فتح المدرب عبد القادر عمراني قلبه للنصر، ساعات قليلة بعد اتفاقه الرسمي مع مسيري شباب قسنطينة، على كل تفاصيل العودة للإشراف على العارضة الفنية للفريق، حيث تحدث عن عديد الأمور المتعلقة بالفريق والأهداف المسطرة، مشيرا في هذا الحوار إلى ضرورة ترسيخ ثقافة الألقاب ببيت السنافر، وجعل تقاليد هذا النادي كبيرة على جميع المستويات. حاوره: بورصاص.ر - في البداية، هل تؤكد خبر اتفاقك مع مسؤولي النادي الرياضي القسنطيني، للعودة إلى العارضة الفنية؟ نعم، والأكثر أنني أتحدث معك الآن من المكتب المتواجد بمقر الفريق، أين باشرنا العمل، في انتظار توقيع العقد في القريب العاجل، والذي سيكون بحضور الملاك، رغم أننا وصلنا لاتفاق نهائي كما قلت من قبل، ولا يوجد أي إشكال من هذا الجانب، بالنظر إلى الثقة المتبادلة بين الطرفين، ومثلما يقال «الأعمال بالنيات»، وليست المرة الأولى التي أبدأ فيها العمل مع السنافر دون توقيع العقد. - وكيف كان شعورك، عند عودتك للمقر مجددا؟ شرف كبير أن تجد معالمك من جديد، وشعرت في اللحظة الأولى وكأنني لم أغادر هذا النادي، لأنني أعرف البيت جيدا، وعلى دراية بكل شيء، ورغم أنني بعيد عن الفريق منذ حوالي سنة ونصف لكن صدقني لم ألحظ أي تغيير ، كما يتوجب هنا الإشارة إلى نقطة مهمة تتعلق بسمعة الإنسان أو الموظف وكل من يترك مكانه نظيفا، تبقى الأبواب دائما مفتوحة في وجهه، وشعاري في مسيرتي المهنية «أضيع منصب العمل واحتفظ بعلاقاتي حسنة مع الرجال والمسؤولين»، والحمد لله علاقتي جيدة سواء بالملاك أو الأنصار، وهو أمر مهم بالنسبة لي، وأريد في هذا الشأن أن أضيف أمرا.. - تفضل.. شباب قسنطينة فريق كبير، ويجب أن تكون لديه تقاليد على جميع المستويات، سيما من الناحية الإدارية، وخاصة ترسيخ ثقافة اللعب على الألقاب، ولكن ذلك يتطلب أن نسير جميعا على نفس المنهاج. - وهل تذكرت لحظة مغادرتك والدموع التي ذرفتها؟ تذكرت كل شيء، وشريط الذكريات مر بسرعة، لا تسنوا بأنني عشت لحظات لا تسنى مع شباب قسنطينة، ومن غير المعقول أن لا تتعلق بفريق وأنصار بهذا الحجم، وحتى عند عودتي من قبل لملعب حملاوي حظيت باستقبال أثلج صدري، خاصة وأنني عملت بإخلاص ولم أبخل على الفريق بأي جهد، ونحن مسلمون ونؤمن بالقضاء والقدر، ويومها فضلت المغادرة والتضحية من أجل الفريق، وكما قلت لك أفضل تضييع منصبي على خسارة «الرجال»، واليوم الحمد لله أعود من أوسع الأبواب وهو أهم شيء بالنسبة لي. - وماذا عن أول لقاء لك مع الثنائي مجوج ورجراج؟ لا أخفي عليكم، شعرت برغبة كبيرة لديهما في العمل وتحقيق شيء ما، ولكن وجب تضافر مجهودات الجميع حتى نصل للمبتغى، لأن نجاح الفريق من نجاح الأفراد، ولكن الشيء الإيجابي هو أن كل من مجوج ورجراج يريدان رفع التحدي، ويدركان جيدا صعوبة المأمورية، ولكنها ليست مستحيلة، خاصة إذا كانت «النية» موجودة، لقد تحدثنا بشكل عام وحرصنا على وضع الخطوط العريضة، تحسبا لاستئناف الموسم أو العكس. - وهل لك أن تحدثنا عن الطاقم الفني، الذي سيكون إلى جانبك؟ حتى أكون صريحا معك، لا يمكنني الكشف عن الطاقم الذي سيكون معي، لكن أؤكد لك بأن الطاقم الفني السابق، الذي كان في الفريق لن يستمر في العمل معي، وسأحدث تغييرا جذريا. - وماذا بخصوص المحضر البدني كمال بوجنان، هل صحيح بأنه يوجد ضمن الطاقم؟ منطقيا بوجنان سيكون في الفريق، لقد عمل لجانبي في شباب بلوزداد وفي الدفاع الجديدي، هو إنسان محترم ويعرف عمله جيدا، وأريده ضمن طاقمي، الآن هو متواجد في إسبانيا، أين اضطر للسفر للاطمئنان على عائلته، وأتمنى أن تسنح له فرصة العودة، في حال تقرر استئناف المنافسة في الموعد. - وهل صحيح بأنك مازلت مترددا بخصوص هوية المدرب المساعد؟ لدي اسم في رأسي ولا يمكنني الكشف عنه في الوقت الراهن، أنتظر فقط الاتفاق مع كل أعضاء طاقمي، رغم أن جلهم سبق لهم العمل معي، ثم سأعلن عنه بشكل عادي، وحتى المسيرين لم أحدثهم بعد عن المدرب المساعد، والأيام المقبلة ستكون كفيلة بمعرفة كل شيء. - أنت من بين المدربين، الذين يركزون كثيرا على ضرورة توفير طاقم طبي في المستوى، كيف سيكون الحال مع الطاقم الحالي؟ الطاقم الطبي الحالي أعرف أفراده جيدا، وهم أشخاص يملكون مستوى جيدا، فقط يجب عليهم مضاعفة العمل، وفي بعض الأحيان الإنسان الذي تعرفه أفضل من الذي تجهله أو تجهل كفاءته، خاصة وأنهم على دراية بكل صغيرة وكبيرة، ويعرفون اللاعبين جيدا، وكيفية التعامل معهم، صحيح الطاقم الطبي جزء مهم في أي فريق، ويمكن اعتباره من بين أهم العناصر في نجاح أي فريق. - وكيف وجدت التعداد الحالي؟ التعداد الحالي أعرف غالبيته، سواء اللاعبين الذين سبق لي العمل معهم، وحتى العناصر التي لم أدربها أملك عنها معلومات، ما يعني بأنني لن أجد أي صعوبة من هذا الجانب، كما أنني تابعت بعض المباريات للشباب، وسأحاول في الأيام المقبلة إعادة مشاهدة بعض المواجهات، حتى أستطيع الوقوف على المشكل الموجود، وخاصة النقائص على مستوى التشكيلة، حتى نعمل على تحسينها مستقبلا. - وهل ستقوم بغربلة التعداد؟ لا يمكنني الحديث عن التعداد، وسأدرس التقارير التي تركها المدربون السابقون، من حيث المشاركة والإحصائيات، ويجب أن يكون التعداد متوازن، من خلال تواجد عنصرين في كل منصب، وسنحاول الاحتفاظ بالركائز تحسبا للموسم المقبل، كما ستكون هناك تدعيمات لا محال، بعد الوقوف على النقائص الموجودة، كما أنني أفضل ترقية بعض اللاعبين الشبان، حيث حدثني المسيرون عن وجود ثلاثة إلى أربعة لاعبين يملكون إمكانات لا بأس بها من تشكيلة الرديف، سيكونون معنا في الاستئناف، وأنا من النوع الذي يحبذ منح الفرصة للاعبي الفئات الشبانية وخاصة أبناء الفريق، وسأقف على إمكاناتهم في التدريبات، الأهم بالنسبة لنا في الوقت الحالي، هو وضع خارطة طريق للفترة المقبلة، كما سنحاول إقناع بعض اللاعبين بضرورة التجديد، سميا الذين يوجدون في نهاية عقودهم، وسيكون لي حديث معهم في الأيام المقبلة، أدرك بأن المسيرين اقترحوا عليهم التجديد، وننتظر ما ستسفر عنه الأيام المقبلة. - وما هي الأهداف المسطرة على المديين القريب والبعيد؟ نحن ننتظر أولا ترسيم موعد استئناف المنافسة من عدمه، ونحن بصدد التحضير لهذه الفترة، وأخذ كامل احتياطاتنا، خاصة وأن فترة التحضيرات هذه المرة ستكون طويلة، فحسب معلوماتي في حال عدم الاستئناف ستكون 8 أسابيع، وفي حال تقرر العودة للمنافسة ستكون 6 أسابيع، وهي فترة جيدة وعلينا وضع البرنامج من الآن حتى نكون في الموعد، رغم أننا ندرك جيدا، بأن كل شيء متوقف على قرار السلطات، ونتمنى فقط زوال هذا الوباء عفانا الله وإياكم منه. - في حال تقرر إكمال الموسم، كيف ترى حظوظ السنافر في التواجد مع ثلاثي المقدمة على الأقل؟ كرة القدم لا تعترف بشيء اسمه المستحيل، والعودة للمنافسة لن تكون سهلة بالنسبة لجميع الفرق، خاصة بعد فترة توقف دامت ثلاثة أشهر، ولكن مادمنا متواجدين مع الخمسة الأوائل فكل شيء وارد، ويمكننا إنهاء الموسم مع ثلاثي المقدمة، لكن دون فرض أي ضغط، سيما وأننا سنشرع التحضير في الموسم المقبل، ويجب أن يكون لدينا طموح، وهو حق مشروع، خاصة وأن حظوظ كل الفرق ستكون متساوية، وفي حال لعبت المباريات دون جمهور، ما يعني بأن أفضلية الميدان لن تبقى سارية المفعول، فقط الفريق، الذي سيكون أحسن تحضير هو من يمكنه الصمود. - وما تعليقك على تفاعل الأنصار مع خبر عودتك ؟ صراحة تأثرت كثيرا بمحبة الأنصار، ويكفيني فخرا أنني عندما أتجول في شوارع المدينة، ألتقي الكثير من السنافر ممن يطلبون مني العودة، وهو ما يشعرني بالفخر، لأن محبة الناس لا تقدر بثمن، كما أنني أعرف جيدا قيمة أنصار شباب قسنطينة ودورهم الكبير في الفريق، ولا يمكن أن ننكر ما قاموا به معنا سواء في الموسم الأول لي، عندما حققنا البقاء بفضل دعمهم، وحتى التتويج بالبطولة، كان لهم فيه دور مهم، وإن شاء الله نحقق نتائج تليق بسمعتهم، ولكن وجب علينا أن نخطط جيدا للفترة المقبلة، والتي لن تكون سهلة على الإطلاق. - في الأخير، كيف تعلق على قضية الساعة المتمثلة في التسجيل الصوتي المسرّب وتبعاتها؟ شيء مؤسف بالنسبة لكرة القدم الجزائرية بصفة عامة، لست هنا من أجل انتقاد أو اتهام أي طرف، ولكن ما حدث لا يشرفنا جميعا سواء كمدربين أو مسؤولين، ونتمنى فقط أن لا تتكرر مثل هذه الأشياء مستقبلا، وعلينا البحث جميعا عن كيفية الوصول لتلميع صورة الكرة الجزائرية، وخاصة أخلقة الرياضة، لأنها في الأساس تربية قبل أي شيء.