نظم مساء أول أمس بيت الشعر الجزائري الذي يرأسه الشاعر سليمان جوادي، بالتنسيق مع جمعية الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة، ندوة فكرية حول أعمال الأديب رابح خدوسي، وتطرق المشاركون فيها إلى الأعمال الأدبية والمؤلفات التي أصدرها خدوسي، في مجالات التاريخ و أدب الطفل و الأدب الشعبي، وأجمع المشاركون أن خدوسي من صناع المجد الثقافي في الجزائر ومن رواد التربية، كما أن مؤلفاته صنعت له عمرا لا يفنى، و علق الشاعر سليمان جوادي بأن "مؤلفات خدوسي عبارة عن مؤسسات ثقافية تمشي". وتحدث المؤرخ محمد أرزقي فراد في حديثه عن مؤلفات خدوسي التاريخية، عن اهتمامه بتاريخ منطقة المتيجة، و منها كتاب تاريخ بن ميسرا، الأطلس البليدي و المتيجة، مشيرا إلى أن التاريخ المحلي لبنة لبناء التاريخ الوطني، كما أنه أحيا بهذا الكتاب تاريخ جبال الأطلس البليدي التي كانت عامرة خلال ثورة التحرير. وفي السياق ذاته تطرق المتحدث إلى موسوعة "أعلام الجزائر" التي أعدها الكاتب رابح خدوسي و دورها الكبير في التعريف بأعلام الجزائر، وكشف أرزقي فراد عن كتاب جديد سيصدر العام القادم بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب بعنوان " أطفال الثورة يتذكرون"، ساهم في تأليفه الكاتب رابح خدوسي. و أوضح من جهته الدكتور محمد بوزواوي، بأن خدوسي من صناع المجد الثقافي في الجزائر، و من رواد التربية، وتحدث عن مساره التعليمي، عندما اشتغل معلما، ثم مفتشا، ونضاله في دار الحضارة، مشيرا إلى أن أعمال خدوسي موضوعات مذكرات لطلبة الماستر في بعض الجامعات. و تحدث الدكتور بوزواوي عن بعض روايات خدوسي، منها رواية "الغرباء" التي نالت جائزة سنة 1990، والمجموعة القصصية "احتراق العصافير"، كما تحدث عن إسهام خدوسي في مجال أدب الطفل، حيث حاز السنة الماضية على جائزة دولية في هذا المجال. و خاض خدوسي في مجال الأدب الشعبي وبرصيده موسوعة الجزائر في الأمثال الشعبية التي التقطها من أفواه الناس، وساهم بذلك في خدمة التراث الشعبي. وفي السياق ذاته قال الشاعر سليمان جوادي، بأن خدوسي، إلى جانب اهتمامه بالمجالات السابقة، تخصص أيضا في أدب الرحلة، فكتب عن كل منطقة زارها بعمق. أما الدكتور عبد الحميد بورايو، فقال عن خدوسي بأنه مارس الثقافة كتابة، ومارسها كناشر، كما مارس مهنة النشر كمثقف. تجدر الإشارة إلى أن الندوة الفكرية كانت متبوعة بقراءات شعرية، كما تم على هامش الندوة، تنصيب المكتب الولائي لبيت الشعر الجزائري، وتم اختيار مراد رقيق لرئاسة المكتب الولائي، ليصل بذلك عدد المكاتب الولائية التي تم تنصيبها، حسب سليمان جوادي، إلى 38 مكتبا على المستوى الوطني.