 15 شخصا آخر المصلحة ممّن كانوا ضمن قائمة الحالات المؤكدة للإصابة بالتيفوئيد، لأن الحصيلة الرسمية تمثلت في 19 حالة مؤكدة من بينهم 4 رضع غادروا مستشفى "القديسة تيريزا" لطب الأطفال بعد التأكد من تماثلهم للشفاء التام .