كشفت وزرة التربية الوطنية، نورية بن غبريت، أمس، عن أرقام صادمة بخصوص الاهتمام الذي يوليه التلاميذ للمواد العلمية، وخاصة الرياضيات التي لا تستقطب سوي 3,4 بالمائة من التلاميذ، مقابل 11 لشعبة الرياضيات التقنية، فيما لا يتجاوز اهتمام التلاميذ بالتعليم التكنولوجي نسبة 15 بالمائة، وهي نسبة بعيدة عن المقاييس العالمية التي تصل إلى 30 بالمائة، حيث شددت الوزيرة على ضرورة معالجة هذه الاختلالات واقتراح البدائل البيداغوجية لمعالجة صعوبات تعلّم الرياضيات لدى التلميذ بالاعتماد على مرجعية وطنية. استعرضت وزير التربية الوطنية، نورية بن غبريت، الانشغالات المتعلقة بتعليم الرياضيات في قطاع التربية الوطنية، وخاصة ما يتعلق بنفور التلاميذ وإحجامهم عن الإقدام على المواد التكنولوجية وبالأخص مادة الرياضيات، وهذا لدى إشرافها على افتتاح أشغال الأيام الدولية حول تاريخ العلوم، والتي تم تنظيمها من طرف مخبر الابستومولوجيا وتاريخ الرياضيات بالمدرسة العليا للأساتذة القبة، ومراكز بحوث وطنية وأجنبية، بحضور أساتذة، خبراء وباحثين جامعيين من مؤسسات وطنية ودولية. وشددت وزيرة التربية، على ضرورة تحيين مادة الرياضيات في الأطوار الثلاثة لمعالجة صعوبات تعلمها لدى التلميذ، وقالت في السياق ذاته، إن المدرسة في ظل المجتمع الرقمي، لم تعد المصدر الوحيد للمعرفة أو الفضاء الوحيد لاكتساب التعلّمات المدرسية. وتساءلت عن كيفية تدريس الحساب في زمن الرقمنة؟ وما هي مفاهيم الرياضيات التي يجب دراستها في الأقسام اليوم. وقدمت الوزيرة إحصائيات صادمة، أظهرت الاهتمام الضئيل الذي يوليه التلاميذ لشعبة الرياضيات بنسبة 3,46 بالمائة، وشعبة تقني رياضي 11,13 بالمائة، كما أن اهتمام التلاميذ بالتعليم التكنولوجي في الجزائر يقدر بنسبة 15,80 بالمائة، وهو لا يواكب المقاييس العالمية 30 بالمائة، وهو ما يتطلّب وضع «إستراتيجية وطنية بين وزارتي التربية الوطنية والتعليم العالي، خاصة وأن الرياضيات والعلوم هي من بين الكفاءات التي يتم تقييمها في المنافسات الدولية. في هذا السياق، أكدت السيدة الوزيرة أن تناول محور الرياضيات في مجال التعليم ومجال البحث يستلزم التطرق إلى 4 مسائل، هي «البحث عن الأسباب التي أدت، في مختلف الأطوار، إلى هذه القطيعة في مجال الرياضيات من الناحية المؤسساتية، الاجتماعية، المعرفية، التعليمية والبيداغوجية، والسعي نحو تحقيق التكامل بين الأطوار التعليمية لمرافقة مثلى للتلاميذ بهدف تثمين الرياضيات، إضافة إلى تجاوز الممارسات التقليدية القائمة على الحفظ والاسترجاع، وأخيرا تحفيز التلاميذ على التوجّه نحو شعب الرياضيات عند اختيار التخصصات الجامعية. كما نوهت بن غبريت، بدعم وزارة التربية لسياسة وطنية تثمّن الرياضيات من خلال اقتراح البدائل البيداغوجية لمعالجة صعوبات تعلّم الرياضيات لدى التلميذ بالاعتماد على مرجعية وطنية للتعلّم والتقييم والتكوين. وهي إرادة تنعكس، على المستوى المؤسساتي، من خلال وجود ثانوية للرياضيات بالجزائر، منذ سنة 2012. ودعت وزير التربية إلى وضع إستراتيجية تسمح بتدخّل كل الفاعلين في قطاع التربية بل كذلك، الأساتذة الباحثين وأعضاء الجماعة التربوية بالإضافة إلى جمعيات متخصصة من المجتمع المدني. وطالبت بخلق حركية علمية وبيداغوجية حول تعليمية الرياضيات وتطويرها من حيث الكم والكيف، من الطور الابتدائي إلى الطور الثانوي، لمعالجة صعوبات تعلم مادة الرياضيات لدى التلميذ، وهي صعوبة حل المشكلات المركّبة التي تتطلّب تجنيد قدرات عليا مثل التحليل، التركيب، التقويم. وحددت الوزيرة، ثلاث عمليات مدرجة في إطار سياسة الوزارة لترقية تدريس مادة الرياضيات والمتمثلة في تعزيز تكوين الفاعلين البيداغوجيين (مفتشين وأساتذة) في مجال تعليمية الرياضيات لضمان انسجام نسقي، أفقي وعمودي، فيما يخص توجيه هذه المادة في الأطوار التعليمية الثلاثة، وهذا في إطار التحوير البيداغوجي الذي يرتكز على المضامين والممارسات داخل القسم، وتسطير أهداف محددة وتصور وضعيات تعليمية وإيجاد أدوات بيداغوجية مناسبة، تراعي السياق، إضافة إلى إطلاق بحث ميداني مع الشركاء الجامعيين (مخابر بحث، دوائر ومدارس عليا للأساتذة) في مجال تعليمية الرياضيات والبحوث العلمية أو التطبيقية في النظام التربوي الجزائري.