سجلت وحدات الأمن بولاية قسنطينة تراجعا ملحوظا في عدد الباعة الفوضويين للوازم عيد الأضحى، بعد سلسلة من الحملات التحسيسية والردعية للمخالفين للإجراءات الوقائية من وباء كورونا، فيما تم حجز عدد من السكاكين والمستلزمات، كما لاحظنا ببلدية وجود كميات معتبرة من جذوع الأشجار تم قطعها حديثا من غابات مجاورة، في حين حررت عقوبات في حق أشخاص ضبطوا غير مرتدين للكمامات. ونظمت أمس، المديرية الولائية للأمن بقسنطينة خرجة ميدانية، لمراقبة وضعية أحياء مدينتي قسنطينةوالخروب، حيث تعرف هذه الفترة في كل عام انتشارا للباعة الفوضويين، الذين يعرضون مختلف أنواع السلع من سكاكين وفحم فضلا عن أعلاف الماشية وغيرها من المستلزمات، التي تستعمل في عيد الأضحى. وقبل الانطلاق في مراقبة الأحياء، تم تنظيم خرجة ميدانية إلى سوق بومزو وسط المدينة، أين وقفت الشرطة على تجاوزات من طرف بعض المواطنين لم يرتدوا الكمامات وسط فضاء مغلق ومزدحم بالمئات من الأشخاص، حيث تم تحرير 12 مخالفة ، في حين ستفرض عقوبات في حق ثلاثة تجار لم يطبقوا الإجراءات الوقائية التي تنص عليها التدابير القانونية. وبسوق فيرندو بشارع بلوزداد، حررت ثلاث مخالفات في حق مواطنين ضبطوا غير مرتدين للكمامات، قبل أن تتجه قوات الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية فضلا عن قوات البحث والتدخل، بالإضافة إلى عناصر من الأمن العمومي إلى حي بوذراع صالح ، إذ تم توقيف 3 باعة فوضويين لمستلزمات العيد بحي البير، كما تم حجز مختلف السلع وتحويلها إلى مقر الأمن الحضري التاسع. وتجمع عناصر الأمن بمقر أمن بوذراع صالح، أين تم وضع خطة ميدانية قبل التوجه نحو حي بوصوف، إذ تم تقسيم العناصر إلى فوجين، الأول توجه نحو الشطر الثالث والثاني نحو الشارع الرئيسي للحي، قبل أن يتم إزالة طاولة فوضوية وحجز السلع التي كانت بها، مع تحرير مخالفات في حق الشباب الذين كان غالبيتهم لا يرتدي الكمامات في حين لاحظنا وجود تجمعات في ذروة الوباء دون أدنى احترام لإجراءات التباعد الاجتماعي، كما كانت كتل التبن مكدسة في مداخل العمارات ومختلف أرجاء الحي. وما يلاحظ بكل النقاط، التي مررنا عبرها بمدينة قسنطينة، برفقة مصالح الأمن، أن عدد الباعة الفوضويين قد تراجع بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية، حيث كانت تعج الشوارع والطرقات ومداخل الأحياء بهم، إذ كان لا يكاد يخلو موقع من بائعي السكاكين بمختلف أنواعها كما تتحول الشوارع إلى ما يشبه الاصطبلات ،في مشاهد كارثية طالما خلفت وراءها قناطير من القمامة والأوساخ. وفي الطريق إلى بلدية الخروب، لاحظنا وجود بعض الباعة الفوضويين للمواشي لاسيما بمنطقتي الموزينة وسيساوي، قبل أن نتوجه نحو أحد الأحياء حيث تم طرد الباعة الفوضيين وحجز كميات من التبن مع تحرير مخالفات في حق شباب لم يرتدوا الكمامات، إذ بدوا غير مكترثين للوضعية الوبائية وفق ما لمسناه من حديثهم مع عناصر الشرطة، في حين وقفنا بوسط المدينة على وجود عدد معتبر من الباعة الذين احتلوا الأرصفة وجزء من الطريق العام. ويعرض الباعة بالخروب، كميات كبيرة من جذوع الأشجار المخصصة لقطع اللحوم، حيث لاحظنا من خلال معاينتنا لها باللمس أنها قطعت حديثامن أشجار، إذ ما يزال السائل الأخضر الذي ينجم عن القطع ظاهرا وملتصقا بالجذوع التي ضبطتها الشرطة بكميات كبيرة، في حين سارع أصحاب الطاولة إلى إخفاء كميات منها في مستودع لاحظنا به وجود المئات من القطع المماثلة. ولما سألنا أحد الباعة دون أن يتعرف على هويتنا، أكد بأن الجذوع جديدة ويمكننا أن نتأكد من ذلك من خلال ملمسها حيث قال إنها ماتزال محافظة على غلافها الطبيعي، مشيرا إلى أنه تم تقطيعها بدقة بإحدى الورشات بعد جلب كميات من الحطب من غابة مجاورة دون أن يذكر اسمها. وتمكن عناصر الأمن من حجز كميات من السلع رغم وجود مقاومة من طرف بعض أصحاب إحدى الطاولات التي تجاوز طولها ثلاثة أمتار كما استولوا على نصف الرصيف، في حين كان حي طنجة يعج بالباعة، فيما انتقد تجار بالشارع الرئيسي مصالح البلدية، حيث قالوا إنها تتوفر على موارد بشرية ومادية لكنها لا تقوم بدورها إذ سقطت كل الأرصفة تحت قبضة الناشطين غير الشرعيين الذين يخلفون وراءهم في كل يوم كميات معتبرة من الأوساخ. وذكر رئيس خلية الإعلام والاتصال الملازم خليفة بلال، في تصريح للنصر، أنه واستمرارا للجهود التي تبذلها مختلف الوحدات في الحفاظ على الأمن العام والوقاية من انتشار وباء كورونا، فإنه تقرر تنظيم خرجات دورية لمحاربة الباعة الفوضويين في موسم العيد، حيث سيتم كما قال منعهم من بيع الأعلاف والماشية في الوسط الحضري، في حين سيتم حجز كل المستلزمات التي تعرض بطريقة غير شرعية. وأوضح المتحدث، أن الحملات التحسيسية والردعية التي تعمل على تطبيقها مختلف الوحدات قد آتت أكلها، إذ سجل خلال العام الجاري تراجع في عدد الباعة غير الشرعيين، في حين تم تحرير العشرات من المخالفات في حق كل المخالفين للقوانين، مشيرا إلى أن العملية ستستمر بمختلف مقرات الأمن الحضري إلى غاية عيد الأضحى.