"لم أجد قاعة سينما مفتوحة لعرض فيلمي في شرق البلاد" استغرب المخرج جمال عزيزي من عدم وجود قاعات سينما مفتوحة في عدة ولايات من شرق البلاد مثل قسنطينة و عنابة و غيرها ، لعرض آخر أفلامه "السفر الأخير " و الذي بدأ أول عر ض له خلال الأيام الماضية بالبليدة ثم تنقل به للعاصمة و ولايات الغرب ، وينتظر أن يعرض ببجاية الأسبوع القادم ،بعد أكثر من سنتين من إنجازه . على مدار ساعة و عشرون دقيقة ،سافر جمال عزيزي بنخبة من المهتمين بالسينما و الصحفيين في "السفر الأخير " الذي كان بطله مراد خياط و ذلك بمتحف السينما بوهران مساء يوم الأربعاء الماضي . و قد تمكن المخرج من عرض الفيلم في الجزائر بعد أن جاب به عدة مهرجانات دولية و نال عدة جوائز على مدار سنتين. و هو يتأسف لعدم قبوله ضمن منافسة الأفلام الطويلة في مهرجان الفيلم العربي في طبعته الأخيرة حيث قال "لست أدري لماذا لم يتم قبول فيلمي في الوقت الذي شاركت بعض الأفلام بناءا على صداقات و محاباة ". الفيلم يروي قصة عمي صالح و هو تقني مختص في عرض الأفلام السينمائية ،كلف بمهمة نقل بعض الأفلام و التجوال بها عبر مناطق معزولة من الوطن ،أي في المناطق التي لا تعرض بها أفلام سينمائية فجاءت إليها السينما من خلال شاحنة العرض التي يشرف عليها عمي صالح .و من تكراره لهذا العمل لسنوات أصبح سكان تلك المناطق يعرفونه و ينتظرونه سواء بمناطق وسط البلاد أو شرقها أو الصحراء أو منطقة القبائل . سفر طويل مشقة و عناء أدت إلى ضعف صحة البطل الذي أصبح يعاني من نوبات السعال و من الإرهاق و الأرق، و هو حال السينما التي بدأت تموت ببطء كما فسرها الحضور خلال المناقشة التي أعقبت الفيلم ، وهم يطالبون بضرورة إيجاد الحلول السريعة من أجل تعافي السينما الجزائرية و شخصوا مرضها في بيروقراطية بعض الأشخاص الحاكمين بزمام الأمور . جمال عزيزي من جهته قال أنه تحصل نهاية خلال الأسبوع الماضي على الرد السلبي من التلفزيون الجزائري الذي لم يقبل عرض فيلمه الذي ينتقد فيه التلفزيون و كيف يتم التعامل فيه مع الأرشيف الذي صوره المخرج في لقطة يمشي فيها البطل داخل مستودع فرشت أرضيته ببقايا أرشيف صور و نيجاتيف بعض الأعمال و غيرها من المعدات الأساسية في العمل التلفزيوني . و رغم أنه لم يذكر و لم يشر لا للمبنى و لا للتلفزيون إلا أن المتفرج يستطيع أن يدرك ذلك. و أضاف المخرج أنها ليست المرة الأولى التي ترفض أعماله في التلفزيون "أنا لست رجل أعمال ولا أعمل في الإستيراد و التصدير ،أنا فنان إذا لم أبع منتوجي للتلفزيون فلا يمكن أن أبيعه في السوق ". و في رده على سؤال حول توجه بعض المخرجين للأنترنيت و الشبكات الإجتماعية لنشر أعمالهم ،أوضح جمال عزيزي أنه يوافق هؤلاء الفكرة و لكن "هذا غير ممكن بالنسبة للفيلم الطويل المرتبط بمنتج و كاتب سيناريو و حقوق التأليف و غيرها من المصاريف ". و عن مشاريعه ،أكد أنه يحضر لفيلم حول المخدرات خاصة منها الأكثر خطورة و هي الأقراص المهلوسة و نوعياتها ،و أشار أن لديه نصف المبالغ المطلوبة و ينتظر الحصول على تمويلات أخرى لإنهائه .