كشف عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة انتشار فيروس كورونا الدكتور إلياس باي أخاموخ أمس «للنصر» عن إعداد تدابير احتياطية لمواجهة أي انتشار محتمل لكورونا في الوسط المدرسي، من أهمها غلق القسم أو المدرسة المتضررة، وتطويق الأحياء أو البلديات التي تشملها العدوى، بعد تحقيق وبائي من قبل فرق الطب المدرسي. أكد عضو اللجنة العلمية لرصد وباء كورونا بأن الدراسة ستنطلق لا محالة غدا الأربعاء الموافق ل 21 أكتوبر على مستوى المدارس الابتدائية، كمرحلة أولى ليلتحق فيما بعد تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي بالأقسام بعد انقطاع دام أزيد من سبعة أشهر، في ظل البروتوكول الصحي الصارم المتضمن عدة تدابير وقائية من بينها الدراسة بالتناوب وتفويج التلاميذ على ألا يزيد عدد تلاميذ الفوج الواحد عن 20، إلى جانب تنظيم أوقات الاستراحة. وكشف عضو اللجنة العلمية عن الاستعداد التام من قبل قطاع الصحة لمواجهة الوضعيات الطارئة، لكنه أكد بأن الأمر لا يتعلق بإجراءات جاهزة، بل بتدابير آنية حسب ما يمليه الظرف، أي وفق الوضعية الوبائية لفيروس كورونا في الوسط المدرسي، قصد تكييف القرارات التي قد تتخذ لاحقا مع مستوى انتشار الفيروس، بالموازاة مع الحرص على ضمان استمرار النشاط البيداغوجي للمؤسسات التعليمية. الغلق المؤقت للأقسام والمدارس التي تنتشر فيها كورونا وتحدث الدكتور إلياس آخاموخ عن إمكانية اللجوء إلى غلق الأقسام التي تسجل بها حالات الإصابة بكوفيد 19 مؤقتا، مع إمكانية غلق مدارس قد تعرف نفس الوضعية، مع إطلاق تحقيق وبائي في نفس الوقت عن طريق فرق الطب المدرسي التي ستسهر على متابعة الوضع الصحي للتلاميذ ومعاينة الحالات المشتبه فيها، على أن يتسع التحقيق ليشمل أفراد أسرة التلميذ المصاب ومحيطه الاجتماعي، لمعرفة ما إذا كان المرض قد انتشر بين سكان الحي الذي يقطن به المصاب. وستلي التحقيقات الميدانية اتخاذ إجراءات صارمة للتحكم في الوضع، عبر تطويق الأحياء أو البلديات التي قد تنتشر فيها العدوى، وأوضح الدكتور إلياس آخاموخ في رده على سؤال «للنصر» بخصوص كيفية تطويق أحياء أو بلديات بكاملها، بأن ذلك سيكون عبر فرض الحجر الصحي على المناطق المتضررة على مستوى إقليم كل بلدية إلى غاية تحسن الوضع ليتم فتحها من جديد. وسيتم التحقيق الوبائي عبر تنقل الأخصائيين في الطب المدرسي التابعين للمؤسسات الصحية الجوارية، إلى بيت التلميذ المصاب للتحري في ملابسات تلقي العدوى، ومعرفة ما إذا كان مصدرها الأسرة أو الحي اللذين يقطن بهما المصاب بالفيروس، ليتم إخطار المصالح البلدية لاتخاذ التدابير الوقائية المنصوص عليها من قبل اللجنة العلمية لرصد فيروس كورونا، من بينها الحجر الصحي ل 14 يوما، وهي مدة حضانة الفيروس، على مستوى الحي أو البلدية ككل. وشبه المختص في الأوبئة المسار الدراسي في ظل الوضعية الوبائية، بفرق كرة القدم التي قررت مواصلة مجريات البطولة، بالتزامن مع اتخاذ إجراءات صحية وقائية في حال مواجهة مستجدات، دون ضبط قرارات جاهزة تحسبا لتطبيقها عندما تقتضي الضرورة، نظرا لاستحالة الإبقاء على المدارس مغلقة إلى غاية الاندثار التام للفيروس، وعلى هذا الأساس فإن الالتحاق بالأقسام سيتم وفق الإجراءات الصحية المنصوص عليها. ونبه الدكتور إلياس آخاموخ إلى تداعيات الانسياق وراء الأخبار المغلوطة، سواء تلك التي تهدف إلى التخويف من إعادة فتح المدارس، أو التي تدعي انتهاء الوباء، داعيا الأولياء إلى التحلي باليقظة وأن يكونوا قدوة يحتذى بها في مجال تطبيق الإجراءات الوقائية التي تعد حسب المصدر مفتاح النجاة والطريقة الناجعة للتغلب على المرض، لأن كل طفل قد يكون مصدرا لنقل الفيروس وللعدوى. وبخصوص الوضعية الوبائية لكوفيد 19 في الجزار، قال المصدر إن الأرقام المسجلة مؤخرا رغم ارتفاعها لا تبعث على القلق ويمكن التحكم فيها، وهي لا تمنع الدخول المدرسي، وقارن الوضع عندنا بما هو حاصل في فرنسا التي تمر بظروف أسوأ، ومع ذلك الدراسة ظلت مستمرة بشكل عادي، لذلك فإن الاحتمالات التي تم دراستها على مستوى اللجنة العلمية لرصد كورونا، عبر اللقاءات المتعددة، سيتم اعتمادها عند أي انتشار محتمل للفيروس، للتحكم في الوضع. لطيفة بلحاج