أطفال البرج يقطعون عشرات الكيلومترات مشيا للوصول إلى المسابح تتحول المسابح بولاية برج بوعريريج ، و على قلتها إلى ملاذ مفضل ، للأطفال و الشباب ، في ظل إفتقار معظم بلديات الولاية لفضاءات الراحة و الترفيه و كذا إرتفاع درجات الحرارة إلى معدلات قياسية فاقت الأربعين درجة مئوية خلال الأيام الفارطة ، حيث يعرف المسبح البلدي الذي يتوسط عاصمة الولاية إقبالا كبيرا رغم محددوية إمكانياته و صغر حوض السباحة ، ما يضطر بالعديد من الأطفال قطع عشرات الكيلومترات سيرا على الأقدام للوصول إلى المسابح القريبة بالبلديات المجاورة . هذا و تتحول وجهة الأطفال في كل صيف إلى المسبح البلدي بمجانة ، بحثا عن فرص للترويح عن أنفسهم و هروبا من موجة الحر التي تجتاح المنطقة ، حتى و لو تطلب الأمر منهم قطع المسافة الفاصلة بين عاصمة الولاية و بلدية مجانة على بعد حوالي 11 كيلومتر سيرا على الأقدام ، حيث يمكن لأي كان من مستعملي الطريق أن يشاهد قوافل الأطفال عبر الطريق تترجى أصحاب السيارات لنقلهم من دون مقابل ، في ظل عجزهم عن توفير بعض الدينارات للتنقل في الحافلات و إصرار القابضين بوسائل النقل على مطالبتهم بدفع مبلغ التذكرة قبل الركوب ، و في حديث جمعنا ببعض الأطفال أوضحوا أنهم ينتمون لعائلات فقيرة تعجز عن توفير ظروف ملائمة لراحة أبنائها خصوصا و أنهم قد تعودوا على السباحة و أصبحوا مرغمين على التوجه إلى المسابح بشكل يكاد يكون يومي، فيما أشار البعض الآخر إلى إفلاتهم من رقابة الأولياء لرفضهم الفكرة إطلاقا خوفا على سلامة أبنائهم .من جانب أخر أكد مسير المسبح البلدي بالبرج على التوافد الكبير للأطفال ، رغم تحديد مدة السباحة بساعتين مقابل 50 دينارا ، حيث يستقبل المسبح أزيد من 200 زبون يوميا معظمهم من شريحة الأطفال و المراهقين ، و حول شروط النظافة داخل المسبح أوضح ذات المتحدث على إرغام الجميع التوجه الى المرش للإستحمام قبل الدخول في حوض السباحة ، و تجديد ما نسبته 20 بالمئة من المياه يوميا ، و فيما فتح المسبح أبوابه خلال العامين الفارطين بعد إعادة تهيئته ، يبقى غير كاف لتغطية إحتياجات أبناء عاصمة الولاية ، ما يدفعهم إلى التوجه للبلديات المجاورة ، في حين تتوفر الولاية على مسبحين شبه أولمبيين ، الأول ملك لصاحب فندق و الأخر بالمركب الرياضي عشرين أوت ، تعد تكاليفهما مرتفعة مقارنة بالمسابح البلدية الأخرى ، حيث تقدر تكلفة السباحة فقط 300 دينار في المسبح الأول لمدة ساعتين ، فيما يتطلب الأمر دفع إشتراك شهري ب 800 دينار في المسبح الثاني .و يفضل شباب الولاية تنظيم رحلات تتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع بإتجاه الشواطئ القريبة ببجاية و جيجل .تبقى الإشارة إلى تنظيم عديد الجمعيات المهتمة بالأطفال بالتنسيق مع مديرية الشباب و الرياضة ، لرحلات و إقامة مخيمات صيفية على الشواطئ بمختلف الولايات الساحلية ، فضلا عن منح تراخيص من طرف مديرية النقل لأصحاب حافلات النقل الجماعي العاملين بالولاية ، لتمكين الشباب من تنظيم رحلات سياحية ، في ظل افتقار الولاية لخطوط نقل مباشرة بإتجاه الولايات الساحلية .