الخضر في مراكش لأجل الانتصار يخطئ الكثير من المتتبعين في قراءة معطيات وحسابات المجموعة الرابعة من التصفيات القارية لكان 2012 ، حيث يحصر الصراع حول تأشيرة التأهل مباشرة إلى نهائيات غينيا الاستوائية والغابون بين الجارين الجزائر والمغرب، ولا يكاد أي متتبع أو ملاحظ أن يذكر منتخب إفريقيا الوسطى وبدرجة أقل تانزانيا، رغم أن رباعي المجموعة يحوز نفس الرصيد من النقاط ويتقاسم الصدارة ومعها الطموح في حضور العرس الكروي القاري. فعلى بعد أقل من أسبوع عن موعد إياب الديربي المغاربي، ينساق السواد الأعظم من الجزائريين متابعين أو فاعلين وراء حساسية وكبر رهان قمة الجارين، مسقطين الثنائي الآخر الذي كان قد أعلن عن نفسه طرفا فاعلا في معادلة التأهل في سابق الجولات، حيث سبق لتشكيلة التقني الفرنسي جيل أكورسي أن روضت الأسود في عرينها بالدار البيضاء وانتزعت منها تعادلا بطعم الانتصار فتح شهيتها في بقية المشوار، ودفعها للتألق في بانغي أين قهرت الخضر بثنائية نظيفة بعثرت أوراق الجنرال وجعلت منتخبنا المونديالي بظهر إلى الحائط يوم السابع والعشرين من شهر مارس المنصرم، كما فجر منتخب تانزانيا مفاجأة من العيار الثقيل في افتتاح مباريات المجموعة بفرضه تعادلا على الخضر في معقلهم “تشاكر” عجل برحيل مهندس انتصارات وأفراح الجزائريين على مدار سنتي 2009و2010 الشيخ رابح سعدان، وبعد كبوة في دار السلام أمام المغرب، عاد التانزانيون من بعيد جدا واعتلوا قمة الهرم بفوز رائع وثمين على حساب جمهورية إفريقيا الوسطى، وكلها معطيات تعني الكثير في حسابات المرور إلى الدورة النهائية من “الكان”، وتؤكد مشروعية طموحات الرباعي المشكل للمجموعة. وفيما يصر الكثير على تسليط الأضواء على موقعة مراكش، خرج رجلان فاعلان في المشهد الكروي بتصريحات تعيد الجميع إلى واقع الميدان الذي لا يعترف إلا بالعطاء، فأكد الرجل الأول في المنظومة الكروية الجزائرية محمد روراوة بأنه يخشى أن يستغل منتخب إفريقيا الوسطى صراع الجزائر والمغرب لخطف التذكرة ، ولا شك أن ذاكرة “الحاج” قد استعادت تفاصيل سيناريو تصفيات مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، أين استثمرت أسود تيرانغا في الصراع الذي كان قائما حول التذكرة بين الجارين الجزائر ومصر لحسم أمر التأهل لصالح السينغال بعد تعادل المنتخبين العربيين في مباراة عنابة. ومن جهته سار الناخب الفرنسي لمنتخب إفريقيا الوسطى جيل أكورسي في نفس الاتجاه، وصرح قبل أيام بأنه يتمنى أن تحسم نتيجة التعادل الديربي المغاربي، حيث سيكون حينها الفوز على تانزانيا في بانغي مرادفا لتصدر إفريقيا الوسطى صدارة المجموعة، ومد خطوة عملاقة نحو تجسيد حلم التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا لأول مرة في تاريخ البلد الكروي، سيما وتشكيلة أكورسي ستستفيد من عاملي الأرض والجمهور في مطلع سبتمبر المقبل باستضافتها منتخب المغرب في لقاء حاسم ومصيري، قبل الحضور إلى الجزائر في ختام المرحلة التصفوية، حيث أن جمع هذا المنتخب لعشر نقاط قبل مواجهة الخضر سيقربه أكثر من أي وقت آخر من غينيا الاستوائية والغابون. وفي سياق التصريحات والتكهنات لم يشد اللاعبون عن القاعدة، ورأى كل طرف المباراة المقبلة من زاوية خاصة، فاعتبر العائد إلى صفوف الخضر كريم مطمور إياب الديربي ليس مصيريا على اعتبار أن الرزنامة تقترح مقابلتين أخريين ونقاطهما كفيلة بقلب الأوضاع والموازين في المجموعة، في الوقت الذي عبر مايسترو الخضر كريم زياني عن الوضع بلهجة فيها الكثير من الدراية بواقع الحال وخصوصية المباراة، من خلال تأكيده في تصريح مقتضب للقناة الإذاعية الثالثة بأن العامل الذهني سيكون فاصلا ومحددا في لقاء مراكش “ سنلعب مباراة المغرب بنية الفوز بنقاطها. وشخصيا أرى أن الأحسن تحضيرا وحضورا من الناحية الذهنية سيظفر باللقاء الذي سيلعب في أذهان اللاعبين”.