تحول البحث عن مواد تعزز جهاز المناعة في الآونة الأخيرة، إلى تحد كبير، يدفع الجميع للبحث عن طرق فعالة و بدائل، من شأنها أن تحمي الأجسام من خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، و من بينها المأكولات البحرية و الأسماك، التي و إن تعد أسعارها مرتفعة، يؤكد الأطباء أنها واحدة من أهم و أغنى الأغذية بأوميغا 3 و حمض الفوليك اللذين يقويان جهاز المناعة. تعد التغذية الجيدة رفيق الصحة الجيدة، و الداعم الأساسي لمناعة قوية ضد الأمراض، و حتى لمواجهتها و التصدي لها، و يعزز ذلك تنوع الغذاء و التركيز على المفيد منه، بعيدا عن العادات الغذائية الخاطئة، و الأطعمة الغنية بالدهون، السكريات و السعرات الحرارية العالية، معادلة قد تتحقق بإدراج المأكولات البحرية، ضمن قائمة الطعام اليومي ، لما توفره من عناصر غذائية تعمل كالسحر، بعيدا عن الأدوية أو المكملات الغذائية. بالإضافة إلى فوائدها الكبيرة في تقوية الإدراك و الوقاية من مرض ألزهايمر، و تقوية الذاكرة، و كذا محاربة الاكتئاب و القلق، تؤكد الطبيبة بوطغان نزيهة، أن المأكولات البحرية، خاصة الأسماك، تعتبر من أغنى المواد بالأوميغا 3 الذي يفتقر إليه غذاؤنا اليومي من خضر أو فواكه، حتى اللحوم البيضاء أو الحمراء، إذ نجد أحماض الأوميغا 3 الدهنية EPA و DHA في السلمون، السردين، المحار، الأنشوجا، و الرنجة و الترويت، بنسبة أعلى من غيرها من الأسماك. الفيتامين A بالأسماك يحمي من العدوى تعتبر أسعار الأسماك مرتفعة في السوق الجزائرية، حيث يقدر سعر الكيلوغرام الواحد من السردين اليوم ب400 دينار، لكنها من المواد التي تحتوي على فيتامينات أخرى تقوي جهاز المناعة، حسب الدكتورة بوطغان، في مقدمتها الفيتامين A، الذي يساعد بشكل كبير في تنظيم جهاز المناعة و الحماية من عدوى الأمراض، عن طريق المحافظة على صحة الجلد و الأنسجة في الجهاز التنفسي، فضلا عن دوره الفعال كمضاد للالتهابات، نتيجة دوره الفعال في تعزيز وظائف المناعة، و هو ما يتوفر بدرجة أكبر في ما يسمى بالأسماك الزيتية، مثل السلمون، الماكريل، القد و سمك التونة التي تعتبر مصادر جيدة للفيتامين A. كما تحتوي الأسماك على الفيتامين B، و منها B2، B6 و B12 التي تدعم المحافظة على جهاز المناعة و تساعده في العمل بطريقة صحيحة، حسب الطبيبة التي تقول أنها تقوم بتعزيز نمو خلايا الدم الحمراء و البيضاء للحفاظ على تدفق الأوكسجين عند مقاومة المرض، و نجد هذه الفيتامينات في مختلف أنواع الأسماك دون استثناء، حالها حال السيلينيوم الذي يعتبر أحد مضادات الأكسدة التي تسعد على التقليص من مستوى ما يعرف بالإجهاد التأكسدي في الجسم، ما يقلص بالضرورة من الالتهابات و يعزز المناعة. و بالإضافة لهذه الفيتامينات، لا تخلو الأسماك من البروتين الذي يعزز جهاز المناعة عبر التسريع في عملية التعافي و الشفاء من الكثير من الأمراض، كما أن الأسماك تصنف من بين الأطعمة التي تعد مصدرا كاملا للبروتين، لكونها تشمل جميع الأحماض الأمينية الأساسية لصحة الإنسان. هنا أيضا تجدون أحماض الأوميغا 3 قد لا يتمكن الكثيرون من تناول الأسماك بشكل منتظم، لتوفير احتياجات الجسم الكافية من أحماض الأوميغا 3 الدهنية، و على الرغم من أن البدائل قليلة، أو بالأحرى محدودة، تؤكد الدكتورة بوطغان، أنه يمكن الحصول عليها من أغذية أخرى غير السمك ، و لو بنسبة أقل، مثل المكسرات، خاصة الجوز و اللوز، كما توجد في أوراق السبانخ و القرنبيط "البروكلي" الأخضر، و توجد أيضا ، حسبها، في بذور الكتان التي تنصح بإدخالها في كل الوجبات، كما نجدها في البيض و الحليب، الحبوب، بذور اليقطين، الشوفان و البرقوق، و نجدها أيضا في زيت كبد السمك الذي يمكن أن نشتريه من الصيدليات، و هو طبيعي. إ.زياري