كشف رئيس الفيدرالية الوطنية للموالين جيلالي عزاوي أمس عن تجند المربين لتموين السوق بكميات هامة من اللحوم الحمراء ستفوق 570 ألف طن في السنة، مرحبا بقرار وزارة التجارة المتعلق بتجميد استيراد هذه المادة، مؤكدا بأن فتح المذابح الصناعية قيد الإنجاز سيقضي على المضاربة ويخفض أسعار اللحوم الحمراء في السوق. أعلن رئيس فيدرالية الموالين عزاوي جيلالي في تصريح «للنصر» عن ارتياح نقابته للقرار الذي اتخذته وزارة التجارة مؤخرا والمتعلق بتجميد استيراد اللحوم الحمراء، قائلا إن الموالين كانوا دائما ضد هذا الإجراء، لأن الإنتاج الوطني يكفي لتغطية الطلب المحلي وتصدير الفائض نحو الخارج، بالنظر إلى حجم الثروة الحيوانية المقدرة بحوالي 28 مليون رأس. وأكد ممثل الموالين الاستعداد لتموين السوق باللحوم الحمراء، وتوفير حوالي 570 ألف طن من هذه المادة في السنة بأسعار جد معقولة، متوقعا بأن توجه وزارة الفلاحة مزيدا من الدعم للموالين واستغلال الميزانية التي كانت ترصد سنويا لاستيراد كميات من اللحوم الحمراء لتطوير هذه الشعبة وتوفير الوسائل والتقنيات الحديثة لمضاعفة الإنتاج في ظل الحفاظ على النوعية الجيدة. وأحصى عزاوي جيلالي أزيد من 15 مليون فرد يعيشون على تربية الأغنام والأبقار، من بينهم المربون ومنتجو الأعلاف، فضلا عن العاملين في المذابح و الموزعين، الذين تلقوا جميعهم قرار منع استيراد اللحوم الحمراء بكثير من الارتياح، لأن الإجراء سيعمل على تنشيط هذه الشعبة وتحفيز المربين على بذل جهود إضافية لتغطية السوق وتلبية الاحتياجات. وأكد رئيس فيدرالية المربين بأن استيراد اللحوم الطازجة والمجمدة تسبب في التضييق على نشاط الكثير من المربيين، متعهدا بضمان الوفرة التي يطمح إليها المستهلكون، لكنه رهن تحقيق هذا الهدف بضرورة تنظيم النشاط وتأطير المربين، لتثمين الثروة الحيوانية الهامة التي تزخر بها البلاد. وبشأن شهر رمضان المقبل الذي يشهد إقبالا على اقتناء اللحوم بأنواعها، منها اللحوم الحمراء، طمأن رئيس الفيدرالية بوفرة الإنتاج الذي سيغطي الطلب على هذه المادة، بفضل تجند المربين لإشباع السوق، قائلا إن استهلاك اللحوم الحمراء عكس ما يعتقد الكثير من الناس يعرف تراجعا خلال الشهر الفضيل، بسبب تقلص الوجبات اليومية إلى وجبة واحدة فقط، تطغى عليها في الغالب الخضر التي لا يمكن الاستغناء عنها، في حين يمكن التحكم في كميات اللحوم المستعملة في إعداد الوجبات، أو الاستغناء عنها تماما. وأوضح رئيس فيدرالية الموالين بأن المربين يفكرون حاليا في كيفية إرضاء طلبات المواطنين، وتلبية احتياجات 45 مليون جزائري، نسبة هامة منهم يقيمون في المناطق الداخلية، لأن حجم الطلب على هذه المادة لا يقاس فقط بالمدن الكبرى فحسب، وحول توقع مستوى الأسعار، قال المصدر إن الوقت ما يزال بعيدا ولا يمكن التنبؤ بوضعية السوق، لكنه طمأن بأنها ستكون جد معقولة. وأرجع عزاوي جيلالي ظاهرة المضاربة في اللحوم الحمراء، إلى قلة عدد المذابح الصناعية التي تضمن كميات وفيرة من هذه المادة بصفة منتظمة، متوقعا بعد فتح المذابح التي يتم إنجازها بمناطق بوقطب بولاية البيض والجلفة وعين مليلة لتغطية احتياجات كافة جهات الوطن من اللحوم الحمراء، القضاء التام على المضاربة واستقرار في الأسعار، لأن عدد رؤوس الأغنام التي ستذبح يوميا سيصل إلى 2000 رأس على مستوى كل مذبح، إلى جانب 80 رأسا من البقر. وستعتمد هذه المذابح على المعايير العالمية في إنتاج اللحوم بنوعية جيدة جاهزة للاستهلاك والتصدير في حال تسجيل كميات فائضة، وأفاد في ذات السياق رئيس فيدرالية الموالين بأن وزارة الفلاحة تسهر على متابعة تنفيذ هذه المشاريع التي رصدت لها الدولة ميزانية معتبرة للنهوض بشعبة اللحوم الحمراء، ورفع الإنتاج وضمان استقرار الأسعار ومحاربة المضاربين الذين استغلوا ضعف شبكات التوزيع للسيطرة على السوق، ورفع الأسعار.