مناضلون في «الأفافاس» يطردون العسكري من مقر الحزب العسكري يعتبر ما وقع انقلابا على الشرعية طرد مناضلو جبهة القوى الاشتراكية "الأفافاس"، أمس، منسق هيئة الرئاسة للحزب، علي العسكري، من مقر الحزب بالعاصمة. وخرج العسكري، محتميا ببعض الأشخاص، وسط حشد من المحتجين الغاضبين، الذين نظموا وقفة احتجاجية أمام المقر الوطني للحزب، وطالبوا برحيل منسق الحزب، رافعين العديد من الشعارات المناوئة له ولسياسته في تسيير الحزب نظم مناضلون وقياديون في جبهة القوة الاشتراكية، أمس، وقفة احتجاجية، أمام المقر، مطالبين برحيل منسق الهيئة الرئاسية علي العسكري، و انتقد المحتجون ما وصفوه بالتصرفات غير القانونية لعلي العسكري، متهمين إياه بمحاولة السيطرة على الأفافاس والانسلاخ عن الخط السياسي لمؤسسه الراحل، حسين آيت أحمد، وبدا تحركهم، هذه المرة، أكثر إصرارا للإطاحة بمنسق الهيئة الرئاسية بعد فشل المحاولات السابقة. وقام بعض المحتجين باقتحام مكاتب المقر، حيث كان الحزب يستعد لعقد جلسة طارئة لمجلسه الوطني، وحاولوا إخراج المنسق بالقوة لمنعه من إدارة الاجتماع، وهو ما أجبر على العسكري إلى الخروج من مكتبه ومغادرة المقر مطرودا وكان يحتمي ببعض الأشخاص، لمنع التعرض له جسديا من قبل الغاضبين الذين التفوا حوله، حيث واجه العسكري صعوبة كبيرة للخروج وسط حشد المحتجين الغاضبين الذين أصروا على رحيله، رافعين العديد من الشعارات المناوئة له ولسياسته في تسيير الحزب. وكان مقررا أن يعقد الافافاس مجلسه الوطني في دورة طارئة، غير أن المناضلين الغاضبين من القيادة الحالية منعوا انعقاده وأجبروا علي لعسكري عضو الهيئة القيادية على مغادرة المقر. كما منع المحتجون حضور محند أمقران شريفي عضو الهيئة الرئاسية ، فيما ترددت معلومات في أروقة الاجتماع، بان الأمين الأول للحزب حكيم بلحسل سارع إلى تقديم استقالته من منصبه وفضل الانسحاب تحت ضغط المعارضة التي يقودها عضوا الهيئة الرئاسية حياة طياتي وسفيان شيوخ. ويشهد أقدم حزب معارض بالجزائر حالة من الغليان بسبب ما اعتبره المحتجون تصرفات غير قانونية لعلي العسكري، متهمين إياه بمحاولة السيطرة على الأفافاس والانسلاخ عن الخط السياسي لمؤسسه الراحل، حسين آيت أحمد، كما اتهموه بممارسة سياسية الترهيب، منذ اتخاذه قرار بسحب نواب حزبه من البرلمان، وقام برفع الغطاء الحزب عنهم، بعد رفض النواب الانصياع للقرار ورفضوا قرار انسحابهم من الهيئة التشريعية. وقبل ذلك قام لعسكري، بإصدار عقوبة إقصاء من صفوف الحزب طالت بعض الوجوه البارزة على غرار سليمة غزالي. ورد حينها المنسق الوطني، على لعسكري بالقول أن هؤلاء «أقصوا أنفسهم بأنفسهم»، مؤكدا أن الحزب «لا يعيش أزمة داخلية و له قوانين على الجميع احترامها و الالتزام بالانضباط». وهو التصريح الذي أثار حينها زوبعة في صفوف الحزب ازدادت معه أصوات المطالبين برحيله. وكشف رئيس المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو، يوسف أوشيش، عن "عقد مؤتمر وطني جامع لكل مناضلي حزب جبهة القوى الاشتراكية القدماء والجدد للتأسيس لمرحلة جديدة بعد الإطاحة بمنسق الهيئة الرئاسية، علي العسكري". وقال القيادي في الأفافاس، في تصريح لوسائل الإعلام، عقب طرد منسق الهيئة الرئاسية، علي العسكري من مقر الحزب، بان "القرارات الهامة سوف تتخذ من قبل جميع المناضلين، سيكون المبتغى خلال المجلس الوطني اتخاذ قرارات تؤسس لمرحلة جديدة ووضع شروط ضرورية ملائمة لعقد مؤتمر وطني ديمقراطي جامع لكل المناضلين القدماء والجدد للتأسيس لمرحلة جديدة". وأضاف في ذات الصدد: "الحزب لن يخدم زمر النظام بل سيعود كما كان خادما للشعب وسترى مبادئ الراحل الحسين آيت أحمد طريقها للنور، بعض الأعضاء أرادوا الخروج عن نطاق مبادئه الأساسية لكي يسيروه وفقا لمبتغاهم لكننا سنساهم كمناضلين لتحرير الجزائر كلها". العسكري يصف ما وقع بالانقلاب من جانبه، وصف علي العسكري، ما وقع بأنه "انقلاب حقيقي"، وقال في تصريح صحفي "كان من المقرر عقد المجلس الوطني، في إطار القوانين ولوائح الحزب، وقد حضر أعضاء المجلس الوطني. ولكن الزملاء من نواب وأعضاء في المجلس البلدي والولائي لبجاية أتوا بأشخاص خطيرين إلى المقر الوطني واستخدموا القوة"، ويضيف "لقد كسروا كل شيء: الباب الأمامي لمقر الحزب وباب مكتبي.."، وتابع "لقد قاموا بانقلاب فاشل في 8 مارس وهذه المرة قاموا بحشد أشخاص خطرين حقًا". وعن جذور هذه الأزمة، فيقول لعسكري إنها تعود إلى تاريخ 22 فيفري، حين خرج الشعب إلى الشارع، مضيفا "منذ 29 سبتمبر، ناديت بالخروج إلى الشارع لأن الإرادة السياسية اليوم غير موجودة. ولا توجد مقترحات لإنهاء الأزمة، لقد فعلنا الكثير وكان آخرها في 2014. وقلت إنهم يريدون عهدة إلى الأبد وأنه لا يجب أن يتم تركيز المسيرات في تيزي وزو فقط، يجب أن تخرج إلى 48 ولاية لتحرير الجزائر، كان هناك زملاء كانوا ضد كل خطوة .." . وبحسب علي لعسكري فإن بعض النواب والمنتخبين في تيزي وزو وبجاية يعملون مع الأجهزة الرسمية وخرجوا اليوم إلى العلن، حيث "جاؤوا إلى المقر لتدمير الحزب. منذ أن بدأت الأحداث في الجزائر ، لم نترك جبهة القوى الاشتراكية وحدها (..) كلما كانت مواعيد مهمة يكون الطرف الأول المستهدف هو الافافاس". وتحدث العسكري، عن خلافات مع الكتلة النيابية للحزب منذ حادثة غلق مقر البرلمان بالسلاسل "وقال بأن قيادة اتخذت القرار، إلا أنهم لم يحترموا قرار الانسحاب".