يعيش سكان قرية باب الطروش ببلدية ابن زياد بولاية قسنطينة، على وقع أزمة عطش خانقة، حيث المياه تجري في حنفياتهم مرة واحدة في الأسبوعين، رغم أن المنطقة تتميز بمخزون معتبر من المياه الجوفية. وأوضح سكان من القرية أن قرابة 200 عائلة تعاني العطش منذ سنوات طويلة، إذ لم تفلح نداءات الاستغاثة التي أطلقتها في لفت انتباه السلطات، فقد عوضت الحمير مثلما قالوا، قنوات المياه، إذ يضطرون إلى جلبها من نقاط مختلفة بالاستعانة بالحيوانات. وزارت أمس، المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان، القرية في إطار إحصاء مناطق الظل وإيصال انشغالات سكانها إلى السلطات المحلية، حيث أفاد المكلف بالإعلام، زهير دغداق، أن المنطقة غنية بالمياه الجوفية كما أن الغريب في الأمر هو وجود خزان مائي ذي سعة 300 متر مكعب ببلدية ابن زياد إذ يمول بلدية سيدي خليفة التابعة لولاية ميلة، في حين أن مياهه لا تصل المنطقة التي لا تبعد عنه بسوى 1 كيلومتر، كما أفاد السكان أنه يقع على مستوى الطريق الوطني رقم 05 الذي يربط القرية بالولائي 34. وطالب ممثلون عن السكان، في اتصال بالنصر، بضرورة تدخل الوالي بشكل عاجل من خلال تنظيم زيارة للقرية التي يعاني قاطنوها مما وصفوه بالتهميش، حيث يضطرون إلى جلب المياه من أحد المنابع الذي يبعد عن التجمعات بحوالي كيلومتر، بسبب جفاف الحنفيات التي تجري المياه فيها مرة واحدة كل 15 يوما ولمدة لا تزيد عن 30 دقيقة فقط. وأكد محدثونا أن أزمة العطش قد أنستهم جل المشاكل الأخرى، فالقرية لا تتوفر على أي مرافق أو تجهيزات عمومية، فهي تعد بحسبهم منطقة ظل بامتياز، فلا قاعة علاج ولا ملعب، وحتى المؤسسة التربوية ضاقت بالتلاميذ، رغم تقديم المسؤولين لوعود بإنجاز توسعة لكن دون جدوى، في حين يعيش شبابها بطالة خانقة ويضطرون إلى التنقل إلى بلديات ميلة للعمل في ورشات البناء لكنها توقفت بحسبهم، طيلة الجائحة ما تسبب لهم في فقر مدقع خلال الأشهر الأخيرة. وتحدث سكان باب الطروش، عن انعدام تام للنقل بالقرية التي تعتبر آخر نقطة بإقليم ولاية قسنطينة على الحدود مع ميلة، كما أكدوا أن حتى خدمات البريد منعدمة إذ لا تصلهم وثائقهم إلا بعد التنقل إلى مركز البريد ببلدية ابن زياد، كما ذكروا أن التهيئة منعدمة تماما حيث أن المسلك الذي يربط القرية بالطريق الرئيس يعرف وضعية متدهورة جدا داخل التجمع، فالوضع بحسبهم أسوء بكثير، مشيرين إلى أن جزءا منه قد أصبح قابلا لحركة السير بعد أن أصلحه مستثمر خاص. وأكد السكان، أن هذا الوضع أثر كثيرا على النشاط الفلاحي، حيث أن الكثير من الشباب غادر القرية دون رجعة سواء إلى ثكنات الجيش أو للعمل في مناطق أخرى، في حين أن عائلات قد انتقلت للعيش في مناطق حضرية تتوفر على المياه والمتطلبات الضرورية، مؤكدين بأنه وفي حال استمرار الوضع القائم فإن العديد من قاطني المنطقة سيهجرونها أيضا. كما تجدر الإشارة إلى أننا حاولنا الاتصال برئيس البلدية لكن لم نتمكن من ذلك. لقمان/ق