بعد مرور أكثر من أسبوع على مباراة الخرطوم يبدو أن الاعلاميين المصريين قد أفرغوا شحنة التهجم على الجزائريين وباتوا يدركون جسامة الاخطاء التي ارتكبوها فشرعوا في مراجعة مواقفهم والاعتراف بالتجاوزات غير المسبوقة التي ارتكبوها. البداية كانت بالصحفي عمرو خفاجي مدير يومية الشروق المصرية والذي استضافته القناة الرسمية المصرية مساء أول أمس حيث انتقد الفضائيات المصرية وكشف تجاوزاتها غير المقبولة ، كالتحريض الصريح للمصريين بالاعتداء على الجزائريين وندد بشدة بإقدام أحد الاعلاميين بالتحريض على قتل أي جزائري يصادفه المصريون وقال ان مازاد في تفاقم الأمور هو شتم الشعب الجزائري على المباشر والتطاول على الشهداء وانكار حادثة الاعتداء على الخضر في القاهرة. كما أضاف أنه كان على الاعلاميين عدم الانسياق مع الجمهور الذي فرض عليهم أجندته واستغرب بشدة قيام نقابة المحامين المصريين بحرق العلم الجزائري. ومن جهته رفض الكاتب الصحفي ياسر عبد العزيز فتح القنوات الفضائية للجمهور ليتكلم على المباشر بلغة سوقية ودعا الى استعمال لغة العقل بدل الانفعال مذكرا أن القنوات الخاصة والصحف ارادت التسخين لرفع نسبة المشاهدة والسحب كما اعترف المحامي صابر عمار بوجود تحريض وبذاءة كما قال ضد الشعب الجزائري واتهم احدى الصحفيات بإطلاق كلام بذيء لايقال حتى في الشوارع وطالبها بالاعتذار عما بدر منها مستنكرا فتح ابواب القنوات الفضائية لغير الاعلاميين والذين يقوم بعضهم بتصفية حسابات شخصية كشوبير والغندور وغيرهما. قناة المحور هي الأخرى استضافت كتابا وشعراء مصريين من بينهم الكاتبة حنان شومان التي اقرت بتقصير واخطاء الاعلام المصري وحملته جزءا كبيرا من المسؤولية وانتقدت بشدة بعض الرياضيين الذين دخلوا الميدان الاعلامي دون خبرة أو معرفة، وقالت أنه من غير المعقول ان يقوم اعلامي بالبكاء أمام الجمهور كما انتقدت الدور السلبي الذي قام به بعض الفنانين المصريين والذين زادوا في تأزيم الوضع. كما استنكر الشاعر جمال بخيت الذي استضافته نفس القناة اتهام واستهداف كل الشعب الجزائري وندد بالاستخدام السياسي للرياضة وبالاعلام المصري الذي فشل حسبه في التعامل مع هذه القضية كما قدم في الأخير قصيدة شعرية عن اتحاد العرب من المحيط الى الخليج وقال ان شتم الآخرين لم يكن أبدا دليلا على الوطنية.