تظاهر أمس طلبة جامعيون عبر مختلف مناطق الوطن رافعين شعارات تدعو إلى التغيير والإصلاحات و التداول على السلطة، وتحولت بعض التجمعات إلى مسيرات سلمية في عدد من الولايات على غرار العاصمة، دون أن تشهد انزلاقات بفضل التأطير الأمني الجيد ووعي المتظاهرين. ساد الحراك الطلابي أمس مختلف الجامعات والمعاهد المنتشرة عبر الولايات، حيث نظم الطلبة تجمعات رافعين شعارات منادية بالتغيير والإصلاحات، والتداول على السلطة، دون تسجيل انزلاقات بفضل الوعي الذي تحلى به الطلبة، وكذا التأطير الجيد لعناصر الأمن، وتحولت عديد التجمعات الطلابية إلى مسيرات سلمية عبر الشوارع الرئيسية لعدد من مقرات الولايات، بعد أن تمكنوا من كسر الحواجز الأمنية، على غرار ما حدث بالعاصمة التي عاشت أمس على وقع المظاهرات الطلابية عبر مجمل المراكز الجامعية المنتشرة بالولاية، في مقدمتها الجامعة المركزية، التي تجمع بها عشرات الطلبة رافعين شعارات منادية بالتغيير والإصلاحات ، ليتحول التجمع إلى مسيرة بشارع موريس أودان المحاذي للجامعة، غير أن تمكن عناصر الأمن من تفريق الطلبة إلى مجموعات، حال دون مواصلة المسيرة عبر الشوارع الرئيسية لوسط العاصمة. نفس الحراك عاشته جامعة الحقوق ببن عكنون وجامعة العلوم الإنسانية ببوزريعة وكذا معهد الصحافة وجامعة باب الزوار والخروبة، حيث تمكن الطلبة من اختراق الطوق الأمني والخروج في مسيرات حاشدة لم تستمر طويلا بفعل التأطير الأمني المحكم الذي مكن من تفريق المتظاهرين، الذين اشتركوا في رفع نفس الشعارات، وطغى الطابع السلمي على التجمعات والمسيرات التي نظمها طلبة الجامعات أمس، حيث خلت جميعها من التجاوزات أو الانزلاقات بفضل وعي الطلبة، وجهود عناصر الأمن الذين سهروا على تأطير الحراك الطلابي بطريقة محكمة، مما حال دون تمكن سيول الطلبة الذين انطلقوا من جامعة الحقوق بابن عكنون من الوصول إلى مبنى المجلس الدستوري الذي أحيط أمس بحراسة أمنية مشددة. وشهدت جامعة مولود معمري بولاية تيزي وزو نفس الأجواء تقريبا، حيث نظم الطلبة تجمعا خلال فترة الظهيرة، ليخرجوا في مسيرات سلمية باتجاه شارع لعمالي أحمد بوسط المدينة، مرورا بدار الثقافة مولود معمري وصولا إلى مقر الولاية ، ليتجمعوا أمام مبنى الولاية رافعين لافتات وشعارات تتضمن نفس المطالب التي خرج لأجلها الطلبة الجامعيون عبر عديد المناطق، ليتفرق بعدها المتظاهرون في أجواء سلمية وهادئة وسط حضور أمني مكثف. وكان طلبة جامعة سعد دحلب بولاية البليدة في الموعد مع النداء الطلابي بتنظيم تجمعات داخل الحرم الجامعي، غير أنهم سرعان ما تمكنوا من فك الطوق الأمني والخروج في مسيرة سادها النظام، حيث اكتفى المتظاهرون برفع نفس الشعارات ومنادين بنفس الهتافات التي خرج لأجلها الطلبة أمس في مختلف أنحاء الوطن، في حين التزم طلبة جامعة العفرون بنفس الولاية بالتظاهر داخل الحرم الجامعي، بعد أن تمكن الطوق الأمني المشكل أساسا من عناصر الدرك الوطني من منعهم من الخروج في مسيرة، خشية عرقلة حركة السير، لكون المركز الجامعي يقع غير بعيد عن الطريق السيار شرق غرب. وتجمع المئات من طلبة جامعة منتوري بقسنطينة بالقرب من قاعة المحاضرات محمد الصديق بن يحيى رافعين الراية الوطنية وشعارات تدعو لتغييرات جذرية وإصلاحات في تسيير شؤون البلاد، واستمرت الوقفة طيلة الفترة الصباحية، وسط تنظيم محكم، قبل أن يقرروا التحرك في شكل جماعتين نحو وسط المدينة، في ظل تواجد كثيف لعناصر الأمن وشرطة مكافحة الشغب لتأمين وصول الطلبة إلى غاية تفرقهم. كما خرج مئات التلاميذ من ابتدائيات ومتوسطات وثانويات المدينة الجديدة علي منجلي عند الساعة العاشرة والنصف صباحا، حاملين الأعلام الوطنية ورافعين شعارات مطالبة بالتغيير في مسيرة سلمية، مرورا بعدة أحياء في أجواء منظمة وسلمية. و بولاية سطيف نظم طلبة جامعتي فرحات عباس ومحمد لمين دباغين مسيرة، بدأت بوقفة احتجاجية لتتحول إلى مسيرة انطلاقا من منطقتي الباز والهضاب، والتقت جموع الطلبة عند مقر ولاية سطيف، رافعين شعارات تدعو إلى التغيير السلمي واحترام القانون والتداول على السلطة، كما شهد القطب الجامعي لولاية جيجل نفس الحراك الطلابي، حيث خرج طلبة جامعة الصديق بن يحيى بوسط الولاية إلى الشارع الرئيسي للمدينة مرورا بمقر الولاية، رافعين نفس الشعارات، ليلتحق بالمسيرة عدد من المواطنين، في حين اقتصرت التظاهرات بالقطب الجامعي بتاسوست بنفس الولاية على تنظيم تجمع داخل الحرم الجامعي دون الخروج إلى الشارع، مما سمح باستمرار حركة السير بشكل جد عادي دون تسجيل اضطرابات تذكر. وتجمع طلبة جامعة سكيكدة أيضا داخل القطب الجامعي للولاية، كما رددوا النشيد الوطني في ظل تواجد امني حال دون خروج الطلبة إلى الشارع، والتحق بهذا الحراك المحامون الذين نظموا تجمعا أمام محكمة الولاية، وبولاية قالمة خرج طلبة جامعة 8 ماي 45 في مسيرة سلمية حاشدة انطلاقا من الحرم الجامعي باتجاه الشوارع الرئيسية لوسط المدينة، لتتوقف الحشود عند المعالم التاريخية للولاية، منها المخلدة لمجازر 8 ماي، وكذا أمام النصب التذكاري للرئيس الراحل هواري بومدين، وتواصلت المسيرة السلمية في تنظيم محكم في حضور واضح لعناصر الأمن. وبولاية وهران نظم آلاف الطلبة من مختلف الجامعات والكليات والمعاهد، مسيرة سلمية انطلقت على الساعة الحادية عشرة صباحا والتقى الجميع أمام مقر الولاية وسط تعزيزات أمنية مشددة، وتجمعت حشود الطلبة لساعات بالمكان في تنظيم جيد، مرددين شعارات التغيير وضرورة عدول الرئيس عن الترشح، ومطالبين بتحسين أوضاعهم الجامعية، والاجتماعية، وواصل الجميع السير عبر شارع جيش التحرير الممتد على طول حوالي 7كم، ليتجمعوا ثانية وسط المدينة بساحة أول نوفمبر، حيث التحق بهم مواطنون من مختلف الشرائح.