وقفت مؤسسة تهيئة علي منجلي وعين النحاس بقسنطينة، على تجاوزات عمرانية كثيرة بالوحدات الجوارية القديمة التي تجري بها حاليا أشغال إعادة تهيئة، في الوقت الذي ما زالت فيه الفيضانات تهدد الجهة الجنوبية التي تقطنها أزيد من 150 ألف نسمة، لاسيما وأن حصصا سكنية منها شيّدت فوق شعاب واد قديم. وقدم أمس الأول، مدير المؤسسة، فريد حيول، أمام والي قسنطينة والوالي المنتدب بمقر الولاية المنتدبة، عرضا مطولا عن وضعية المقاطعة الإدارية علي منجلي، التي تعرف توسعا عمرانيا كبيرا خلال السنوات الأخيرة إذ وصل تعداد سكانها إلى 434 ألف نسمة، كما أنها تتربع على مساحة تزيد عن 4400 هكتار وهو ما يتطلب إمكانيات مادية وبشرية لتسييرها. و وقفت المؤسسة التي أنشئت في عام 2015 على تدهور كبير للنسيج العمراني، لاسيما بالوحدات الجوارية القديمة التي عرفت ترحيلات منذ بداية الألفية الثالثة، كما سجلت خروقات وعيوب عمرانية كثيرة في عمليات إنجاز شبكات الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب، في حين تخلت مقاولات عن التهيئة الخارجية وهو ما نتج عنه وضعية كارثية في البنى التحتية، إذ ظهرت نقاط سوداء كثيرة وعيوب تقنية داخل الأحياء والتجمعات العمرانية. و وفق ما لاحظناه في الصور التي قدمت في العرض، فإن العديد من الأحياء أصبحت معرضة لخطر الفيضانات، كما أن البالوعات والطرقات والأرصفة أنجزت بمعايير غير مطابقة، في حين ذكر مدير المؤسسة أنه ومن خلال الدراسة تم اكتشاف وجود عدد معتبر من البالوعات غير المربوطة بشبكات صرف المياه، فيما قام سكان بإنجاز شبكات ربط بالمجاري بطرق عشوائية وغير قانونية، وهو ما أثار استغراب الوالي، فيما ذكر حيول أنه سجل عددا كبيرا من مثل هذه التجاوزات. وسجل أيضا اهتراء في شبكات الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب والتي أنجزت جلها بطرق غير صحيحة وغير حديثة، في حين تم الوقوف أيضا على تجاوزات من طرف مؤسسات منجزة للسكنات بمختلف التجمعات العمرانية، إذ تخلت عن استكمال أشغال التهيئة الخارجية والمساحات الخضراء ما نتج عنه وضع عمراني سيئ قدم صورة سلبية جدا عن علي منجلي. وأوضح مدير المؤسسة أن الأشغال جارية بمشروع تهيئة الوحدة الجوارية السادسة التي تعد من أقدم التجمعات بعلي منجلي، إذ بلغت نسبة الإنجاز في صفقة تجديد شبكات التطهير والمياه الصالحة للشرب التي رصد لها ما يفوق 25 مليار سنتيم، نسبة 47 بالمئة، فيما تقدمت الأشغال بمشروع التهيئة والإنارة العمومية الذي خصص له مبلغ يزيد عن 14 مليار سنتيم، إلى نسبة 36 بالمئة. وبالوحدة الجوارية السابعة، التي تحتوي على العشرات من المرافق العمومية وكذا المراكز التجارية، رصد مبلغ إجمالي يفوق 24 مليار سنتيم، حيث بلغت نسبة إنجاز شبكات الصرف الصحي وقنوات المياه الصالحة للشرب 39 بالمئة، في حين لامست أشغال التهيئة سقف 80 بالمئة، و قد تمت المصادقة على صفقة تهيئة الوحدة الثامنة، والتي ستطلق بها الأشغال في أقرب الآجال. وذكر مدير المؤسسة أن الاعتمادات المالية متوفرة للشروع في تهيئة وحدات جوارية أخرى بعد استيفاء الإجراءات القانونية، إذ ستشمل العملية، كما قال، الوحدات 1،2،5، 13 إذ تمت الاستفادة من الخبرات السابقة في إعداد الصفقات ودفاتر الشروط من أجل تفادي الوقوع في أخطاء إدارية، مشيرا إلى أنه سيتم عرض الدفاتر أمام اللجنة الوزارية خلال هذا الأسبوع. وفيما يخص نوعية الأشغال التي أثير حديث حول رداءتها، أوضح مدير المؤسسة أن ما يجرى حاليا من أشغال مطابق لما هو موجود في الصفقة ودفاتر الشروط، كما أكد أن مكاتب الدراسات تراقب نوعية الأشغال ومدى مطابقتها لما هو مدرج في الصفقة، و ذكر أيضا أنه تم توجيه إعذارات من طرف مهندسي المؤسسة للمقاولات المنجزة بخصوص أي تحفظ، فيما أكد الوالي في رده على سؤال صحفي حول الموضوع، أنه لا يمكن إطلاق أحكام عامة حول هذا الأمر لكنه ذكر أنه سيقوم بمعاينة ميدانية للمشاريع الجاري إنجازها. وعرض مدير الموارد المائية بالنيابة، تقريرا عن وضعية مشروع حماية علي منجلي من الفيضانات والذي قسم على صفقتين الأولى رصد لها مبلغ 38 مليار سنتيم والثانية 28 مليار سنتيم، حيث تم الانتهاء من الأشغال المدرجة في الصفقة الأولى، في حين تجري الأشغال حاليا في الصفقة الثانية التي وصلت نسبة الإنجاز بها إلى نسبة 80 بالمئة، فيما ذكر المسؤول أن هذا المشروع يهدف إلى حماية المنطقة الجنوبية لعلي منجلي التي يقطنها ما يزيد عن 150 ألف نسمة من خطر الفيضانات، إذ تم إنجاز أنفاق وأروقة كبرى لتصريف المياه، كما ذكر في تقريره أن حصصا سكنية معتبرة قد شيدت فوق شعاب واد قديم، كما تحدث عن صعوبات في تصريف المياه بالعديد من النقاط.