ثانوية السعيد زروقي بالبرج أنجبت إعلاميين كتاب و دكاترة و لكن...؟ تعتبر ثانوية السعيد زروقي من أقدم الثانويات ببرج بوعريريج ، حيث فتحت أبوابها سنة 1972 في وقت كانت مدينة البرج تابعة لولاية سطيف قبل التقسيم الإداري لسنة 1984 ، و ساهمت هذه الثانوية إلى حد بعيد في تقليل المتاعب على تلاميذ الولاية بعد افتتاحها و كذا من تقليل حدة التسرب المدرسي في سنوات السبعينيات ، أين كان معظم تلاميذ العائلات الميسورة قبلها يتنقلون إلى ولاية سطيف و الجزائر العاصمة لمزاولة دراستهم الثانويةت، فيما تخلى الكثير من أبناء القرى و المناطق النائية و كذا أبناء العائلات الفقيرة عن الدراسة في ذلك الوقت بالنظر لظروفهم القاهرة. و بفتح هذه الثانوية التي تعد من أعرق المؤسسات التربوية بولاية برج بوعريريج ، عرفت منذ سنواتها الأولى وثبة علمية ، باحتضانها لتلاميذ مختلف المناطق بالولاية ، معتمدة في ذلك على النظام الداخلي منذ نشأتها الأولى ، ما سمح لمعظم التلاميذ الناجحين في شهادة الأهلية من متابعة دراستهم و التفرغ لتلقي العلوم و المعارف على أيدي أساتذة أكفاء منهم أساتذة من دول المشرق العربي ، في تخصصات العلوم التجريبية و الأدب العربي .و هو ما مكنها من وضع الدعامة الرئيسية المتمثلة في الزاد العلمي و المعرفي لإطارات و كوادر في مختلف المجالات من دكاترة و أدباء و إعلاميين تتلمذوا بهذه الثانوية ، منهم الأمين العام الحالي لوزارة التربية الوطنية "بوبكر خالدي " ، و"لطيفي " الباحث في علوم البيئة بمعهد غرونوبل بفرنسا ، و الشاعر و الكاتب و المترجم "ياسين بن عبيد " الذي تحصل مؤخرا على دكتوراه دولةتبتقدير جيد من جامعة الصوربون 03 بفرنسا عن معهد اللغات و الحضارات الشرقية و يشتغل حاليا نائب عميد مكلف بالدراسات العليا و العلاقات الخارجية بجامعة سطيف ، إضافة إلى الدكتور عمر عيلان الذي أصدر ثلاث مؤلفات في الإيديولوجيات و مناهج تحليل الخطاب السردي و مقاربات في نقد النقد ، فضلا عن نجمة تقديم النشرات الإخبارية بالتلفزيون الجزائري الإعلامية فريدة بلقسام و كذا القاص و الإعلامي المبدع عبد الرزاق بركبة وابن بلدة المنصورة و غيرهم . و من مفارقات هذه الثانوية التي تقع وسط عاصمة الولاية أنها قد تخلت عن كل هذا الرصيد وعن ريادتها من حيث النتائج المحصلة في شهادة البكالوريا ، بتراجعها خلال السنوات الفارطة ، أين احتلت المرتبة 33 على مستوى الولاية من أصل 46 ثانوية خلال الموسم الدراسي المنقضي ، بنسبة نجاح لم تتجاوز الخمسين بالمئة ، تاركة المجال لثانويات حديثة النشأة في احتلال صدارة الترتيب ، رغم توفرها على طاقم تربوي يعد الأكثر خبرة و حنكة قياسا بتجربتهم و سنوات التعليم التي قضوها بهذه الثانوية.