طلبت إدراج تخصصي في الألعاب المتوسطية ولجنة التنظيم تجاهلته أكد البطل العالمي لرياضة الحمل بالقوة محمد الأمين بوعافية، بأن عامل السن، لن يشكل حجرة عثرة أمامه لمواصلة شق طريق الألقاب واعتلاء منصات التتويج، وأوضح في هذا الصدد بأن الرفع من عارضة الطموحات يبقى أمرا حتميا، لأن المثابرة في التدريبات تبقى حسبه المفتاح الوحيد للنجاح. بوعافية، وفي حوار خص به النصر، أشار إلى أنه يراهن على الاحتفاظ بلقبه العالمي، في البطولة العالمية المقررة مبدئيا شهر ديسمبر القادم بروسيا، لكنه يضع البطولة الاحترافية التي تقام سنويا بأستراليا في صدارة أولوياته، سيما بعد دخوله قائمة الرباعين المحترفين، كما عاد للحديث عن مشواره الرياضي، الذي انطلق من السباحة، ومر عبر كرة القدم قبل الوصول إلى رياضة الحمل بالقوة، وهو الاختصاص الذي يبقى خارج قائمة الرياضات الأولمبية، الأمر الذي حرمه من ترصيع سجله الشخصي، وكذا رصيد الجزائر بالعديد من الميداليات، إلا أنه مع ذلك كان بمثابة البوابة التي دخل منها العالمية. حاوره: صالح فرطاس *هل لنا أن نعرف كيف تجري التدريبات، في ظل غلق كل المرافق الرياضية منذ ظهور فيروس كورونا بالجزائر؟ لقد كنت في فترة التحضير الجدي لبطولة العالم الاحترافية، التي كانت مبرمجة بأستراليا، وهي المنافسة التي تقرر تأجيلها إلى السنة المقبلة، بسبب الأزمة الوبائية السائدة في العالم بأسره، كما أن هذا الفيروس كان وراء إلغاء البطولة الأوروبية، التي اعتدت على المشاركة فيها بعد تلقي الدعوة من الهيئة المعنية كضيف شرف، وهي المنافسات التي سطرت لها برنامجا مكثفا، لكن كل الحسابات سقطت في الماء، بعد تعليق جميع النشاطات، كما أن برنامج التدريبات تأثر نسبيا، لأنني أتدرب بانتظام لكن مع تخفيض في الحجم الساعي، بسبب تدابير الحجر الصحي، وكذا تزامن هذا الظرف الاستثنائي مع رمضان المعظم، خاصة وأنني كنت متعودا في السنوات الفارطة على التدرب ليلا في شهر الصيام، هذا فضلا عن ضبط برنامج تدريبات استثنائي لتفادي التجمعات، وتقليص الفوج إلى أدنى حد ممكن، أثر بصورة مباشرة على الأسلوب المعتمد في العمل الجماعي. ممارسة رياضة غير أولمبية حرمني وبلدي من ميداليات *وماذا عن البرنامج الذي تسعى لتسطيره في محاولة لتدارك هذا النقص؟ في الوقت الراهن، فإن النشاطات الرياضية مجمدة، وكل شيء متوقف على تطورات الوضعية الوبائية، ونحن نتضرع إلى الله أن يرفع عنا هذا البلاء، ولو أننا كرياضيين وجدنا أنفسنا مجبرين على الانخراط في العمل التوعوي، وكذا النشاطات الخيرية منذ ظهور هذا الفيروس بالجزائر، في محاولة لتحسيس المواطنين بالخطر الكبير، الذي يشكله «كوفيد 19» على صحتهم وصحة أفراد أسرهم، ليبقى كل الانشغال منصب في هذا الجانب، والتدريبات التي أقوم بها يبقى المسعى منها المحافظة على «الفورمة»، قبل التفكير في الاستحقاقات القادمة، لأن الرزنامة المبدئية للسنة الجارية تتضمن بطولة العالم بروسيا، المقررة في ديسمبر 2020، والتي لم يتم الإعلان عن تأجيلها إلى حد الآن، وعليه فإنني أعتزم إقامة تربص مغلق بموسكو قبل أسبوعين من انطلاق هذه المنافسة، مع العمل على تسطير برنامج استثنائي لتغطية الدورات التي تم إلغاؤها، والتي كنت أتخذها كمحطات إعدادية، حيث أعمد على برمجة منافسة فردية في القاعة، تحت إشراف 3 حكام وطنيين، وهو البرنامج الذي سأشرع في تنفيذه مع بداية شهر جويلية القادم. بدأت بالسباحة ثم تحولت لحارس مرمى في شباب بلوزداد و»لازمو» *نفهم من هذا الكلام أنك ترفع عارضة الطموحات عاليا في النسخة القادمة لبطولة العالم؟ الأكيد أن الطموح يبقى أهم سلاح يجب على الرياضي أن يستعمله في مشواره، بحثا عن الألقاب والنجاحات، والهدف الذي أطمح إلى تجسيده في المستقبل، يبقى إحراز ميدالية في بطولة أستراليا للمحترفين، لأن هذه التظاهرة تبقى المشاركة فيها منحصرة على أحسن الرباعين في العالم، والذين تم إدراجهم ضمن قائمة الاحتراف، وقد تلقيت الدعوة الرسمية للمشاركة في هذه الدورة، بعد الانجازات التي حققتها في بطولة العالم بروسيا سنة 2019، في أول ظهور شخصي لي في عالم الاحتراف، إذ أحرزت 3 ميداليات، وعليه فإنني أطمح للمحافظة على اللقب العالمي الذي حققته، وبالتالي التحضير بجدية للموعد المنتظر بأستراليا، لأن كل حساباتي مبنية على هذه الدورة. *كيف وقع اختيارك على هذا النوع من الرياضة والذي بفضله بلغت درجة العالمية؟ الحقيقة أنني لم أكن أفكرة إطلاقا في ممارسة رياضة الحمل بالقوة، لأن بداياتي مع الرياضة كانت في السباحة، بحكم أن والدي كان بطلا وطنيا سابقا، وكان يشرف على تدريب فريق للرياضات المائية، وبعد تجربة قصيرة في المسابح انتقلت إلى كرة القدم، باعتبارها الرياضة الأكثر شعبية، ولعبت في الفئات الصغرى لشباب بلوزداد، وشغلت منصب حارس مرمى، وقد تزامن ذلك مع تواجد والدي ضمن المكتب المسير للشباب، وعند انتقال العائلة إلى وهران التحقت بفريق «لازمو»، وكان مدرب الأواسط آنذاك، يطلب مني القيام بتحضير خاص على مستوى قاعة تقوية العضلات، وهي الخطوة التي مكنتني من اكتشاف أجواء قاعات كمال الأجسام لأول مرة، فقررت التوقف عن ممارسة كرة القدم والتوجه إلى رياضة رفع الأثقال، سيما وأنني وجدت راحتي في القاعة، ومن هناك كانت بداياتي مع رياضة، بقيت أنتظر فيها أول منافسة رسمية، والتي تأخرت إلى غاية سنة 2005، لأن تتويجي بلقب البطولة الولائية بوهران، أهلني للمشاركة في بطولة وطنية أقيمت بباتنة، وأحرزت الميدالية البرونزية، الأمر الذي سمح لي بانتزاع مكانة في المنتخب الوطني، الذي قرر رئيس الاتحادية سيد أحمد مساور تأسيسه في تلك السنة. يحز في نفسي استضافة مدينتي للعرس المتوسطي وأنا غائب ! *وماذا عن أهم الخطوات التي قطعتها إلى غاية اعتلاء المنصة العالمية؟ ظهوري الأول خارج أرض الوطن كان من باب الصدفة، لأنني كنت الثالث وطنيا، ولم أكن معنيا بالمشاركة في البطولة العربية التي جرت في جانفي 2007 بليبيا، لكنني واصلت التدريبات بجدية حتى في فترة الراحة، وعند استدعاء بطل الجزائر المتأهل للمشاركة اعتذر، بحجة عدم الجاهزية، فعمد مسؤولو الفيدرالية إلى تنظيم منافسة بين صاحبي المركزين الثاني والثالث من أجل اختيار الرباع الأجدر بحمل الراية الوطنية، وقد تفوقت حينها على زميلي بوبكر ملياني، وسجلت تواجدي في دورة ليبيا، ونجحت في إحراز الميدالية البرونزية، وهو التتويج الذي جعلني أنظر إلى المستقبل بكثير من التفاؤل، مع تسطير اللقب العالمي كهدف لمشواري مع رياضة الحمل بالقوة، خاصة وأنني نجحت بعدها بسنة واحدة في إحراز ميدالية ذهبية في البطولة العربية، التي جرت بالعاصمة اللبنانية بيروت، لتكون أول ميدالية عالمية في مشواري تلك المحققة في بطولة العالم بالهند سنة 2009، لما ظفرت بالمركز الثالث، وكان هدفي الفوز على منافس من فرنسا. أحضر لبطولة العالم ولقبي لن يضيع في بطولة المحترفين *لكن المسيرة بعد ذلك كانت حافلة بالألقاب والتتويجات، فما سر ذلك؟ ليس هناك أي سر، وكل ما في الأمر هو الجدية في العمل أثناء التدريبات، مع كسب ثقة كبيرة في النفس والإمكانيات، لأن هذا النوع من الرياضة، يتطلب التحضير البدني الجيد وكذا التركيز، وعليه فقد كانت بطولة العالم لسنة 2012 بالسويد، نقطة الانطلاق الفعلية لمسيرتي العالمية، لأنني توجت في تلك المنافسة بأربع ذهبيات، وهي المرة الأولى التي تنتزع فيها الجزائر ميدالية في منافسة المجموع، ولو أنني سيطرت على الاختصاصات الأربعة، سواء في الحمل على الفخذين، الرفع من الأرض أو الحمل على المقعد، ومنذ ذلك الحين بسطت سيطرتي على جميع المنافسات الإفريقية حتى العالمية، ولا أخرج من منافسة عالمية إلا وفي جعتي ميدالية ذهبية على أقل تقدير، وكانت حصيلتي في نسخة 2014 بجنوب إفريقيا 3 ذهبيات، كما أحرزت في دورة بيلاروسيا 2017 ذهبيتين وفضية، وقد تزامن هذا التتويج مع عيد الفطر المبارك، وفي نوفمبر 2017 ، تم اختياري كأحسن رياضي للهواة في هذا الاختصاص . تربعي على عرش العرب أعقبته بأول ميدالية عالمية في الهند *ولماذا لم تغيّر الاختصاص مادامت هذه الرياضة ليست أولمبية؟ هذا ما يحز في نفسي، لأن التتويجات التي أحرزتها كانت تسمح لي بانتزاع ميداليات في دورات الألعاب الأولمبية، وقرار اللجنة الأولمبية الدولية، القاضي بعدم إدراج رياضة الحمل بالقوة، ضمن قائمة المنافسات المدرجة في دورات «الأولمبياد» حرمني من تحقيق حلم أي رياضي، كما أنه حرم الرياضة الجزائرية من رصيد أفضل من الميداليات الأولمبية، وقرار «المنع» تم إسقاطه أيضا على دورات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، مما زاد في حسرتي، خاصة وأن الطبعة المقبلة مقررة بوهران، وكنت أمني النفس بصنع فرحة أبناء مدينتي، بميداليات ذهبية في هذه التظاهرة، وقد طلبت من اللجنة المنظمة التقدم بالتماس إدراج رياضة الحمل بالقوة ضمن المنافسات، التي يمكن اعتمادها رسميا في الدورات المتوسطية بداية من النسخة القادمة، إلا أن طلبي بقي على الهامش . نظرة الجمهور للرباعين «قاتمة» والمنشطات بعيدة عني *إلا أن الملفت للانتباه هو تربعك على العرش العالمي رغم التقدم في السن،، ألا تنوي الاعتزال؟ هذا النوع من الرياضة لا علاقة له بالسن، بل أن ممارسته مرتبطة أساسا باللياقة البدنية والمواظبة على التدريبات، وحاليا أنا أبلغ من العمر 44 سنة، لكنني لم أفكر في الاعتزال، بل أنني أنظر إلى باقي المشوار بكثير من التفاؤل، وأراهن على ترصيع سجلي الشخصي بالمزيد من الألقاب العالمية، خاصة بعد اقتحامي عالم الاحتراف منذ سنة فقط، وهذه الخطوة مكنتني من الظفر بشارة حكم دولي، بعد المسابقة التي شاركت فيها بالبرازيل في نوفمبر 2019، لأن الرياضي باستطاعته أن يكون حكما أيضا في نفس الدورة، مع احترام البرنامج المسطر، وتواجدي في فئة أقل من 140 كلغ، يجعلني أحكم بعض المنافسات في الأيام الأولى من الدورات، لأن منافسات الوزن الثقيل تبرمج في غالب الأحيان في اليوم الأخير من الدورة، وعليه فإن الاعتزال بالنسبة للرباعين المتخصصين في الحمل بالقوة، لا يكون إلا بعد بلوغ 50 سنة من العمر، وحاليا فإنني بصدد تشكيل فريق قوي بمدينة وهران، وابنتي الكبرى نجحت في التتويج بلقب البطولة الوطنية، وأنا متفائل بقدرتها على استلام المشعل مني. أحوز شهادة حكم دولي ولن يجبرني السن على الإعتزال *لكن المتعارف عليه، أن الرباعين أبطال العالم غالبا ما يسقطون في فخ المنشطات، فهل سبق لك وان كنت من ضحايا المواد المحظورة؟ النظرة إلى المختصين في كمال الأجسام والحمل بالقوة تبقى «قاتمة»، وتربطها الأغلبية بتناول المنشطات، مع الأخذ بعين الاعتبار البنية المرفولوجية القوية كمقياس لذلك، لكن في الحقيقة هذه الفكرة ليست شاملة، وشخصيا فإنني لم أسقط إطلاقا في فخ المنشطات، ومنذ حصولي على أولى التتويجات القارية سنة 2009، أبرمت اتفاقية مع جمعية متخصصة في مراقبة المنشطات، وهي الهيئة التي تشرف على متابعتي حتى في التدريبات وكذا في حياتي اليومية، وذلك حرصا مني على تفادي أي مادة محظورة، كما أننا نخضع لفحوصات وتحاليل مقترنة بالكشف عن المنشطات قبل وبعد كل تظاهرة، وهو إجراء إجباري لجميع الرياضيين في هذا الاختصاص، ونجاح الرياضي يحتم عليه توخي الحيطة والحذر، لأن أعداء النجاح كثيرون، وإتباع نظام غذائي خاص يبقى من الأولويات في رياضة الحمل بالقوة، في الوقت الذي تبقى فيه المكملات الغذائية من الضروريات بالنسبة لنا، إلا أن تناولها لا يكون بطريقة عشوائية، بل هناك طاقم طبي تابع للإتحادية يعمل على متابعتنا، حتى لا نسقط في المحظور، مع تجنب المضاعفات الخطيرة التي قد تنتج عنها.