أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله أمس أن الوقوف للنشيد الوطني " قسما" "هو تذكر لمليون ونصف من الشهداء ولكل الشهداء الذين سقطوا فداء للوطن منذ 1830 وليس بدعة". وأضاف الوزير في إشارة واضحة إلى الأئمة الذين رفضوا الوقوف للنشيد الوطني مؤخرا، أن مثل هذا التصرف " انحطاط في التفكير" مشيرا إلى أنه موافق على الرأي الذي تقره جماعة الأئمة في مصير هؤلاء باستثناء الطرد. وقال السيد غلام الله في قضية هؤلاء الأئمة " لم نقدمهم لا لمجلس تأديب ولا للقضاء، فنحن نربي ولا نعاقب".يذكر أن الدائرة الوزارية لغلام الله قررت بعد هذه الحادثة وضع مدونة التزامات لأئمة المساجد تتضمن سلسلة من الإجراءات التي من شأنها منع سيطرة التيارات السلفية على المساجد. وبموجب هذه المدونة فإن الأئمة ملزمون باحترام المذهبين المالكي والإباضي والقراءة برواية ورش والإمتثال لقوانين الجمهورية. وذكر الوزير في سياق متصل خلال اشرافه على اختتام فعاليات يومين دراسيين لفائدة حوالي 140 متخرجا بين إمام ومرشدة دينية سيباشرون مهامهم بولايات تيزي وزو، بجاية والبويرة، أن الإمام يتوجب عليه أيضا معرفة موقعه من المجتمع، كما يجدر به أن يكون قريبا من ثقافة مجتمعه، مشيرا إلى أن هؤلاء الأئمة تم اختيارهم لتولي وطائفهم بمساجد منطقة القبائل لأنهم يتكلمون الأمازيغية مؤكدا أن منطقة القبائل هي منطقة علم وثقافة.وبعد أن أشار إلى أن الإمام ليس مؤرخا أوضح غلام الله أن هذا الأخير مدعو إلى الإستشهاد في دروسه بمآثر الوطن وشخصياته بين الحين والآخر وخلال المناسبات الوطنية. وحول دور الإمام في بناء المجتمع والحفاظ على تماسكه قال غلام الله أن الإمام يجمع الكلمة ويحب الناس ولا بأتيهم بنماذج خارجية يفرضها عليهم، وإنما يتعين عليه تقوية ما عندهم من ثقافة. وبشأن التحضيرات الخاصة بشهر رمضان، ذكر الوزير أن المساجد ستبقى مغتوص طوال الشهر الفضيل وأن صلاة التهجد يجب أن تتم بحضور الإمام باعتباره المسؤول عن المسجد. وبخصوص موسم الحج لسنة 2010، أوضح غلام الله أن التحضيرات الأولية الخاصة بالتأجير في الأماكن المقدسة وكذا عملية القرعة قد تمت، فيما ستكون هناك تحضيرات أخرى تخص توعيه الحجاج وتحضير مرافقيهم من الأئمة.