صونيا فجرت موهبتي و أنا جاهز لدخول التلفزيون قال ابن ولاية سكيكدة، الممثل المسرحي الشاب رؤوف بوفناز، أنه مستعد لخوض تجربة التمثيل التلفزيوني، بعد أن صقل موهبته لأزيد من 19 سنة بين مسرح الهواة و المسرح المحترف، و وقوفه أمام كبار الفنانين و في مقدمتهم الراحلة صونيا التي كان لها الفضل في دخوله عالم الاحتراف من أوسع أبوابه، كما أكد للنصر. التمثيل و المسرح، بالنسبة لبوفناز، ممارسة يومية لا يستطيع الاستغناء عنها، فهو لا يكاد ينقطع عن الخشبة، إما للتدريب أو التحضيرات لمختلف العروض، أو تقديمها، و رغم أنه متزوج و رب أسرة، إلا أنه يعتبر أب الفنون كل حياته، خاصة و أنه لا يمارس وظيفة أخرى غير التمثيل، كما أنه مواظب على المشاركة في مختلف البرامج التكوينية التي تنظم من حين لآخر، سواء في التمثيل أو الإلقاء أو الكوريغرافيا أو الموسيقى، و رغم ذلك يعتبر نفسه ممثلا عصاميا، نجح في بناء شخصيته الفنية، عن طريق النهل من تجارب كبار الممثلين المسرحيين و المطالعة المستمرة. صونيا علمتني الانضباط و الثقة في النفس تحدث رؤوف مطولا عن الفنانة القديرة صونيا التي اعتبرها ملهمته و سر نجاحه في عالم المسرح و الاحتراف، و عاد بذاكرته إلى سنة 2009 ، عندما حالفه الحظ للالتقاء بالراحلة، عندما كانت مديرة لمسرح سكيكدة الجهوي. و أكد المتحدث أنه تعلم الكثير من هذه القامة الفنية، كالانضباط فوق الخشبة و الثقة في النفس، و كان لها الفضل في التحاقه بالمسرح المحترف، و غالبا ما كانت تردد أمامه « لديك موهبة كبيرة ، يجب عليك تفجيرها «، و أضاف أنه شاركها التمثيل في عدة أعمال، من بينها مسرحية « أمام أسوار المدينة « ، و غيرها من العروض و لم تبخل عليه كغيره من الممثلين بالتوجيهات . و أضاف المتحدث أنه يعتبر نفسه ممثلا عصاميا و مثابرا ، عمل بجد للوصول إلى ما هو عليه اليوم، و كانت بداياته عندما التحق بالكشافة الإسلامية و هو طفل صغير، فكان يشارك في كل العروض المسرحية، ثم انضم إلى مسرح الهواة، ثم المسرح المحترف، و رغم أن الحظ لم يحالفه لدخول معهد خاص، بسبب ظروف عائلية حالت دون ذلك، لكنه اجتهد لصقل موهبته من خلال القراءة و المشاركة في الدورات التكوينية المسرحية. أطمح لتجسيد شخصية الأمير عبد القادر يرى رؤوف من خلال احتكاكه اليومي بالميدان، أن أكبر مشكل يواجهه المسرح الجزائري اليوم، هو نقص أو إقصاء النصوص الجيدة لبعض الكتاب الذين لم تمنح لهم فرصة الظهور رغم ما يملكونه من قدرات، إلى جانب عدم الاهتمام بالمسرح، و وجود دخلاء على هذا الفن الراقي، مضيفا أن هناك حركية بدأت تظهر في الفترة الأخيرة، حيث زاد عدد العروض المقدمة، لكن هناك عمل كبير ينتظر أهل الاختصاص، ليستعيد المسرح مكانته الحقيقية، ، فهو يعد المدرسة الأولى للممثل الذي يرغب في النجاح، في التلفزيون أو السينما . جدير بالذكر أن الفنان الشاب توجد برصيده 25 مسرحية، أدى من خلالها عدة أدوار بين الرئيسية و الثانوية، و بين التراجيديا و الكوميديا، و قد شارك في أعمال عالمية ، على غرار مسرحية «فندق العالمين» و «ماكبث». و لم يقتصر نشاط بوفناز على مسرح سكيكدة، فقد قدم عديد الأعمال في المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي بالجزائر العاصمة ، كما قدم عروضا في الأردن و تونس و مصر ، و من الشخصيات التي يحلم بتقمصها فوق الخشبة، كما أخبرنا، الأمير عبد القادر و ماسينيسا و يوغرطة ، كما يتمنى أن يقدم العرض المسرحي العالمي "تاجر البندقية "و يفوز بدور فيه. تأخرت كثيرا في الالتحاق بالتلفزيون و يرى المتحدث أنه جاهز، بعد سنوات من العمل الجاد في المسرح، لخوض تجربة التمثيل التليفزيوني . و أشار إلى أنه في بداياته في المسرح المحترف، تلقى عديد العروض التلفزيونية، لكنه رفضها ، لأن الوقت لم يكن مناسبا آنذاك، حيث كان يصب كل اهتمامه في المسرح، و يسعى لصقل موهبته و إبراز اسمه كممثل مسرحي. أما اليوم و بعد هذه المسيرة ، قال رؤوف أن أحلامه تتخطى ركح المسرح إلى شاشة التلفزيون ، لكنه لحد الساعة لم يتلق أي عرض، مشيرا إلى أنه لن يقبل إلا بالدور الذي يناسبه و يشكل إضافة بالنسبة إليه، و يتمنى المشاركة في أعمال تاريخية. و يرى أن المسرح قادر على صناعة نجوم حقيقيين، سواء في التلفزيون أو السينما، مشيرا إلى أن الكثير من زملائه سطع نجمهم في عالم الشاشة الصغيرة ، على غرار عبد القادر جريو و غيره.