التهاب السحايا الفيروسي لا يمثل خطرا على الصحة العمومية أكد البروفيسور إسماعيل نور الدين مختص في الطب الوبائي أن حالات التهاب السحايا المسجلة لحد الآن لا تمثل أي خطر على الصحة العمومية، لان الأمر يتعلق بعدوى فيروسية عادية تشبه إلى حد كبير الزكام الحاد، يمكن معالجتها بالمراقبة الطبية المستمرة. وأوضح رئيس مصلحة الطب الوبائي بمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة البروفيسور إسماعيل نور الدين للنصر أن ما تم تداوله مؤخرا عبر وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي بشأن انتشار مرض التهاب السحايا لا يعكس المعطيات المسجلة ميدانيا، لأن الأمر يتعلق حسبه بحالات محدودة سجلت بمناطق متفرقة، من بينها بسكرة وجيجل والعاصمة وقسنطينة، تم التحكم فيها عن طريق المراقبة الطبية التي أخضع لها المصابون. وأرجع المصدر حالة القلق التي صاحبت الكشف عن إصابات بالتهاب السحايا الفيروسي إلى تضخيم الوضع من قبل وسائط التواصل الاجتماعي، التي تقوم بنقل فوري لكافة المعلومات المتعلقة بالمرض، مما أظهر الوضع وكأنه يتطور بسرعة فائقة، وأن عدد الحالات يزداد يوميا، في حين أن الأمر يتعلق ببضع إصابات بالمرض الذي يعد جد عادي ولا يختلف كثيرا عن الزكام الموسمي، لا سيما إذا ما تمت مقارنة عدد الإصابات بالتهاب السحايا بالعدد الإجمالي للسكان الذي يقارب 45 مليون نسمة. وأضاف المختص في الطب الوبائي بأن التهاب السحايا هو أنواع، منها ما يحمل تعقيدات ويتطلب المضادات الحيوية لمحاربة البتكتيريا التي تسببه، ومنها العادي أو الفيروسي وهو الذي تم تسجيله مؤخرا بمناطق متفرقة من الوطن، وهي حالات تعالج عن طريق الرقابة الطبية بسبب عدم وجود دواء خاص بها، في حين يمكن عزل المريض لمنع تنقل العدوى، خاصة في المحيط المدرسي وكذا محيط العمل. ومن بين أعراض التهاب السحايا الفيروسي يضيف المتحدث، التقيؤ والحمى التي لا تتجاوز 39 درجة والإسهال والتعب، وهي تقريبا نفس الأعراض التي تصاحب الزكام الموسمي الحاد، لذلك ينصح المختصون بضرورة الاستعانة دائما بالاستشارة الطبية لمعرفة نوع المرض الذي يعاني منه الشخص، قصد تمكينه من العلاج المناسب، وعدم استسهال الأمور أو اللجوء إلى التداوي الفردي، لما يحمله ذلك من خطر فعلي على صحة الفرد. واستبعد المصدر تسجيل مضاعفات خطيرة أو انتشار واسع لهذا المرض، مطمئنا بان الوضع لحد الآن هو عادي ومتحكم فيه ولا يبعث على القلق، رغم ارتفاع عدد حالات التهاب السحايا الفيروسي مقارنة بالسنوات الأخيرة، ويذكر الوضع خلال هذه الأيام بما تم تسجيله خلال نفس الفترة من سنة 2014، حيث ارتفعت عدد الإصابات بالمرض، دون أن يتحول إلى وباء بفضل الرعايا الصحية والمراقبة المستمرة، ونصح البروفيسور اسماعيل نور الدين في هذا الصدد المواطنين بالتوجه إلى العيادات او الوحدات الصحية في حال الاشتباه بظهور أعراض التهاب السحايا قصد تلقي العلاج في الوقت المناسب قبل أن يتمكن المرض من المصاب. ويمس التهاب السحايا فئة الأطفال بصفة أكبر، وتخضع هذه الشريحة للتلقيح خلال السنوات الأولى من عمرها وفق البرنامج الذي وضعته وزارة الصحة لوقاية الطفولة من الأمراض المعدية والخطيرة، وللحفاظ على الصحة العمومية، ومن بين اللقاحات التي يتلقاها الطفل، اللقاح المضاد لالتهاب السحايا البكتيري وهو النوع الخطير. وناشد البروفيسور إسماعيل المرشحين لأداء موسم العمرة بالقيام بكافة اللقاحات المنصوص عليها في الدفتر الصحي، من أجل تفادي العدوى أو الإصابة بالتهاب السحايا، خاصة بالنسبة للمسنين والمصابين بالأمراض المزمنة، كما حث على ضرورة التحلي بالوعي وعدم التهاون أو استصغار الأمر لأنه يتعلق بحماية الصحة العمومية. وأضاف في نفس الصدد البروفيسور بقاط بركاني بان أعراض التهاب السحايا ليست بالخطيرة وهي تظهر على المريض لمدة ثلاثة أيام ثم تزول تدريجيا، لكنه نبه إلى أن أي مرض متنقل يمكن أن يحمل مضاعفات لذلك فإن الوعي يعد أمرا ضروريا.