نفوق المئات من المواشي بالحمى القلاعية في البرج أثار نفوق المئات من رؤوس المواشي بداء الحمى القلاعية و ظهور أعراض مشابهة للإصابة بطاعون المجترات الصغيرة ببعض المستثمرات الفلاحية، عبر عدد من البلديات بولاية برج بوعريريج، مخاوف الفلاحين و مصالح المفتشية البيطرية التي دخلت في حالة استنفار قصوى، للحد من انتشار الداء، مؤكدة على نفوق 202 رأسا من الخرفان الصغيرة، عبر 30 بؤرة لداء الحمى القلاعية، في حين كشف مدير الغرفة الفلاحية، عن عدد رؤوس المواشي النافقة الذي قارب 500 خروف، مع الاشتباه في تسجيل حالات لطاعون المجترات الصغيرة، مشيرا إلى انتشار العدوى عبر عدد من بلديات الولاية. و قد عرفت عدوى الحمى القلاعية انتشارا غير مسبوق بين قطعان الماشية عبر بلديات الولاية، حيث تم تسجيل الحالات الأولى ببلدية العش على الحدود مع ولاية المسيلة التي سجل بها ظهور الداء و انتشاره خلال الفترة الأخيرة و توسعت رقعة العدوى إلى 16بلدية، وسط تضارب بين الموالين و تخوفهم من كون أن هذه العدوى تتعلق بطاعون المجترات الصغيرة، خاصة و أن المرض يفتك بالخرفان الصغيرة، حيث أشار أحد الموالين بمنطقة لوازي في قرية عياضات ببلدية عين تسيرة، إلى نفوق 44 خروفا بمستثمرة ة خلال الساعات الأخيرة، رغم الاستنجاد بالبياطرة الخواص، لكن لا تزال العدوى تفتك بقطيع أغنامه لعدم فعالية الأدوية، مبديا تخوفه من انتشار عدوى طاعون المجترات الصغيرة، الذي قد يتسبب في تسجيل خسائر معتبرة بين الفلاحين و بالمستثمرات المجاورة لعدم توفر اللقاح و تأخر وصوله. و أشارت مصالح المفتشية البيطرية بمديرية الفلاحة بالولاية إلى التحكم في الوضع و إحصاء حالات الإصابة بالداء عبر 30 بؤرة موزعة على حوالي 16 بلدية بإقليم الولاية، مؤكدة على اقتصار العدوى على داء الحمى القلاعية، مع طمأنة الموالين بتوفر اللقاح و تجنيد الفرق البيطرية عبر البلديات لتلقيح قطعان الماشية على مستوى البلديات المعنية بانتشار العدوى و بمحيط البؤر المسجلة، حيث شملت لحد الآن عملية التلقيح 19 ألف رأس من الماشية و حوالي ألفي رأس من الماعز، نافية أن تكون مصالح البيطرة قد سجلت أية حالة للإصابة بطاعون المجترات الصغيرة. و بينما طمأنت مفتشية البيطرة الفلاحين باتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار العدوى، لازال العشرات من الموالين في حالة استنفار لما يتكبدونه من خسائر فادحة، ناهيك عن التخوف من الاشتباه في انتشار عدوى المجترات الصغيرة، مشيرين إلى شراء اللقاح و الأدوية من بياطرة خواص بمبالغ 3 ملايين و نصف المليون سنتيم، لكنها لم تكن مجدية في ظل عدم فعاليتها للقضاء على الداء. من جانبه أكد مدير الغرفة الفلاحية، على الاشتباه في تسجيل حالات لداء طاعون المجترات الصغيرة، في ظل ظهور الأعراض المشابهة للإصابة بهذا الداء و إرسال عينات من الخرفان النافقة لإجراء التحاليل المخبرية، ما يسمح بالتحديد الدقيق لنوع العدوى و الداء. مضيفا بأن أغلبية الحالات المسجلة تتعلق بداء الحمى القلاعية الذي تسبب بحسبه في نفوق حوالي 500 رأس من الخرفان خلال الأيام القليلة الماضية، داعيا الفلاحين إلى التبليغ عن جميع الحالات لتطويق رقعة الداء. و في اتصال بطبيب بيطري خاص، أكد على أن الإشكال المطروح في عمليات التلقيح الخاصة بداء الحمى القلاعية، هو اقتصارها خلال السنوات الفارطة، على قطعان الأبقار و إهمال قطعان الماشية لعدم تسجيل حالات للإصابة بين المواشي و تسجيل الخسائر بشكل كبير خلال السنوات الفارطة على قطعان الأبقار، مضيفا بأن تسجيل أغلب الحالات بين الخرفان الصغيرة، لا يعني بالضرورة إصابتها بطاعون المجترات الصغيرة، كما يروج البعض، بل يمكن لداء الحمى القلاعية أن يفتك بالخرفان الصغيرة بصفة كبيرة كونها معرضة للخطر أكثر، لأنها تفتقد لنظام مناعة قوي كما أنها لا تقوى على مقاومة الحمى و الفيروسات التي تصيبها.