تخطف القمة التقليدية التي ستجمع ظهيرة اليوم، بطل النسخة الماضية لبطولة الرابطة المحترفة شباب بلوزداد، برائد الطبعة الجارية وفاق سطيف الأضواء في رزنامة الجولة 11، على اعتبار أنها ستضع القائد الحالي للقافلة وملاحقه المباشر وجها لوجه، في مباراة تعد بالكثير من الإثارة والتنافس، وتكتسي نتيجتها أهمية بالغة في حسابات قمة هرم الترتيب، لأنها قد تمهد لانقلاب على مستوى الصدارة، عند تسوية الرزنامة منتصف الأسبوع القادم. «الكلاسيكو» الذي سيجمع بين أحد أبرز طرفي معادلة اللقب، يعد بمثابة اختبار جدي لكل فريق، لأن «السطايفية»، ورغم اطمئنانهم على كرسي الريادة حتى في حال الهزيمة، بالنظر إلى فارق 5 نقاط الذي يفصلهم عن ثنائي الملاحقة، لكن المعطيات مرشحة للتغيير عند تسوية الرزنامة يوم الثلاثاء المقبل، وعليه فإن «النسر الأسود» يبقى مطالب بالخروج بنتيجة إيجابية من هذه القمة لاستعادة توازنه، بعد التعثر المسجل داخل القواعد في الجولة الفارطة، كما أن هذه السفرية تضع تشكيلة الكوكي أمام واحد من أعسر التحديات، كونها سارت منذ بداية الموسم بريتم استثنائي، وذلك بالعودة بكامل الزاد في كامل سفرياتها، وهو «السيناريو» الذي تكرر في 5 مناسبات، إلا أن المواصلة بنفس «الديناميكية» أمر صعب التجسيد ميدانيا، كون المستضيف شباب بلوزداد، يبقى الفريق الوحيد الذي لم يتجرع الهزيمة إلى حد الآن، وبالتالي فإن أبناء «العقيبة» سيعملون على استغلال فرصة الاستقبال للمرة الثانية تواليا من أجل ضرب عدة عصافير بحجر واحد، من خلال الإطاحة بوفاق سطيف، وتقليص الفارق إلى نقطتين، في انتظار التسوية، فضلا عن مواصلة المشوار دون هزيمة، في حين يبقى مسعى «السطايفية» تفادي الهزيمة قبل التفكير في احراز الفوز السادس على التوالي خارج الديار. إلى ذلك، فإن الوصيف الثاني فريق مولودية الجزائر يتواجد في وضعية مواتية لوضع حد لنزيف النقاط، واحتواء الأزمة الداخلية التي فجرت بيته، وذلك عند استقبال اتحاد بسكرة، في مقابلة غير متكافئة على الورق، سيما وأن الزوار دخلوا في دوامة، جراء اكتفائهم بانتصار وحيد منذ جولة التدشين، الأمر الذي يجعل «الشناوة» يخوضون هذه المواجهة بعين على النقاط الثلاث، للتصالح مع الأنصار وأخرى على قمة العناصر لتقليص الفارق عن وفاق سطيف. على صعيد آخر، ستكون فرق القاعدة الشرقية على صفيح ساخن، بالنظر إلى الوضعيات الحرجة التي أصبحت تتواجد فيها، كما هو الحال بالنسبة لشباب قسنطينة، الذي سيخوض فرصة الحظ الأخير عند استضافة نجم مقرة، لأن السنافر تدحرجوا إلى الصف ما قبل الأخير، وهجومهم صام عن التهديف على مدار 450 دقيقة، كما أن الإكتفاء بنقطة واحدة في آخر 5 جولات يبقى الدليل الميداني القاطع على حدة الأزمة التي يعيشها الفريق، ولو أن المأمورية لن تكون سهلة أمام ضيف بدأ يستعيد توازنه تدريجيا منذ تولي لطرش مهمة تدريبه. من جهة أخرى، تبدو مهمة شبيبة سكيكدة في الخروج من عنق الزجاجة شبه مستحيلة، لأن الرحلة إلى تيزي وزو ليست محمودة العواقب، في ظل حاجة الشبيبة المحلية للنقاط، في مباراة تصب كل حساباتها الأولية في رصيد «الكناري»، بحكم أن «السكيكدية» لم يتمكنوا من التأقلم مع أجواء حضيرة «الكبار»، مما عجل برحيل المدرب إفتيسان، في الوقت الذي ستحط فيه جمعية عين مليلة رحالها بالدار البيضاء لملاقاة نادي بارادو، في مباراة تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، لأن «لاصام» تجيد التفاوض خارج القواعد، وتبحث في هذه السفرية عن نتيجة إيجابية لتمرير الإسفنجة على التعثر الأخير، وبالمرة التأكيد على أنها أصبحت بمثابة الشبح الأسود للنوادي العاصمية، بعدما عادت بتعادلين في سابق الجولات أمام المولودية و»النهد». وعلى ذكر نصر حسين داي، فإن هذا الفريق سيسعى لتأكيد الانتصار الذي حققه يوم الثلاثاء الماضي بسكيكدة، وذلك في تنقله الثاني على التوالي، والذي سيكون إلى البرج، لمواجهة الأهلي المحلي، في مقابلة بطابع «خاص» للمدرب دزيري، الذي مازالت تشكيلته السابقة لم تتذوق طعم الانتصار بعد، وقد تشاء الصدف أن يتحقق ذلك بحضوره، لكن كمنافس، لأن «البرايجية» كانوا قد انتفضوا في الجولة المنصرمة ببسكرة، والفرصة مواتية لتحقيق الإقلاع وطي صفحة النكسات. باقي المباريات يطغى عليها طابع «الديربي»، والإثارة ستكون حاضرة بملاعب المدية، وهران وغيليزان، ولو أن أولمبي المدية مازال يسرق الأضواء بتأقله، بينما سيعمل اتحاد الجزائر على مواصلة «ديناميكية» الانتصارات، بالبحث عن الفوز السادس على التوالي، عند التنقل إلى بلبعاس، وإذا ما نجح في العودة بالنقاط الثلاث فإنه سيحطم الرقم القياسي للموسم الجاري، من حيث عدد الانتصارات المتتالية، والذي يتقاسمه حاليا مع أولمبي المدية.